15 آذار .. يوم مشهود
14 ربيع الثاني 1432
الأسير/ محمود نور الدين

انطلقت يوم الثلاثاء 15 آذار، الآلاف في جميع أرجاء الوطن من رفح الى جنين، استجابة للحراك الشبابي الداعي الى إنهاء حلة الانقسام بين شقي الوطن،والتي تسبب بها أطراف محلية وإقليمية ودولية ،  وذلك على اثر الانتخابات التي فازت فيها حماس بامتياز وأعطاها الشعب الشرعية ، ووكلها لأن تنوب عنه في حمل هم القضية الفلسطينية بعد طول عناء وعبث استمرت عدة عقود .

 

أجل خرجت الجماهير ومئات الآلاف تحديدا في غزة الصمود والإباء، حيث تحرك الجميع بأريحية وحرية تامة، ورفع الجميع شعاراته ومطالبه التي تركزت بشكل أساس على إنهاء الانقسام، ووقف الاعتقال السياسي تحديدا في الضفة، ووقف التنسيق الأمني وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وهيكلية مؤسساته المنظمة وملحقاتها، وايجاد مرجعية ناظمة لشعبنا ومن خلال تقييم المرحلة السابقة ، خاصة بعد أن فشلت عملية التسوية وإعادة اللحمة لشعبنا على أساس حق شعبنا في المقاومة بكل أشكالها، والتوافق على برنامج سياسي وطني يؤكد على حقوق شعبنا وثوابته كاملة غير منقوصة.

 

هذه المطالب والشعارات التي صدحت وارتفعت الأصوات بها حناجر مئات الآلاف، وعلى الفور وفي أول اجتماع للوزارة الشرعية برئاسة الاستاذ اسماعيل هنية بعد التشكيل الجديد لها، استجاب دولته لهذه المطالب والتي باتت حقوقا للشعب ثابتة، وأكد أن هذه المطالب والحقوق هي مطالب الحكومة الشرعية، بل هي مطالب حركة المقاومة الاسلامية حماس وعلى مدى الأربع سنوات التي خلت من عمر الانقسام المقيت.

هذه المطالب أكد عليها الاستاذ النائب في المجلس التشريعي عضو القيادة السياسية لحركة حماس صلاح البردويل، وعلى لسان المتحدثين باسم حركة حماس وقبلها وعلى مدى الفترة الماضية.

هذا ماعبرت عنه مئات الآلاف والتي كانت غالبيتها الساحقة من عناصر ومؤيدي حركة حماس خلال مسيرات يوم الثلاثاء 15/3.

 

لقد حركت حماس شبابها وجمهورها وأنصارها، فخرجت هذه الجموع الحاشدة والغفيرة وبرايات حماس في فترة محددة ليرى العالم أن حماس خرجت بهذه الصورة لتؤكد دورها في الحراك الشبابي والداعم له من أجل انتهاء حالة الانقسام. أجل انقلبت ساحة الجندي المجهول في غزة إلى ساحة خضراء للتأكيد على هذا المعنى، وحتى لا تروج وسائل إعلام ضالة مضلة ومزورة للحقائق بأن لا وجود لحماس، أو أن هذه الجموع تمثل أطرافا معارضة لحماس، وبعد إثبات ذاتية حماس والصيغة العامة لها، رفعت بعد ذلك الأعلام الفلسطينية وكانت هذه حكمة بالغة.

 

كانت ساحة الجندي المجهول مكان اللقاء باتفاق الجميع ، جميع القوى وممثليها بما فيهم ممثلي حركة فتح ، والأمور سارت على خير وجه، وكان هناك الانسجام التام بين الموقف الرسمي الأمني والشرطة والفصائل ومؤسسات المجتمع الأخرى.

لقد حدثت إشكالات حيث تسلل بعض المفسدين إلى الكتيبة الخضراء مما دفع الأجهزة الأمنية في غزة لإعادة النظام ،ولتقول للناس ليس هناك أحد فوق القانون والنظام، وأن هناك سلطة واحدة على الجميع الالتزام بقانونها ونظامها، وانفض الحضور وتم اخلاء ساحة الكتيبة وتم قطع دابر الفتنة التي حاولت بعض جيوب المفسدين اثارتها.

 

أما في الضفة المقهورة فقد شاركت الكتل الإسلامية وأعضاء حماس في المجلس التشريعي ومؤيدي الحركة، والتي ترصدها أجهزة عباس الأمنية ،فما كان من هذه الأجهزة إلا أن انهالت على المعتصمين الرافضين للانقسام والاحتلال والرافضين للتنسيق الأمني والاعتقال السياسي،  وحملة التطهير الوظيفي والذي يستهدف أبناء الحركة تحديدا وضرورة المصالحة فورا، انهالت عليهم ضربا وتمزيقا للشعارات والرايات والمطالب.

 لقد كان يوم الثلاثاء يوم مشهود، فيه الخير الكثير رغم المنغصات والعثرات التي أراد البعض أن يصنعها بطريق مباشر أو غير مباشر.

 

لقد كان العمل الجماعي والحراك الشعبي الهائل في أبهى صورة ،وذلك لتعاون الجميع ؛فصائل وقوى وغيورين على الصالح الفلسطيني العام ،والمؤكدين على وحدته.  ومما زاد ذلك بهاء هذه الرعاية الرسمية من دولة رئيس الحكومة الشرعية في غزة والتي تعبر عن ضمير الشعب الذي منحها الشرعية والتمثيل.

فوقفة إكبار للكل الفلسطيني العظيم.

نقلا عن: أحرار ولدنا