11 ذو القعدة 1432

السؤال

أنا مغترب ولي 4 أولاد، أرسلت عائلتي لبلدي لظروف العمل، أصرت زوجتي بعد سنة تقريباً بالالتحاق في برنامج ماجستير حقوق إنسان، وبسبب مخالفات شرعية ومنها الاختلاط وبدون معرفتي والكذب علي حصل بيننا طلاق ثانٍ وتلفظت عليها بكلام جارح نتيجة الغضب، أرجعت زوجتي بعدها ولكن حصل لها تحول كبير في حياتها من عدم الاحترام والتقدير لي كزوج وبدأت تنمص حاجبيها وتتعطر عند خروجها أحياناً رغم معرفتها بحرمة ذلك، وأصبحت كما أظهرت من معلومات لها على الفيس بوك بأن نظرتها السياسية ليبرالية وفقدت طاعة زوجتي لي حالياً وخاصة بعد أن ذهبت في إجازة ورأتني ملتحياً، وامتنعت عني كزوجة، المشكلة أنها كما صرحت تريد أن لا تكون بيننا علاقة زوجية وأن لا أتدخل بها ونبقى مجرد زوجين بالاسم فقط (زوجتي قريبتي ومعها بكالوريوس شريعة)، المشكلة الأساسية الآن هو خوفي على تربية أولادي وبعدي عنهم وتواجدي لا يقلل من المشكل معها سواء من ناحية مادية أو حياتية ولا اعرف في حال الطلاق ما مصير العائلة والأولاد وأخاف أن تطلب حضانتهم حسب قانون الأحوال الشخصية في بلادنا فأرجو منكم إفادتي وجزاكم الله خيراً؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

عندما تشتد أزمات الحياة وتزيد المسئوليات والأعباء فكانت بمثابة الهم على أكتاف الكثير من الأزواج في كثير من البلاد فمن الأزواج من يجري هنا وهناك؛ طلباً للرزق، ومنهم من تضيق به الأرض في بلده فيشعر أنها أغلقت أبوابها أمامه فلا يفكر إلا في العمل خارج البلاد تاركاً الزوجة والأولاد بحثاً عن ذلك الرزق، فالهدف نبيل والكل يريد أن يوفر لأهله الرزق ولأولاده الحياة السعيدة لكن لكل ذلك ضريبة قاسية.
ضريبتك أيها المغترب عن أسرتك من ترك الزوجة وحدها مع أولادها كان السبب الأول لذلك الهجر وحدوث الجفاء بينك وبين أسرتك وذلك الجفاء دفعها للتأثر بكثير من الفتن كما ذكرت برسالتك، فإنها إن كانت قد وقعت في خطأ فأرى أنك قد شاركتها ذلك الخطأ لتركها وحدها دون رعاية ولا عناية.
أما الأمر الآخر، فقد ذكرت في رسالتك حدوث الطلاق الثاني، وبالتالي فقد حدث الطلاق الأول من قبل فيبدو أن المشكلات بينكما قديمة ويبدو كذلك أنك لا تستطيع أن تتحكم كثيراً في نفسك أثناء الخلاف وهذا سيكلفك الكثير.
وإذا كنت خائفاً من ترك أولادك مع أمهم عند طلاقها وأثناء الحضانة فأين كان ذلك الخوف أثناء الطلقتين السابقتين؟!
أما بالنسبة للزوجة فلا شك أنها مخطئة في أكثر من نقطة، فكثير من الزوجات عندما يزيد خروجها من بيتها ومشاركتها العمل أو الدراسة أو غيره تبدأ في تغيير أفكارها وربما تكبرت على زوجها ووجدت في نفسها العجب بينما تدرس حقوق الإنسان وتنسى حقوق زوجها!
فالزوجة مهما علت وارتفع شأنها في الدنيا بعلم أو بعمل أو بمال فشأنها لا يزيدها علوا إلا بطاعتها لزوجها وكسبها لرضاه.
أما امتناعها عنك فهو أمر مرفوض، رفضه الشرع الحنيف فليس من حقها الامتناع عن زوجها وإلا باتت ملعونة كما في الحديث الشريف لكن يعود عليك من الأمر مسئولية كبرى ليس هذا مكان توضيحها.
أيها الأخ الكريم: اجلس مع زوجتك جلسة صفاء وصراحة ووضح لها بكلام حسن حرصك على أسرتك وعليها فالزوجة تؤثر فيها الكلمة الطيبة ويغيرها من حال لحال، فإن أصرت فابعث أحداً من أهلك وأحداً من أهلها وتبين لهم موقفها السلبي معك وأن عليها السمع والطاعة في كل ما يرضي الله فإن امتنعت فليس الطلاق هو الحل المباشر بل عليك بإخبارها أنك ستضطر للبحث عن زوجة ثانية تؤدي لك حقوقك وفي تلك الحالة سوف تقرر من داخلها إما أن تعود لرشدها أو تصر على ما هي فيه فإن عادت فخير وإلا فابحث بجدية عن امرأة أخرى تكمل معك رحلة حياتك، وعليك أن تخبرها بذلك، واعلم جيداً أنها عندما تجدك تبحث بجدية عن زوجة أخرى ستكون في صراع مع نفسها ولعلها أن تصلح ما أفسدت فإن لم تصلح وتمردت فلذلك شأن آخر لست ملوما في شيء تفعله ما دام مما يرضي الله، لكن إن تغيرت فعليك أيضا التغيير بالمعاملة الحسنة.
أما كونها بدأت تتغير نحو الليبرالية وكره اللحية وغيره فعليك بنصحها وتفهيمها خطوة خطوة وبرفق وصبر لتغير قناعاتها المنحرفة فإن أبت فاسلك ذات الطريق السابق في تعديل مسارها وتقويمها والله يوفقك نحو الصواب.
وعليك أن تتعلم من هذه التجربة السلبية التي كان سببها تركك لزوجك وأولادك وعليك أن تأخذهم معك فالقرب يولد المودة ويجددها أو أن تعود إليهم والرزق بيد الله؛ حفاظاً على بيتك وولدك ورعايتهم.