أنت هنا

بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية حول قَمْع المظاهرات السلميّة في المدن السورية
17 ربيع الثاني 1432

بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية

حول قَمْع المظاهرات السلميّة في المدن السورية

منذ ما يقرب من نصف قرن، ما يزال الشعب السوريّ يعاني من الاستبداد، الذي تُخنَق في ظِلّه كل أشكال الحرّيّات، وتُكَمَّم الأفواه، ويُزَجّ الأحرار والحرائر في السجون والمعتَقَلات، ويُحارَب السوريون بِقُوتِهِم ولقمة عَيْشهم، ويستأثر الحكّام بالسلطة وثروات البلاد..
منذ عشرات السنين، ما تزال سورية تُحكَم بقانون الطوارئ والأحكام العُرفية والمحاكم الاستثنائية.. ويُعاني كل مواطنٍ سوريٍّ في طُول البلاد وعَرْضها، من القهر والاضطهاد..
يا شعبنا السوريّ الأبيّ:
لقد حذّرنا النظامَ السوريَّ مراراً، لاسيما خلال الأشهر القليلة المنصرمة، من خطورة المكابرة وتجاهل المطالب الأساسية المشروعة للسوريين، في التغيير والانتقال بالبلاد إلى مرحلةٍ إصلاحيةٍ جديدة، تحفظ كرامةَ المواطن، وتُعيد إليه حقوقَه الإنسانية والمدنية المستَلَبة، ويُحارَب فيها الفساد، وينتهي الحُكم الشموليّ والانفراد بالسلطة.. إلى أن وقعت الواقعة.. ولم يجد شعبنا خياراً سوى خيار الثورة، أسوةً بأشقائه من الشعوب العربية التي اجترحت حريّتها بالتضحيات.. ولم يجد النظام الحاكم المتكلّس لمواجهة الخيار الشعبيّ السلميّ.. سوى الرصاص والهراوات وقنابل الغازات السامة..
أيها السوريون والسوريات.. أيها المنتفِضون في درعا ودمشق وحمص وحلب وبانياس والقامشلي ودير الزور.. وكل المحافظات السورية:
لقد برهنتم للعالَم كله، أنكم شعب عزيز كريم، مستعدّ لدفع ثمن الكرامة.. فبرهِنوا بوحدتكم الوطنية، أنكم شعب حضاريّ لا ينشد إلا الحريّة، بعيداً عن الفوضى والثأر والانتقام..
يا أباة سورية من علمائها ومشايخها:
إنّ دَورَكُم عظيم، في تقدّم الصفوف، وتحقيق الانضباط، وتوحيد الكلمة، ومَنْعِ الفتنة.
يا رجال جيشنا السوريّ الأشمّ:
لقد كنتم على مَرّ التاريخ السوريّ، صُنّاع حريّةٍ وحُرّاسَها.. إلى أن تسلّطَ عليكم نظامٌ دكتاتوريٌّ سلب كل شيءٍ في الوطن.. فبرهِنوا اليوم أنكم مُلتحِمون بشعبكم الأبيّ، وكونوا عَوْناً له على صُنعِ مجد سورية وعزّتها..

يا أهلنا في (درعا) البطولة والعزّة:

سيذكر التاريخ تضحياتكم بأحرفٍ من نور، وسينصركم الله عزّ وجلّ بقوة إرادتكم، وإصراركم، وعزّتكم، وإبائكم، ونَخْوَتِكُم، وتضامن شعبكم السوريّ معكم في كل أنحاء سورية.. وعندما يتحرّر السوريون من الاستبداد، سيُعَطِّر ذِكْرُكُم ومآثركم كلَّ لسان..

يا أحرار العالَم ومنظّماته الإنسانية:

هاهو ذا النظام الأسديّ يقوم بتقتيل شعبنا الذي يطالب بالحريّة، في الشارع والبيت والمسجد والمؤسّسة الرسمية.. وباعتقال أبنائه وبناته، وإهانة شرفائه، بما يخالف كلَّ قوانين حقوق الإنسان ومواثيقها، فالنصرة.. النصرة، لشعبنا السوريّ الأعزل.

أيها النظام السوريّ الحاكم منذ عشرات السنين:

لقد فرّطتَ بكل نصيحة، وأوصدتَ كلَّ أبواب الحوار، ولم تعتبر من الطغاة الذين تساقطوا من حولك، وعاندتَ سننَ الله -سبحانه وتعالى- والتاريخ، واستكبرتَ وتجبّرت، فلم ينجُ من سطوتك طفلٌ في مدرسةٍ ابتدائية، ولا فتاةٌ جامعية، ولا امرأةٌ أو شابٌّ في مقتبل العمر.. وقد حان وقت دفع الأثمان.. فأنت الوهم الزائل.. وشعبنا السوريّ الأبيّ هو الحقيقة الباقية.. فهل لك أن تستيقظَ وتستجيبَ لمطالب الشعب الحُـــرّ قبل فوات الأوان؟!..

(بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) (الروم:29)

والله أكبر.. ولله الحمد.

يوم الاثنين في 21 من آذار 2011م

جماعة الإخوان المسلمين في سورية