شخصيات أعلنت انحيازها للثورة اليمنية
17 ربيع الثاني 1432
تقرير إخباري ـ نسيبة داود

توالى في الآونة الأخيرة إعلان عدد من الشخصيات الرسمية والعسكرية انحيازها للثورة اليمنية في الوقت الذي بدا فيه نظام الرئيس علي عبد الله صالح يتداعى أمام الاحتجاجات الشعبية مع استمرار تقديمه المزيد من التنازلات التي كان آخرها إعلان مساعده عن خطة لتسليم السلطة في يناير المقبل.
واليوم أعلن كل من ممثل اليمن في جامعة الدول العربية عبد الملك منصور والوزير السابق عبد الرحمن الإرياني مساندتهما للمحتجين المطالبين برحيل صالح، في ضربة قوية للرئيس الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما.
وقال عبد الملك منصور انضمامه للثوار في تصريحات على فضائية "العربية". كما أعلن عبد الرحمن الإرياني الذي كان يشغل منصب وزير المياه والبيئة في الحكومة التي أقيلت الأسبوع الماضي انضمامه للثوار أيضا.
وجاءت الانشقاقات الجديدة بعد أن أعلن أمس الاثنين قادة كبار بالجيش وسفراء وبعض القبائل تأييدهم للمحتجين المناهضين للحكومة اليمنية.
وسبق ذلك إعلان القائد العسكري القوي اللواء علي محسن في كلمة أذاعها التلفزيون وقوفه إلى جانب المحتجين. وقال اللواء محسن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية باليمن لقناة الجزيرة: "أعلن دعمنا وتأييدنا السلمي لثورة الشباب السلمية ومطالبهم وأننا سنؤدي واجباتنا غير منقوصة في حفظ الأمن والاستقرار في العاصمة".
وأضاف: "قمع المعتصمين السلميين المحتشدين في الساحات العامة في عموم محافظات الجمهورية أدى إلى دوامة من الأزمات وتصاعدها كل يوم وتزداد تعقيدا وتدفع البلاد إلى شفير هاوية العنف والحرب الأهلية".
وينتمي محسن وصالح لقبيلة الأحمر ذات النفوذ الواسع والتي يشغل أبناؤها الكثير من المناصب المهمة في الدولة.
لكن يبدو أن دعم قبيلة الأحمر للرئيس اليمني يتقلص لا سيما وقد أعلن زعيمهم الشيخ صادق الأحمر عبر تلفزيون العربية تأييده لحركة المحتجين. وأعلن الشيخ الذي يعد شيخ مشايخ قبائل حاشد في اتصال مع قناة الجزيرة انضمامه إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بتغيير النظام، ودعا الرئيس صالح إلى "خروج هادئ ومشرف".
وأضاف: "أعلن باسم جميع أبناء قبيلتي انضمامي للثورة"، ووجه نداء إلى صالح حتى "يجنب اليمن سفك الدماء ويخرج بهدوء". كما أكد أنه مستعد للوساطة من أجل "خروج مشرف للبلد والأخ الرئيس".
لكن وزير الدفاع اليمني محمد ناصر علي أعد المشهد لمواجهة عسكرية بسبب صالح معلنا تأييد الجيش للرئيس. وقال الوزير أمس الاثنين إن الجيش لا يزال يساند الرئيس اليمني. وأضاف الوزير في بيان بثه التلفزيون: "تعلن القوات المسلحة والأمن بأنها ستظل وفية بالقسم الذي أداه كل أفرادها أمام الله والوطن والقيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية بالحفاظ على الشرعية الدستورية والأمن والاستقرار والوحدة وحماية منجزات الشعب اليمني ومكتسباته التي حققها في ظل راية الثورة والوحدة والديمقراطية".
وأضاف: "لن نسمح بأي شكل من الأشكال بأي محاولة للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية أو المساس بأمن الوطن والمواطنين".
لكن انضمام عدد من الشخصيات العامة مؤخرا إلى المحتجين، جاء كرد فعل على لجوء السلطات للعنف في التعامل مع الاحتجاجات يوم الجمعة الماضي عندما قتل قناصة يرتدون الملابس المدنية 52 محتجا في صنعاء مما دفع صالح لإقالة الحكومة وإعلان حالة الطواريء لمدة 30 يوما.
وكانت وزيرة حقوق الإنسان هدى البان قد أعلنت استقالتها من الحكومة على خلفية "مجزرة" الجمعة أيضا، وهو ما أقدم عليه أيضا وزيران آخران.
وتباعا، أعلن عشرات الضباط اليمنيين من مختلف الرتب أمس انضمامهم إلى المحتجين المطالبين بتغيير النظام في وسط صنعاء.
وأكد العميد في الجيش اليمني ناصر علي الشعيبي أمس انضمامه مع 59 ضابطاً آخرين من حضرموت في جنوب شرق البلاد إلى الحركة الاحتجاجية المطالبة بتغيير النظام، إضافة إلى 50 ضابطا آخرين من أجهزة وزارة الداخلية.
كما تلا ذلك استقالة نائب رئيس مجلس النواب حمير الأحمر من الحزب الحاكم وانضمامه للمحتجين.
وعلى المستوى الدبلوماسي، انضم عدد من سفراء اليمن إلى المحتجين، لاسيما السفراء في الرياض والكويت. وأعلن سفير اليمن لدى سورية عبد الوهاب طواف استقالته من منصبه أمس ومن الحزب الحاكم. وقال لقناة الجزيرة خلال اتصال هاتفي أنه اتخذ خطوة الاستقالة بعد المذبحة التي حدثت في ميدان التغيير.
كما أعلن محافظ عدن، ثاني أكبر مدن اليمن، استقالته احتجاجاً على قمع المتظاهرين بحسب ما أفاد مصدر من مكتبه.