بعد فشل أبواقه المحلية: النظام السوري يستنجد بعملائه اللبنانيين
16 جمادى الثانية 1432
منذر الأسعد

لا يختلف عاقلان في أنه يستحيل الدفاع عن ممارسات النظام السوري ضد مواطنيه العزل الثائرين على ظلم مديد ورهيب، فكيف وقد اقترنت السياسة الدموية الوحشية بأداء إعلامي شديد البؤس، حتى إنه بات مثار السخرية، كما أصبح شاهداً إضافياً على صدق الثورة السورية وعدالة مطالب المحتجين.. ولذلك أصبح المدافعون عن النظام في وسائل الإعلام عبئاً عليه لغبائهم وصلفهم وتهافت منطقهم.

 

من هنا ارتفع طلب النظام على رصيده الاحتياطي من عملائه اللبنانيين الذين لطالما أغدق عليهم الأموال الطائلة المسروقة من قوت الشعب السوري وعلى حساب جوعه وفقره.. فهؤلاء بعامة أقل صفاقة من المطبلين المحليين وأشد خبثاً ودهاء في التزوير والتلاعب بالألفاظ وتشويه المفاهيم.

 

وهذه مجرد نماذج عشوائية لأداء هذه الفئة..

ففي يوم السبت19/5/1432هـ الموافق 23/4/2011م، استضافت قناة بي بي سي العربية متحدثةً باسم الخارجية الأمريكية والمدعو منذر سليمان الذي يقدم نفسه كخبير إستراتيجي وهو بوق للمشروع المجوسي في المنطقة.. فهذا الذي يعيش في بيئة أمريكا العلمية والإعلامية المنفتحة، بدا كواحد من المطبرين التائهين، إذ يسلّم بأكذوبة النظام عن المؤامرة ويتبنى الاعترافات الملفقة التي بثها التلفزيون السوري لأشخاص زعم أنهم منفذون للمؤامرة المختلقة!!!! وهو يزعم عداء النظام لأمريكا وحرص هذه على تقويض نظامه بسبب ممانعته وليس لاستبداده!!

 

ومعنى كلامه وأشباهه أن الشعب السوري خائن والعائلة المستبدة شريفة وأن الحل هو الاستبداد للأبد!! هذا الذي ينعم بنعمة الحرية والكرامة والحداثة كيف يفكر ويكذب على نفسه قبل أن يكذب علينا!! فماذا لو مات أسده أو هلكت عائلته؟ إنها المضحكات المبكيات في زمن الرويبضة!!

 

كل ذلك نناقشه بحسب الافتراضات النظرية المحضة أما التاريخ فشاهد صدق بتار ونعني بالتاريخ تاريخ الشعب المشرف وتاريخ العائلة الحافل بالمخازي والخيانات العلنية والخفية..

 

ونحن نضرع إلى الله تعالى لهذا الأفاق وأمثاله نسأل الله أن يعرضّهم لما تعرض له الذين يضطرهم التعذيب الهمجي للاعتراف  بما يريده النظام!!! ونسي هذا الدجال المتخفي في لباس خبير  فضيحة المهندس المصري الذي أكرهه سادته بدمشق إلى الاعتراف قسراً بأنه عميل خارجي في المؤامرة المزعومة عليهم.. فلما تدخل السفير المصري مطالباً بحضور التحقيق مع مواطنه اضطر الكذابون إلى إطلاقه فخرج ففضحهم!!

 

والخبير-الخبيث منذر سليمان يدافع عن نظام القمع السوري متعللاً  بعدم خروج الملايين في المظاهرات، فيقارن ذلك بثورتي  مصر وتونس متناسياً الفرق الشاسع بين جيش وطني في كل منهما، وجيش مفكك ومسيطر عليه طائفياً هنا!! فتاريخ الجيش المصري مشرف: بطولات ضد العدو واحترام للشعب، بعكس جيش النظام الأسدي: هزائم وخنوع أمام العدو، و"بطولات" خارقة ضد شعبه الأعزل!!

 

وفي يوم الخميس 24/5/1432هـ الموافق 27‏/04‏/2011م، أرادت قناة الحرة رصد  مواقف اللبنانيين من الثورة السورية لم تجد سوى عميل رخيص اسمه إبراهيم بيرم، مع أن القناة تعرف انقسام اللبنانيين بشدة حول القضية فكان من الواجب استضافة من يعبر عن الرأي الآخر.

 

والمذيعة غير المؤهلة على الأقل تركت ضيفها يكذب في تصوير أحداث سوريا بينما موضوع نقاشها معه هو مواقف اللبنانيين منها وليس رواية الأحداث بمزاجه وهواه..

 

وقد تبنى بكل بجاحة رواية  النظام إذ جعل أسطورة تحوّل المتظاهرين إلى حمل السلاح مُسَلّمةً مع أن النظام لم يسمح حتى للعملاء من أمثاله بتغطية الوقائع على الأرض ولم تتنبه المذيعة لهذا!!

 

ونسي الكذاب الأشر أن نشطاء حقوقيين سوريين يتحدثون من داخل سوريا ويدحضون فرية العصابات، والأسوأ أن النظام نفسه –على فجوره الهائل-لم ينحدر إلى مستوى هذا الوضيع فالنظام لا يتهم المحتجين جميعهم بالتسلح وإنما يتهم من يسميهم مندسين!!

 

أما الغزو الفاشي بالدبابات لدرعا فيصوره الكذوب من خلال الترويج لتمثيلية أن النظام انتقل من الدفاع إلى الإمساك بزمام المبادرة!!

 

ولأن السوريين لم يتظاهروا بالملايين فإنه يمنح سادته في دمشق ضوءاً أخضر فهم متمكنون!!! وكأن الألوف يجب ذبحهم في عرف هؤلاء المنافقين الدجالين..

 

وفي يوم الجمعة 26/5/1432هـ الموافق ‏29‏/04‏/2011م، بثت قناة بي بي سي  العربية حلقة من برنامجها: نقطة حوار ، وكان الضيف صحافياً لبنانياً اسمه: جعفر الأحمر، لا يقل سخفاً وفجوراً عن سابقيه!!

 

والأسوأ أن حديثه الرخيص جاء بعد حصار عسكري فظيع لدرعا منذ الأحد الماضي وقتل 16شخصاً اليوم ممن وفدوا من قرى درعا لتزويدها بالمؤن الحيوية وسفك دماء 9 في مظاهرة حمص التي انطلقت لتخفيف الظلم عن درعا!!

 

وهو يشكك بالهوى المحض في رواية المعارضة ويضعها على مستوى واحد مع أكاذيب النظام وأن لكل طرف منهما روايته التي لا يمكن التثبت منها لغياب طرف ثالث، فلما سألته المذيعة عن المسؤول عن غياب الطرف الثالث تبنى بصفاقة أكذوبة النظام المتهافتة عن الخوف من تحريف الإعلام الأجنبي للحقائق!!!!

 

وتجاهل الأَفّاق أنه ليس هنالك معارضة منظمة موحدة لكي تتفق اتصالات الناس كلها على رواية موحدة، واعترض التافه على الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية.... ورفع لافتة الدجل: ظلم المجتمع الدولي للفلسطينيين!!! وكأن ظلم الصهاينة لشعب فلسطين يبيح لنظام دمشق قهر شعبه وإذلاله، وترك الجولان المحتل دون رصاصة واحدة، ورغم ذلك يكون ممانعاً للغرب وضحية مؤامراته المزعومة!! مع أن العميان أصبحوا يرون مؤامرة الغرب كله مع النظام ضد الأمة والقضية رأي العين!!!