بكائية ابن جدو في حسينية الدنيا
23 جمادى الثانية 1432
منذر الأسعد

في سهرة يوم الخميس 15/5/1432هـ الموافق 19/5/2011م، ظهر الإعلامي المترفض غسان بن جدو على قناة الدنيا السورية التي يملكها اللص حمشو الباطني وشريك رامي مخلوف في نهب الشعب السوري.

 

ظهر ابن جدو وكأنه في حسينية إذ أخذ يتباكى على المهنية الإعلامية، التي افتقرت إليها قناة الجزيرة فجأة، على حد خرافته التي تشبه خرافة المسردب في سامراء!! فلم يقنعنا غسان بحديثه الذي يتكلف أدباً على طريقة التقية التي يتقنها بحكم انتمائه إلى التشيع الصفوي، إذ لا يستقيم اتهام الجزيرة بانعدام الموضوعية من شخص أمضى عشر سنوات ونيّف فيها، وبنى اسمه ولمع نجمه بسببها!!

 

كان المسكوت عنه اليتيم في حكاية ابن جدو أن القناة آذته ورهطه فقط عندما اضطرت إلى حكاية سمعتها فبدأت تتابع وقائع الثورة السورية، بعد صمتها الرهيب أسابيع عدة!!
فلماذا كان تقاعس القناة عن واجبها الإعلامي في البداية مقبولاً عند أذيال الولي الفقيه؟

 

وهل المطلوب بمعايير المهنية الابن جدوية  المبتدعة، أن تُسَلِّمَ  وسيلة إعلامية محترمة مثل  قناة الجزيرة بأكاذيب نظام مسيلمة الطائفي المستبد بالشام (من أشخاص فلسطينيين مزعومين ثم مهندس مصري اختطفوه من الطريق واتهموه بالعمالة لسادتهم الصهاينة ثم أطلقوا سراحه صاغرين ففضحهم ثم المندسين ثم جماعة الحريري ثم الإخوان المسلمين ثم السلفيين..) هل المطلوب من القناة أن تغمض عينيها وتستسلم لأساطير النظام الذي شب وشاب على الكذب من دون أن ترى وتحقق وتدقق لكي يرضى عنها غسان وإعلام دمشق الأفّاق وولي أمرهما في طهران؟

 

والمضحك المبكي في سهرة ابن جدو أنه اختار لمأتم المهنية الذبيحة قناة الدنيا المشتهرة بأنها سيرك للتهريج، فلا أحد يحملها على محمل الجد من عامة الناس، فكيف بإعلامي متمرس وخبير، يختار هذا البوق الرخيص ليشتم قناة الجزيرة التي تبقى -بالرغم من كل النقد الذي يمكن توجيهه لها- تبقى حتى اللحظة  القناة الإخبارية العربية الأولى بلا منازع.. وتكتمل مهزلة مأتم المهنية لصاحبه ابن جدو في حسينية الدنيا-ويسميها السوريون: الدنيّة-لأنه كان مع المذيعة التي تحاوره مثل من تسمع صوته ثم تسمع صدى صوته!!! فهي مهزلة من لون واحد ولم يكن لحضور المذيعة التافهة أي مبرر!!

 

ولم يبخل غسان علينا بالشواهد التي تفضح هواه مع أنه بارع في محاولة إخفائه.. فهو يفتري على قناة الجزيرة بزعمه أن موقفها من ثورة الشعب السوري سياسي وليس إعلامياً، مع علمه بأن نظام الأسد الذي يذود عنه منعها من أي تغطية لأحداث الثورة منعاً مطلقاً مثلما منع سائر وسائل الإعلام المستقلة بل حتى المنحازة له!! وقد كان بوسع نظام القمع في دمشق أن يرتضي بابن جدو الحليف لسيدهما المشترك في قم بأن يتولى التغطية بنفسه!!! فهل تلام الجزيرة على سلبية نظام لا يقبل حتى  بتغطية حلفائه المقربين لمجازره الفظيعة ضد الشعب السوري الأعزل المسالم؟

 

ثم أكمل ابن جدو فضح نفسه بنفسه إذ أتى بالبحرين كمثال مناقض لسوريا!! فالجزيرة بحسب أكاذيبه لم تمارس عملها المهني في البحرين كما ينبغي!! ونسي الدجال أن أدعياء الثورة في البحرين خونة وفقاً لأي قانون في العالم فقد كانوا يرفعون صور قادة أجانب!! بينما ترفع المحتجون السوريون عن رفع أي صورة لزعيم سياسي من أي لون!!!

 

نقول كل هذا من الزاوية المهنية المحضة، لأن مناقشة ابن جدو بالمقاييس الأخلاقية خطأ فادح لا يقع فيه عاقل يعرف حقيقة التشيع المجوسي، فقاعدة: أن الحر لا يرمي حجراً في بئر شرب منه، خُلُقٌ عربي أصيل زكاه الإسلام، ومعلوم مدى حقد أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي على كل ما هو عربي حتى لو كان رسالة الله الخاتمة إلى الثقلين كافة في كل زمان ومكان منذ بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم!!!!