27 جمادى الثانية 1432

السؤال

ظهرت بعض المزاعم التي تقول إن التكفير في العالم اليوم هو نتاج دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ويزعمون أن بعض الكتب هي كتب تأصيل لمنهج التكفير ، ككتاب كشف الشبهات والدرر السنية . فما رد فضيلتكم على هؤلاء وبارك الله فيكم ؟

أجاب عنها:
عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فدعوة الشيخ بريئة مما نسب إليها البعض من الغلو والأباطيل ؛ والتكفير ليس هو المنهج في دعوة الشيخ ، المنهج الدعوة إلى الخير ، أما باب التكفير ، فذاك باب دل الكتاب والسنة عليه ، الله تعالى يقول : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلا) ، فالقرآن كفر من خالف الحق والهدى ، فالتكفير إنما هو بما دل الكتاب والسنة عليه أما أصل الدعوة فلم تقم إلا على توضيح الحق ، والرجوع إلى الكتاب والسنة فلا يكفر المسلمون إلا من كفر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أما كتاب كشف الشبهات ، فهو كتاب وضعه الشيخ لبيان شبه المشركين في زمانه وتنوعها بيان الحق في دحضها ، ليبين فيها شبه المشركين قديمًا وحديثًا ثم يردها بالأدلة من الكتاب والسنة ، فمن تأمل كشف الشبهات التأمل الصحيح رأى العقيدة السليمة الواضحة فيه ، أما الدرر السنية ، فهي رسائل مشايخ نجد وأئمة الهدى كلها عدل ، وكلها خير وكلها توضح الحق ، وكل الدرر السنية وما فيها من رسائل لمن درسها صادقًا خاليًا من الهوى يرى فيها الحق الواضح ، أما من عميت بصيرته فقد يقرأ القرآن ولا يفهمه (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ).
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.