إعلام النظام السوري.. يواصل السقوط
8 رجب 1432
منذر الأسعد

في يوم الأربعاء 22/5/1432هـ الموافق 24/5/2011مـ استضافت قناة الحوار الصحافي اللبناني أحمد أصفهاني، للحديث عن الثورة الشعبية السورية. وبما أنها تفعل ذلك للمرة الثانية أو الثالثة، فإن للمراقب الموضوعي أن يضع علامات استفهام وتعجب، حول "الحكمة" من وراء الإصرار على شخص غير سوري في حين تمتلئ العاصمة البريطانية، حيث مقر القناة، تمتلئ بعشرات الخبراء السوريين من معارضين للنظام ومن مؤيدين.

 

لا نقول هذا من زاوية عنصرية –لا قدّر الله- لكن أهل الشام أدرى بشعابهم، كما أن اللبنانيين بعامة منقسمون إزاء الثورة السورية تبعاً لأهواء الساسة الذين يقودونهم!!

 

المهم أن الـ"أصفهاني" أثبت أنه صفوي بلا مواربة، فقد دافع عن نظام بشار الأسد دفاعاً مستميتاً، وأسبغ عليه من صفات الثناء الكاذب ما تردده أبواق النظام فقط، وحليفه نصر الله وسيدهما في قم!! فالنظام القمعي في دمشق بزعم أصفهاني هو النظام "الممانع"، من دون أن يقدم دليلاً واحداً-بل ولا شبهة تقبل المناقشة!!-. وكان المذيع الذي يدير الحوار بائساً فلم يسأله الأسئلة الواجبة مهنياً أمام ادعاءات ممجوجة كهذه، وإنما تركه يصول ويجول حتى في مبادرته لتبرير انهزامية نظام الأسد.فأصفهاني يعترف بأن نظامه الممانع لا يسمح للسوريين بتنظيم مقاومة لتحرير الجولان، لأن الكيان الصهيوني سوف ينتقم منه!!! وتلك والله صورة تضحك الثكلى، فالمهم عند هؤلاء المتاجرين بالقضية أن يقاوم النظام بالثرثرة كما وصفه بدقة وأمانة الشاعر العراقي المنفي الحر: أحمد مطر.

 

وليت البوق اللبناني –أو الإيراني إن شئنا الدقة- ليته وقف عند إطلاق نعت الممانعة الزائفة على حبيبه بشار، فقد مضى كعادة قوم البهتان الرافضة إلى رمي الشرفاء بالداء المستفحل فيهم هم!! فالسوريون ليسوا ثواراً وإنما زمرة من المتآمرين!! إنهم أصحاب هرطقات وضيعة فبأي معيار يصبح الذي يمنع المقاومة ممانعاً، والشعب الممنوع من المقاومة عميلاً يستحق الضرب بالمدفعية والدبابات والطائرات التي اشتراها من عرق جبينه وعلى حساب معيشته اليومية، لكي تحرر الأرض المحتلة فإذا بها لا تتوجه إلا إلى صدور السوريين الأحرار!!!!!

 

والمثير للسخرية أن هذا المحتال الدجال في ثوب مثقف، يعترف بأن الغرب ليس جاداً في ضغطه على النظام!!!!! فإذا كان الغرب كله يدلل نظام بشار وكذلك العدو الصهيوني الذي يبتهل لبقائه، وإذا كان العرب معه بالصمت المريب على الأقل، وتركيا ما زالت تراوح بين بين، وروسيا والصين معه بصراحة وقحة، وآيات قم ومالكي بغداد معه حتى النخاع -بعد انقشاع مسرحية الخصومة بين بشار والمالكي!!!- إذا كانت الحال الجلية للناس كافة بهذا المستوى من التأييد للنظام فمن الذي يتآمر عليه؟؟؟!

 

الحقيقة أن خير إجابة/صفعة على هذه الفرية الكبرى، جاءت في لافتة رفعها متظاهرون في مدينة حمص المحاصَرة، وهي تقول: انكشفت المؤامرة -نظام يتآمر على شعبه!!!