خفايا الحملات الغربية على الحجاب
17 شعبان 1432
منذر الأسعد

نشر الباحث والداعية الفلسطيني الأستاذ خباب مروان الحمد دراسة موفقة، عنوانها: (قوانين حظر النقاب في الغرب: قراءة في الخلفيات الفكرية والسياسية)، وهي على قِصَرِها-30صفحى فقط-قيّمة، لأنها استوفت عناصر الموضوع الذي تعالجه، بإيجاز لا يخل بالعمق،وذلك بالتركيز على العناوين الكبرى للدوافع غير النزيهة التي تكمن خلف الحرب الصليبية التي يشنها الغرب منذ سنوات ضد الحجاب الإسلامي بعامة،والنقاب بخاصة،ويسهم في هذه الحرب البشعة ساسة ومفكرون ووسائل إعلامية ضخمة وكهنة يهود ونصارى متعصبون...

 

يستهل الكاتب أطروحته الموثقة بفضح حقيقة العداء الغربي لجميع المظاهر الإسلامية، فالكراهية لا تخص الحجاب وحده كما قد يظن بعض السذج المتأثرين بتبريرات غربية وتغريبية سمجة، فالبغضاء موجهة نحو الإسلام جملة وتفصيلاً، وإن ازدادت ضراوة منذ أحداث11سبتمبر 2001م، التي استغلها غلاة اليهود والنصارى لكي يقودوا بلدانهم وشعوبهم إلى حرب صليبية جديدة باعتراف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن.

 

وقد تضاعف غيظ القوم عندما ثبت لديهم بالأرقام المؤكدة، أن حملات التشويه التي قاموا بها جاءت بنتائج عكسية،إذ تسارع انتشار الإسلام بين الأمريكيين والأوربيين، بينما كان القادة المتعصبون يسعون إلى تقليص حجم المسلمين الوافدين من بلدان مسلمة أصلاً!!
ويرصد الأستاذ الحمد –بتوثيق أمين-الذرائع المتناقضة،التي ساقها تجار الديموقراطية في الغرب،لـ"تجميل"مكرهم متمثلاً بمنع الحجاب مع أنه-وفقاً لأساطير حرية الرأي والمعتقد والحرية الشخصية، شأن فردي يخص كل فتاة أو امرأة على حدة، بدليل أنه لا يوجد قانون آخر يتصل بأي ملابس في البلدان الغربية بلا استثناء!!! كما يورد بالأدلة الدامغة تأثير المنظمات اليهودية والصهيونية في تأجيج مشاعر الخوف من الإسلام في الغرب.

 

والأشد إيلاماً في القضية كلها، تذكير الأستاذ خباب لنا بالمواقف المشينة التي اتخذها إزاءها، ساسة مستبدون متغربون تسلطوا على الحكم في كثير من ديار المسلمين، فقد شن هؤلاء حرباً  شرسة على الحجاب، وجد فيها سادتهم في عواصم الغرب سنداً لحملاتهم المغرضة لمنع الحجاب هناك. والأسوأ وقوف علماء السلاطين في بعض الدول الإسلامية إلى جانب الحقد الصليبي والخبث اليهودي ضد الحجاب!! ولعل الأمثلة الأكثر قبحاً في هذا المجال، تأييد شيخ الأزهر السابق لصلف ساركوزي ضد المسلمات المنتقبات في فرنسا،وانقلاب المفتي علي جمعة على رؤيته للنقاب قبل أن يتولى منصب مفتي الديار المصرية،ليطلع على الأمة بقول منكر لم يقله أحد من أهل العلم من قبل ومن بعد  ما عدا شيخ الأزهر الراحل  سيد طنطاوي !!!

 

ومن هذه النقطة يدلف الباحث إلى المحور الثاني من دراسته، حيث خصصه لعرض مواقف الإسلاميين من حرب الغرب على الحجاب. فبالإضافة إلى العلماء الرسميين الذين يفتون الطغاة بما يشتهون، هنالك فصائل إسلامية مقموعة  في ديارها، لكنها انتهزت الفرصة لتسوية حساباتها الضيقة مع مخالفيها من الصف الإسلامي ذاته!!!!!

 

أما المحور الثالث والأخير من هذه الدراسة فقد عقده الكاتب لتقديم نصائحه إلى عموم المسلمين بما يراه  واجباً عليهم تجاه الحرب الغربية على الحجاب بل على الإسلام وأهله في حقيقة الأمر. وهي نصائح تتراوح بين التصرف  الأمثل من قِبَل المسلمين في الغرب،باعتبارهم المعنيين بالمسألة مباشرة في حياتهم اليومية، وبخاصة ضرورة تكوين رأي عام قوي يتفهم الموقف الشرعي ولو في نطاق الحريات الشخصية التي يتشدق بها الغرب ويزعم أنه صاحبها ومحتكر حقوق طبعها ونشرها!!
علماً بأن هذه الدراسة التوثيقية المفيدة، منشورة في موقع مركز تأصیل للدراسات والأبحاث.

 

ويمكن مراسلة الكاتب الأخ خباب على أحد العنوانين الآتيين: 
[email protected]
http://www.facebook.com/khabbab.alhamad
وفي وسع الراغبين تحميل نسخة منها مصورة pdf.