الداعية سلوى العلي: للمرأة السعودية المحافظة بصمتها الواضحة.. نقدم في مركز العطاء مساعدتنا التربوية ونستهدف الأسر الفقيرة

وجهت الداعية السعودية سلوى العلي المرأة المسلمة لأن تسعى لإصلاح نفسها ومن هم بدائرتها, وان تحافظ على هويتها الإسلامية, كما وجهتها لأن تكون سفيرة خير لدينها ووطنها أينما حلت.

وقالت إن الواجب على المرأة أن تقف في وجه هذه الموجه الطاغية من مدنية المادة وحضارات المتع والشهوات بتفعيل دورها المنوط بها كأم ومعلمة ومربية لمواجهة هذه المتغيرات, وتوسيع دائرة التواصي بالحق والفضيلة, وتقليص دائرة الشر والعدوان.

وأضافت العلي أن المرأة السعودية المحافظة استطاعت أن تتبوأ مناصب هامة في المجتمع وتقدم خدمه كبيرة لوطنها, ولم يمنعها التزامها بالحجاب الشرعي أن تترك أثرا وتكون لها بصمة خير.

 

 

الداعية والمربية سلوى العلي الحائزة على جائزة الأمير محمد بن فهد لأعمال البر بالمركز الأول على مستوى المملكة لجهودها البارزة مع عدد من الجهات الخيرية قدمت خلال مسيرتها الدعية التي استمرت 20 عاماً ما لا يقل عن 400 محاضرة في القطاع التربوي والصحي والاجتماعي, والآن وللعام الثالث تعمل مديرة لمركز العطاء وتشغل منصب مساعد المدير الإقليمي لإدارة تنمية الموارد بالندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة الشرقية.

"المسلم" التقى الداعية سلوى العلي التي سعدت بالبوح بتجربتها للموقع لتعم الفائدة على زواره وزائراته , فكان هذا الحوار.. 
 

 

كيف كانت بدايات مشوارك الدعوي؟
في عمر الستة عشر ربيع تزوجت وذهبت مع زوجي إلى أمريكا لإكمال دراسته, ومكثت معه عامين مارست خلالهما الدعوة الفردية. حيث دعوت عائلة صديق زوجي واسمه "تيم" وهو أمريكي لوجبة الغداء وانتهزت الفرصة لتعريفهم بالإسلام وحقوق المرأة تحديداً في هذا الدين العظيم وكنت أخاطبهم بلغة الجسد مع القليل من لغتهم وقد تأثروا جدًا بحديثي لهم إلى درجة أن ذرفت دموعهم تأثراً بكلامي حيث كان زوجي بقربي يترجم لهم بعض المصطلحات التي لم أكن أتقنها.

 

ومن الأعمال التي قمنا بها جمع مساعدات عينية ومالية ذهبنا بها أنا وزوجي إلى منطقة يطلق عليها دار السلام وكان سكانها من الأمريكيين حديثي عهد بالإسلام. كانت أشبه بمدينة إسلامية صغيرة زرناهم وعززنا من مواقفهم المشرفة و قدمنا لهم المساعدات من الأخوة العرب هناك .
حينما عدنا للسعودية التحقت بمدارس التحفيظ كحافظة ومسئولة مكتبة لمدة 8 سنوات وخلال هذهِ الفترة كنت أقدم المحاضرات في المدارس واللقاءات الأسرية (جلسات أهل الحي) وكنت أتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية في جمع التبرعات ومنها لجنة مسلمي أفريقيا .

 

 

برنامج الزيارات الدعوية لك فيه باع طويل فهل من الممكن أن تذكري لنا شيئا عن تلك الزيارات ؟
كان بداية رحلاتي الدعوية في عام 1416هـ عندما ذهبت لافتتاح مدرسة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه في زنجبار بعد حث المحسنات على التبرع لبناء المدرسة, وهناك ووزعنا الحقائب والقرطاسية والحجاب وزرت خلال هذه الرحلة عدد من المدارس القرآنية والمشاريع الإنشائية.

 

وفي عام 1421هـ  شاركت  في المخيم التربوي للشباب برومانيا .
في عام 1427 هـ شاركت في البرامج الدعوية لمكتب الندوة العالمية بسيرلانكا وتفقدت المشاريع الإنشائية التي تم التبرع لها من قبل فاعلات الخير.
ومن أفضل من التقيت بهم هناك أخت تدعى نسيمه وهي تدرس بالمدرسة التوفيقية وهي تبعد عن المدينة 3 ساعات وعدد الطالبات في المدرسة 300 طالبة منهن 80 طالبة تقريبًا تعتني بهن ليل نهار وتٌعدهنَّ وتُأَهِلنّ كداعيات.
 العجيب في الأمر أنني حينما سألتها عن أسرتها قالت بأنهم يسكنون في المدينة وكانت هي تعمل بمدرسة حكومية براتب 1000 ريال تقريبًا تركتها وجاءت لهذه المدرسة الإسلامية البعيدة براتب 200 ريال وحينما سألتها ما الذي دَعاكِ لهذا العمل تتركين زوجك وأولادك والمدرسة القريبة من بيتك وراتبك الجيد وتأتين لهذا المكان البعيد براتب ضعيف أجابتني بقولها "أولا تعلمين أن للعلم زكاة وأنا بعملي هذا أُزكي عن عِلمي الذي تعلمته".

 

في عام 1428 هـ كانت رحلتنا لسيرلانكا للغرض نفسه ولاندونيسيا للمشاركة في البرامج الدَّعوية وحضور مخيم تربوي للطالبات لتأهيلهن للدعوة ولافتتاح بعض المشاريع الإنشائية ومنها مركز إسلامي وعدد من المساجد واللقاء بالداعيات والطالبات والأيتام, وكان برفقتي في هذه الرحلة بناتي الثلاث الكبيرات, وقد حققنا بفضل الله مكاسب كثيرة من خلال هذه الرحلة وأهمها كسب ثقة المحسنات بالتوثيق الكامل الذي تم في الرحلة بالصوت والصورة .
في عام 1429 هـ كانت رحلتنا لزيارة مركز السلام التعليمي في شمال شرق الهند في ولاية جاركند حيث يضم المركز 450 طالبة و300طالب. مكثنا معهم خمسة أيام نقدم لهم البرامج التربوية والدينية والترفيهية الهادفة وكان برفقتي بناتي الثلاث ومن هن الصغرى مريم حيث عايشنا أحوال الطالبات من خلال برنامجهم اليومي بما فيه السكن معهن .

 

وفي العام نفسه زرنا بريطانيا كرحلة سياحية عائلية في الصيف ولأننا اعتدنا الاستفادة من وقتنا زرنا خلال هذهِ الرحلة 13 مركزاً إسلامياً في كل من برمنجهام ولندن واسكتلندا ومانشستر, وابرز ما زرنا مدارس الهجرة الإسلامية وكذلك اكبر كنيسة في مدينة مانشستر التي كانت تخرج المنصرين تم شرائها  لتُصبح اكبر مركز إسلامي لتخريج الدعاة ولله الحمد.
وفي عام 1430هـ كانت رحلتنا لاندونيسيا لافتتاح مركز لتخريج الدعاة ومركزين للأيتام وللمشاركة الدعوية في المخيمات التربوية ومنها المشاركة في تقديم محاضرة لطالبات فرع جامعة الإمام محمد بن سعود في جاكرتا حيث قضيت معهن يوماً كاملا , وكان يوم ممتع ومفيد لطالبات الجامعة. وزرنا كذلك عدد من الجمعيات النسائية في تلك البلاد .

 

 

بعدها ذهبنا لزيارة سيرلانكا  للمشاركة  الدَّعوية ولتفقد المشاريع الإنشائية, ومن ابرز انجازات تلك الزيارة ولله الحمد هو توحيد جهود الجمعيات العاملة هناك لتصبح تحت مظلة واحدة, وهذا تحقق ذلك بفضل الله ثم بحرصنا على مقابلة جميع مسئولات تلك الجمعيات من خلال لقاء ودي للتعارف, وفعلاً حقق هذا اللقاء ما يخدم العمل الإسلامي من توحيد الجهود والتعاون بين تلك الجمعيات.

 

في العام نفسه ولما تركت تلك الزيارات من أثر ايجابي في كسب ثقة المحسنين تقدمت الهيئة العالمية للقرآن الكريم بطلب لي شخصياً من تكرار التجربة الناجحة لرحلاتنا وذلك لزيارة معاهد تخريج الدعاة ومراكز تحفيظ القرآن وزيارة دور الأيتام في دولة قيرغيزيا, وذلك ليحققوا الغرض نفسه من تلك الزيارة هو التوثيق وكسب ثقة المحسنين وافقنا وتمت الرحلة بفضل الله باسم الهيئة العالمية للقرآن الكريم.

 

وفي عام 1431هـ قمت بزيارة إلى دوله اليمن ولبنان حيث كان الغرض من زيارة اليمن مشاركات دعوية تم فيها تقديم محاضرة لطالبات الجمعية بعنوان دور الفتات المسلمة في بناء الأسرة والمجتمع تدريب وتأهيل الفتيات على مهارات تعلم الحاسوب و السكرتارية والخياطة وكذلك افتتاح خمسة وعشرون وحدة سكنية تم بنائها لصالح الأسر التي جرفت منازلهم السيول وكان بتبرع من احد محسني أهل الكويت .
 أما زيارة لبنان فكان الغرض منها زيارة أحدى الجمعيات الفاعلة وتعرف على مناشطها عن قرب وهي جمعية سنابل النور.

 

 والمفاجئة في تلك الرحلة أن الطاقم العامل في تلك الجمعية كن من سيدات المجتمع الميسورات والمثقفات ثقافة عالية, وخلال تواجدي معهن تبين لي الجهود الكبيرة التي تبذل من اجل دعم مسيرة العمل الخيري وعددهن كان يفوق خمسة عشر ناشطة يعملون ليل نهار في أصلاح المجتمع وسد احتياجات الناس.

 

في عام 1432هـ قمت بزيارة إلى جزيرة سيريلانكا ودولة اندونيسيا حيث تم زيارة عشرة مراكز أسلاميه وخمسة مدارس لتحفيظ القران وتعليم العلوم الشرعية وزيارة اثنى عشر مسجداً وتقديم ثمان محاضرات لداعيات وطالبات العلم .
هذا ولم أغفل عن مساعدة الفقراء وذوي الحاجة في داخل بلدي وأنا في زحمة هذه المهام حيث عملت بفضل الله على مساعدة فقراء شمال المملكة بإيصال مؤونة (كسوة الشتاء) سنويًا ولثلاثة أعوام متتالية ولازلنا كما نقدم مساعدة عدد لا يقل عن أربعه مائة أسرة محتاجة في المنطقة الشرقية.

 

 
من هي الفئة المستفيدة من مركز العطاء الذي تديرين أنشطته حالياً ؟
 الفئة المستهدفة للمركز هن بنات الأسر الفقيرة اللاتي لم يوفـقن لدخول الجامعة أو الحصول على وظيفة أو حتى الزواج وذلك لشغل وقت فراغهن بما يخدم مصالحهن الدينية والدنيوية من خلال برامج تربوية ومهارية تقدم لهن. 

 

 
كيف استطعت التوفيق بين مسؤولياتك كزوجة وأم وداعية ؟
لاشك أن توفيق الله لي أولاً وأخيراً هو الذي أعانني على التوفيق بين دوري كزوجه وأم وداعية فهذا أمر يسير على من يسره الله عليه .
أما زوجي فلم يألوا جهدا في دعمي لاستمرار مسيرة العمل الدعوي.
 هو لا يطلب مني أن اخرج للدعوة ولكنه لا يمانع من أن يلبي رغبتي للسير في طريق الهداية الإرشادية من خلال المحاضرات واللقاءات الدعوية, والله تعالى يتكفل بالهداية التوفيقية.
  واشكر الله الذي سخر لي زوجي خلال عقدين من الزمان وربما تزيد بهذه الأعمال المباركة التي اسأل الله أن يتقبلها وان يكرمني بالمزيد من العمل الصالح ولولا الله ثم مساندته لي لما تمكنت من الاستمرار في العمل لأنه يمكنه بكلمة لاتخرجي ان يوقف كل شيء وحينها لِزامًا أن تكون طاعته واجبة وعملي مستحب.

 

 
أما عن دوري كأم فانا استشعر عناية الله ورعايته لي ولأولادي منذ عشرين عاماً حينما بدأت عملي في مجال الدعوة بشكل رسمي .
أما عن أولادي فاشعر بحق أن الباري عز وجل قد ربّى لي أولادي ، فانا لم أهملهم قط, بل استشعر الأمانة في تربيتهم أنها واجبة, أما عملي فمستحب, لكن المولى عز وجل اختار لي طريق الدعوة ويسر لي العمل فيه من أوسع أبوابه ولازلت استشعر رعايته لي ولأسرتي وهو الدافع لي في الاستمرار.
 وقد جنيت بعض من ثمار هذا التوفيق المبارك هو صلاح أولادي وبناتي، ولأن البنات أقرب لي ويحملون ذات الهم الذي أحمله وهو السعي في تقديم الخير للآخرين ، بل البعض قد بدأ الطريق في مشاركات دعوية في الكلية ومراكز تحفيظ القرآن, وقد رافقنني في أكثر من رحلة دعوية,
أما كوني داعية فلا حديث في هذا الأمر لأني اشعر كل جارحة مني قد سخرها الله تعالى للدعوة في سبيله لأني أحب الدعوة أكثر من نفسي وأولادي بدليل أني أضحي بالكثير من راحتي ووقتي في سبيل إيصال رسالة خير لعل الله يفتح بها أذانا صماء وقلوب غلفاء ينفعني الله بفضله وكرمه بها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وذلك استشعراً مني بان الدعوة اشرف مهنه على وجه الأرض لأنها مهنة الأنبياء والرسل
 

 

ما رأيك فيمن يزعم أن المرأة السعودية يمنعها حجابها من المضي في مسيرتها بحرية ونجاح ؟
هناك نماذج كثيرة للمرأة السعودية المحافظة استطاعت أن تتبوأ مناصب هامة في المجتمع وتقدم خدمه كبيرة لوطنها ولم يمنعها التزامها بالحجاب الشرعي أن تترك أثرا وتكون لها بصمة خير.
 كل ما تحتاجه المرأة السعودية خاصة والمسلمة عامه في رد كيد الكائدين الذين يدعون أن التزامها بضوابط الشرع لا يمكنها من إبراز دورها الفاعل في صناعة الحياة لذا عليها أن تستعين بالله وتكون صاحبة همه عاليه وترتقي في طموحها عن سفاسف الأمور لان حياتها اغلي من أن تبذل في ما هو رخيص من متاع الحياة الدنيا وان لا تألو جهدا في تقديم الخير لأسرتها أولا لان هذا واجب في ان تربي أبنائها تربية صالحه ثم تنطلق في تقديم هذا الخير لمجتمعها .

 

 
ما النصيحة التي توجهينها لأخواتك ممن يقرأن تجربتك ومسيرتك الدعوية ؟
دعوتي التي أود توجيهها لأخواتي هي أن تعمل المرأة المسلمة بواجب الامتثال لأمر الله بالتزام طاعته واجتناب نهييه في أن تسعى لإصلاح نفسها ومن هم بدائرتها وان تستشعر بان هذه الحياة عمل والآخرة دار جزاء, وان لا تنخدع بزينة الدنيا وبهرجها لأنها نعيم زائل والآخرة خير وابقى, وان تحافظ عن هويتها الإسلامية في أن تكون سفيرة خير أينما حلت, وأن وتعكس صورة مشرقة لهذا الدين الذي تنتمي إليه, بل وان تؤمن بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن النكر فهي أصل الرسلات السماوية وغايتها الكبرى
وعليها أن تقف في وجه هذه الموجه الطاغية من مدنية المادة وحضارات المتع والشهوات التي جرفت المسلمين أفراداً وجماعات إلا من رحم ربي, وأبعدتهم عن هداية القران وهدي السنة, وذلك من خلال تفعيل الدور المنوط بها كأم ومعلمة وداعية في مواجهة هذه المتغيرات مواجهة ايجابيه تقوم على أساس الإصلاح وإنكار المنكر والأمر بالمعروف بالحكمة والموعظة الحسنه لتوسيع دائرة التواصي بالحق والفضيلة, وتقليص دائرة الشر والعدوان.