15 صفر 1433

السؤال

أصبت في هذا الشهر بعدة مصائب، أولها إني اكتشفت أن زوجي تزوج امرأة ثانيه بعد 17 عاماً من زواجنا، وله عام متزوج، وقد أخفى ذلك عني، علماً بأنني صبرت عليه طوال هذه الفترة؛ حيث كادت لنا أمه المكائد الكثيرة وأصابتني بأمراض.
وثانيها بنينا بيتاً - أنا وهو - وأكثره من مالي، ورفضت أن يكتب باسمي؛ إكراما له وبعد زواجه طلبت أن يكتبه باسمي حمايةً لي ولبناتي، لكنه رفض ورهنه للبنك. ما هو الحل في رأيكم؟ هل أطلب الطلاق أم ماذا افعل؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

تتعدد الخلافات الزوجية، وكل مشكلة تأخذ فترة من الزمان ثم تنتهي وتعود الحياة على سيرها من جديد، لكن المشكلة التي يطول جراحها ويصعب على كثير من النساء أن تضمد جراحها هي عندما تكتشف الزوجة زواج زوجها بأخرى وذلك لعدة أسباب:
أولها: أن بعض النساء قد يسودهن شعور باليأس الشديد فجأة وتتمنى أنها لم تتزوج ولم تنجب إذ كانت أسرتها هي حياتها وأملها , وكذلك شعورها بالانكسار حينما ترى نفسها امرأة قد حولها شريك حياتها إلى التقاعد مع شعور بتحطيم أنوثتها وأنها ليست قادرة على العطاء
وثانيها: شعورها بخيانة زوجها لها – من وجهة نظرها – إذ هانت عليه العشرة وصمودها معه خلال الأيام السابقات، فقد أفنت حياتها معه وقدمت له وسائل الطاعة ولم تبخل عليه بخدمتها ومجهودها لرعايته ورعاية أبنائه , وفضلا على ذلك قوة الثقة به عندما تقدم مالها بين يديه إكراما له ثم تجد مقابل الثقة غدرا
ثالثا: شعورها بخداع زوجها حيث يخفي الزوج ذلك عن زوجته لمدة سنة وأكثر محاولا إخفاء ذلك بشتى الطرق، ومهما شعرت الزوجة الذكية بتغييرات فإنها تكذب نفسها حتى لا تعكر صفو حياتها.
رابعا: إحساس الزوجة الأولى في أحيان كثيرة بأنها أصبحت قديمة فينتابها الشعور بالحرج تجاه عائلتها وأقاربها ومعارفها وجيرانها خصوصا أنه لا مبرر لذلك الزواج ولا سبب واضح إلى التغيير!

أيتها الأخت الكريمة، لا شك أنني أقدر ما أنت فيه ولكن دعيني أوضح لك بعض الأمور:
1- أن عامة النساء يرون الزواج الثاني نوعا من خيانة الزوجة , والحق أن ذلك ليس صحيحا لأن الخيانة إنما تكون في معصية الله وهذا نوع من زواج شرعي ربما يقصد به أن يعف نفسه من الوقوع في المعصية أو يقي نفسه من مغريات الحياة الزائلة والزائفة
2- أنت تعلمين أن الله قد شرع للرجل أربعا من الزوجات في حالة استطاعته أن يعدل وأن يقوم بحقهن ، لكن طبيعة المرأة أنها تغار.. ألم تغر السيدة عائشة أم المؤمنين عندما أرسلت إليه إحدى زوجاته طعاما له وهو عندها فسكبته على الأرض وكسرت القصعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "غارت أمكم".
3- أنت إن كنت قد أفنيت كل عمرك كما تقولين معه , فعليك أن تعلمي أن الله مطلع على عملك وأنه مجاز كل واحد على عمله.
4- أن ما حدث لك قد يكون من ابتلاءات الدنيا فإن الله سبحانه إذا أحب عبدا ابتلاه.
5- أن هذا الزواج لاشك سيملأ قلبك وصدرك بالكثير من الأحزان , واعلمي أن الذي سيخرجك من ذلك هو توطيد علاقتك بربك والزيادة من الذكر ومن أدعية الكرب والهم فأكثري منه كثيراً..
6- عليك كذلك أن تنظري إلى حسنات زوجك وتحاولي أن تصفحي عنه وتسامحيه ابتغاء مرضات الله , فليس الطلاق هو العلاج في ذلك الوقت , فإن الطلاق بغيض إذا لم يكن ببأس , فلا تثأري منه بطلب الطلاق لأن ذلك سيكون تفكيكا لأسرتك وأولادك و أشياء أخرى لا تحمد عقباها.
7- عليك أن تعيدي التفكير في الأسباب التي جعلته قد فر وترك البيت , وانظري هل هناك تقصير من جانبك لبعض واجباته , أو أن السبب إهمالك أو إساءتك لأهله – وهو ما لفتني من حديثك عن أمه وأسرته فقد وصلت العلاقة بينكم إلى تدبير المكائد –.
8- ولتعلمي أن إكرامك لأهله هو إكرام له , فينبغي عليك أن تكوني رسول سلام لزوجك فلا تبعدينه عن أهله وأمه بالخصوص , ولا تنزعينه من وسط أصدقائه بغيرتك، بل كان ينبغي عليك أن تبذلي الكثير من الجهد للوصول إلى علاقة ودودة مع أسرته وأمه وأخواته، ولابد أن تكوني محبة ومحبوبة معا , وعليك أن تعلمي أن المرأة ليست بأناقتها وجمالها ولا غناها بل بشخصيتها وروحها الجميلة- وإن كان اهتمام المرأة بنفسها أمر لاخلاف على أهميته -
9- أحذرك أيتها الأخت من وسوسة الشيطان لك بعد زواج زوجك ليدفعك نحو تدبير المكائد وتخطيط الخطط السلبية له أو لزوجته .
10- ينبغي عليك أن تفكري بحكمة وروية , فالزوجة الجديدة لن تستمر جديدة , لكنها بعد وقت قريب سيمل منها أو سيعتادها - إن كان سبب زواجه منها هو التغيير والتجديد - وعليك أن تحاولي في هذه الفترة أن تكوني لزوجك الأم التي تصبر والأخت التي تتفهم والابنة التي تطيع.
11- كما أنصحك بعدم الحديث حول زواجه معه أبدا وأخرجيها تماما من حديثك معه كي لا تعكري صفو حياتك معه.
12- أما بالنسبة للمال الذي أعطيتيه له فاعلمي أن الله عالم بذلك، فإن قبله على نفسه فسوف تقاضينه في الآخرة يوم لا ينفع أحداً إلا عملُه.. ويمكنك أن توسطي بينكما من هو مرضي عنده ومؤثر فيه ليعيد إليك حقك بكل أدب وهدوء.
13- لا تتركي الدعاء لله سبحانه، أن يذهب غيرتك ويهدئ نفسك ويرزقك الصبر والحكمة.