أنت هنا

17 رمضان 1432
المسلم- هيومن رايتس ووتش

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إن الصوماليين الذين يلجأون إلى معسكرات الإغاثة في كينيا المجاورة يتعرضون لمخاطر الاغتصاب والابتزاز من جانب الشرطة الكينية. وشددت المنظمة على ضرورة استجابة كينيا لأزمة جارتها الصومال بتوفير الأراضي اللازمة لإقامة مخيمات ملائمة اللاجئين.

وأشار تقرير نشر الثلاثاء على صفحة المنظمة الحقوقية الأمريكية إلى أن تقارير سابقة رفعها فريقها من كينيا، كانت قد أشارت إلى تاريخ سيئ للشرطة الكينية في التعامل مع اللاجئين.

وأضاف أن تقريرا للمنظمة بتاريخ يونيو 2010، أشار إلى أنه في أوائل ذلك العام، تم إعادة المئات وربما آلاف من اللاجئين الصوماليين إلى بلادهم لأنهم لم يستجيبوا لطلبات الشرطة الابتزازية.

وأضافت أن الانتهاكات التي مارستها الشرطة الكينية بحق اللاجئين شملت الاغتصاب، وإخفاق الشرطة في منع المجرمين من مهاجمة ملتمسي اللجوء المسافرين من الحدود إلى المخيمات.

كما تحدثت المنظمة عن "سياسة كينيا غير القانونية في حظر الأغلبية العظمى من اللاجئين المسجلين في المخيمات من السفر إلى أجزاء أخرى من كينيا، ما لم يكن معهم إذن خاص".

وشددت "هيومن رايتس ووتش" اليوم على أهمية أن تقوم الحكومة الكينية بتوفير الأرض اللازمة لتشييد فوري لمخيمات اللاجئين الجديدة استجابة للأزمة الإنسانية في المخيمات المتواجدة قرب الحدود الكينية مع الصومال.

وتابعت: "إن كينيا عليها أن تسمح أيضاً للصوماليين الوافدين مؤخراً فراراً من الجفاف والنزاع أن يلتمسوا اللجوء في مخيم لاجئين غير مستخدم حالياً، وأن تكف عن قول إن المساعدة لابد أن تُوفر في الصومال فقط".

ووصل نحو 100 ألف لاجئ صومالي إلى كينيا منذ يناير الماضي، ويتوافد حالياً حوالي 1300 لاجئ يومياً، في ظل مجاعة طاحنة تضرب غالبية الصومال، ونزاع مسلح يودي بحياة الآلاف ويعوق جهود الإغاثة.

وبلغ إجمالي عدد اللاجئين الصوماليين في مخيمات داداب الكينية نحو 400 ألف لاجئ، في حين أن الطاقة الاستيعابية للمخيم تبلغ فقط 90 ألف شخص.

ورغم ذلك تصر الحكومة الكينية على رفض فتح مخيم "امتداد إيفو" المتوفر لاستضافة اللاجئين منذ نوفمبر 2010، لتقليص الازدحام في المخيمات القائمة.

وقال دانييل بيكيلى، مدير قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "تصريحات الحكومة الكينية بأن اللاجئين الصوماليين يفرون من المجاعة فقط وليس النزاع المسلح، أو أن الصومال آمنة الآن، هي تصريحات خاطئة بكل وضوح. من الواضح أن كينيا تحمل عبئاً هائلاً، لكن بدلاً من قول أنه يجب أن يعود الصوماليون لأرضهم، فعلى كينيا أن تؤكد على التزامها بالترحيب باللاجئين الصوماليين ومساعدتهم في كينيا".

بعد أربع سنوات من بدء المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في التفاوض على توفير أراضي لمخيمات جديدة، أعلنت رئيسة الوزراء الكينية رايلا أودينغا في 14 يوليو 2011 عن أن المفوضية ستستخدم مخيم امتداد إيفو فقط – وسعته الرسمية حوالي 40 ألف شخص – لاستضافة بعض اللاجئين. إلا أنه بعد أسبوعين، لم يُسمح إلا لقلة من اللاجئين بإعادة التوطين في أطراف المخيم.