الجيش السوري الحر.. هل يطيح نظام بشار ؟
12 شوال 1432
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

انشقاقات تلو الأخرى داخل الجيش السوري منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الأسد الذي استخدم أبشع الأسلحة وأساليب القتل مع مناهضيه وهو ما جعل الكثير من ضباط وجنود جيشه يرفضون الانصياع لأوامر قادتهم بإطلاق النار على المدنيين والقبول بممارسات جيشهم الدموية وقاموا أخيرا بتشكيل ما يعرف ب"الجيش السوري الحر" آخذين على عاتقهم تحرير بلادهم من النظام القمعي لبشار وحماية المدنيين.

 

 
وتشير تقديرات لبعض الخبراء في الشأن السوري إلى أن إجمالي الانشقاقات في الجيش يبلغ نحو 700 منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس الماضي لكن بعض الجنود المنشقين أنفسهم يتحدثون عن انشقاق عشرات الآلاف وأن الجيش حاليا يعتمد على الشبيحة والمرتزقة والمخابرات.

 

 

ويقول نشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان إن عشرات المجندين قتلوا بالرصاص لرفضهم إطلاق النار على المحتجين إما من جانب زملائهم في الجيش أو من رجال بشار والشبيحة، بينما ترك آخرون الخدمة وفروا خارج البلاد.

ووفقا لتقرير نشرته مجلة تايم الأمريكية في عددها الأخير، فإن المنشقين عن الجيش السوري هم أكثر المطلوبين فى سوريا، حيث نقلت عن منشقين من الجيش قولهم "إنهم مطاردون من قبل النظام الذى لا يتسامح مع العصيان"، مؤكدين أنهم يحمون فقط سكان مناطقهم وأن أسلحتهم تستخدم فى المهمات الدفاعية لا الهجومية.

 

 

وتشير المجلة إلى أن المنشقين عن الجيش السوري غير البارزين ينفصلون عنه بأعداد صغيرة، إلا أنه هناك من انشق عن الجيش من أصحاب الرتب الرفيعة بأعداد قليلة جدا"، معتبرة أن السبب فى ذلك يعود إلى أن الرتب الأعلى فى الجيش تتكون من ضباط من الطائفة العلوية التي ينتسب إليها الرئيس السوري بشار الأسد.
وينتمي معظم المجندين بالجيش الى الأغلبية السنية في سوريا، وينحدر كثيرون منهم من مناطق ريفية استهدفت على يد الجيش لإخماد الاحتجاجات، ومعظم قادة الجيش وكبار مسؤولي الأمن من الطائفة العلوية.

 

 

ويعتبر العقيد حسين هرموش أكثر المنشقين البارزين والذى يتولى حاليا التحدث باسم "الجيش السوري الحر" الذى يتكون من مجموعة من المنشقين يقودها العقيد رياض الأسد، ودأبت منذ تكوينها على تشجيع الجنود من خلال التصريحات عبر مقاطع الفيديو على الانشقاق عن الجيش متعهدة بحماية المدنيين، وهو ما لقى استجابة من كثير من الجنود الذي أعلنوا الانضمام للجيش.
ويؤكد الأسعد أن عدد جنوده يبلغ المئات وأن هدف الجيش هو العمل يداً بيد مع الشعب لنيل الحرية والكرامة لإسقاط النظام وحماية الثورة والوقوف في وجه الآلة العسكرية اللامسؤولة التي تحمي النظام.

مثل هذه التصريحات والتعهدات اعتبر الكثيرون أن لها تأثيرا نفسيا هائلا على السوريين الذين قتل منهم 2200 شخصا منذ بدء الثورة بينما أصيب واعتقل عشرات الآلاف على يد نظام بشار.

 

 

ويكشف الكثير من الجنود المنشقين عن تجربتهم ومشاهداتهم خلال الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد، الذي أكد بعضهم لصحيفة لصحيفة الـ "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية أنهم تلقوا أوامر من كبار المسؤولين بينهم وزير الدفاع بشكل مباشر لإطلاق النار على المتظاهرين بمساعدة قوات الحرس الثوري الإيراني.

وبحسب الضباط المنشقين فإن الأهداف التي تم تحديدها للقضاء على محتجين هي المساجد، حيث يتجمع نشطاء المعارضة لبدء المسيرات، والمستشفيات  حيث ينتقل المتظاهرون الجرحى لتلقي العلاج.

 

 

"أخطر محرض"
وفي الوقت الذي يقوم الجيش السوري الحر برفع الروح المعنوية للثوار واستثارة الجنود فلا يمكن إغفال ما يقوم به الشيخ السوري عدنان العرور الذي بدأ يظهر في الثورة السورية منذ 5 أشهر كـ"أخطر محرّض" على إسقاط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، كما يصفه البعض من خصومه حيث يقوم بشحن السوريين للثورة على النظام.
والشيخ العرعور الذي يقيم في الرياض منذ غادر سوريا قبل 37 سنة، يطل عبر قناة "صفا" التليفزيونية 3 مرات بالأسبوع، وكذلك مرتين أسبوعيا عبر نظيرتها "وصال" التي تبث أحيانا من تركيا فضلا عن القاهرة، ليحرض على الثورة وانشقاق الجنود ويحذر السوريين من اللجوء إلى السلاح في الثورة، وهو يفرق كما تنسيقيات الثورة ما بين الانشقاق في الجيش وحمل المدنيين للسلاح وعسكرة الثورة.

 

 

ويؤكد الشيخ السوري أنه لا يحرض على استخدام العنف، مشيرا إلى أنه لولا رسائله اليومية إلى الشباب الثائرين لربما غطت الدماء الركب في سوريا" ، فجاءت التظاهرات السورية على نظام الأسد بهتافات "سلمية سلمية" لشدة تأثر المشاركين فيها بنصائحه في اعتماد سياسة اللاعنف التي يؤكد حتمية انتصارها.

 

 

ومع تواصل أعمال القتل الدموية لبشار في مناطق مختلفة من سوريا، يتوقع محللون تزايد حالات الانشقاقات داخل الجيش السوري وهو الأمر الذي قد يشكل خطورة على قوة الجيش وبالتالي نظام بشار خاصة إذا طالت هذه الانشقاقات مع ضباط كبار أو حدثت خسارة في الأسلحة، بينما يشير آخرون إلى احتمال وقوع صراع طويل قبل الإطاحة بالرئيس السوري طالما احتفظت القيادات الكبيرة بالجيش -وخصوصا العلويين - بولائها لبشار.

 

وبين هذا وذاك ينظر السوريون للمجموعات الصغيرة من المنشقين التي تنضم تلو الأخرى للجيش السوري الحر آملين أن يقوم بالكثير من أجل إنقاذهم وإحداث تصدع كبير بالجيش ومن ثم الإطاحة بنظام بشار.