قال المجلس الوطني الانتقالي الليبي إنه سيعلن تشكيل حكومة جديدة خلال الأيام القليلة القادمة مما يشير إلى حدوث انفراجة في الجهود التي لم تكن مثمرة من قبل لتشكيل حكومة أكثر شمولية لقيادة الدولة بعد الإطاحة بمعمر القذافي.
وقال المتحدث باسم المجلس عبد الحفيظ غوقة اليوم الجمعة إن المجلس اتفق على عدد من الوزارات وعلى من سيشغل الوزارات الأكثر أهمية. وأضاف أنها ستضم 22 وزيرا ونائبا لرئيس الوزراء. وتابع أنها ستكون حكومة أزمة.
وجاءت تصريحاته بعد يوم من إعلان قوات المجلس الوطني الانتقالي أنها حققت مكاسب في ميدان المعركة وأحكمت قبضتها على بلدات جنوبية في الصحراء كانت موالية للزعيم المخلوع معمر القذافي. لكن هذا التقدم خيمت عليه ظلال محاولات لم تكلل بالنجاح للسيطرة على معقلين متبقيين مواليين للقذافي إذ سيؤدي ذلك إلى تعزيز مصداقية المجلس الوطني.
وقالت قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي مازال مقره في مدينة بنغازي الشرقية إنها تسيطر الآن على مجموعة من البلدات الصحراوية في عمق جنوب ليبيا لكنها قالت إن الموالين للقذافي مازالوا يسيطرون على جيوب في واحة واحدة على الأقل.
وفشلت قوات المجلس حتى الآن في السيطرة على أكبر معقلين للقذافي إلى الشمال وهما بني وليد ومدينة سرت مسقط رأس الزعيم المخلوع بعد سلسلة من الهجمات التي شابتها الفوضى وأثارت تساؤلات حول قدرة المجلس على السيطرة على البلاد.
وتحرص الحكومة الجديدة في ليبيا على إظهار أن بإمكانها احكام قبضة قوية على بلد يعاني من صراعات قبلية.
وظلت قوات موالية للقذافي حتى يوم الخميس تسيطر على بعض أجزاء من سبها القاعدة التقليدية للقبيلة التي ينتمي إليها القذافي والواقعة على بعد 800 كيلومتر جنوبي طرابلس بعدما فقدت السيطرة على العاصمة ومعظم مناطق ليبيا الشهر الماضي.
وقال أحمد باني وهو متحدث عسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي للصحفيين في العاصمة طرابلس ان "الثوار" يسيطرون على مدينة سبها "مئة بالمئة" ولكن هناك بعض جيوب المقاومة من القناصة.
وأضاف أن مقاومة القوات الموالية للقذافي يائسة لأنها تعرف جيدا أنها سترفع راية الاستسلام في نهاية الامر أو أنها ستلاقي حتفها وأنهم يقاتلون دفاعا عن أنفسهم وليس دفاعا عن "الطاغية" في إشارة الى القذافي.
وقال المجلس الوطني الانتقالي الأسبوع الماضي إنه لن ينتقل إلى طرابلس إلا بعد أن تبسط قواته سيطرتها الكاملة على الأراضي الليبية في تناقذ لتعهد سابق بنقل الحكومة الانتقالية الى العاصمة بحلول منتصف سبتمبر