2 ربيع الأول 1433

السؤال

أنا مخطوبة من سنة من إنسان صالح، وفيه كل الصفات اللازمة، ولكني لم أستطع أن أحبه، وفي ظل هذه الظروف أحببت آخر، وتكونت بيننا علاقة حب قوية بالرغم من أننا نعرف أن هدا خطأ، ومع مرور الوقت كرهت خطيبي، وأحببت هدا الشخص أكثر، وهو على حد قوله كذلك، وقررت فسخ خطبتي من أجله، ولكن أهلي رفضوا هذا الأمر نهائياً وأصروا على بقائي مع خطيبي ورفضوا هذا الشخص نهائياً حتى لو أنني فسخت هذه الخطبة فهذا الشخص لن يقبلوا به أبداً.. حاولت كثيراً ولكن من دون جدوى، الكل ضدي ولا أحد معي، الكل يلومني.. وأنا والداي مريضان ولا أريد أن أعصيهما ولكني أحب هذا الشخص كثيراً ولم أستطع نسيانه، ولا يمكنني الابتعاد عنه وأكره خطيبي ولا أستطيع تحمل فكرة العيش معه.. أرجو إفادتي جزاكم الله خيراً.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخت السائلة، يجب أن أؤكد معك على عدة ثوابت هامة يجب ألا تغيب عنك بحال، أولها أن الطاعة لا تبدأ بمعصية أبداً، والزواج طاعة ولا يمكن أن يبدأ زواج مبارك بمعصية الرحمن الرحيم، بل غالب العلاقات بين الشباب والفتيات تنتهي نهاية خاسرة، كما أؤكد عليك أن رضا الوالدين أساس من أسس قبول الخاطب وقبول الولي شرط للزواج، وأود أن أضع إجابتي على سؤالك في نقاط محددة كما يلي:
أولا: ذكرت أن الخاطب المتقدم لك إنسان صالح وملتزم وبه كل صفات الالتزام، لكنك فضلت عليه الآخر، وهذا منك سوء فعل وسوء تقدير لا يختلف فيه أحد.
ثانيا: وقعت كما تقولين في التعلق بشاب آخر وهو سلوك يبغضه دينك، وهو مخالف لشرعة ربك كما لا يخفى على أحد، فالتعلق الذي تسمينه حباً إنما هو تعلق العشق الذي يمده الشيطان، وهو ما يلبث أن يذهب ويتحول إلى نقمة بعد الزواج وتتكاثر المشكلات بعدما يتم التقارب.
ثالثا: ذكرت أنك تعرفين أن هذه العلاقة خاطئة ولكنكما لازلتما فيها، وهو استمرار على المعصية يجب الإقلاع عنها فوراً، والبعد عن هذا الشاب حتى تحل المشكلة إما بالزواج أو بالبعد عنه وهما طريقان لا ثالث لهما.
رابعا: وضح من سؤالك أن رغبة والديك المريضين ضد قبول الشاب الذي تعلقت به، وهو ما يجعل تركك له واجباً عليك، فيجتمع رضا الشرع مع رضا الوالدين ورضا الأهل ضد فعلك الخاطئ فماذا تنتظرين؟!
خامسا: لست أجبرك على قبول شخص لا ترغبينه حتى ولو كان ملتزما، فالقبول هام جدا للزواج، لكنني أؤكد عليك ترك الشاب الذي دعاك إلى المعصية ولم يخش الله فيك ولازال يفعل، فلا عاقبة للمعصية إلا الخسران مهما زين لك الشيطان طريقه.
سادسا: أنصحك أن تحاولي أن تتدبري في ميزات الخاطب الملتزم وتحاولي إقناع نفسك بصفاته الطيبة مع البعد عن الآخر تماماً والانقطاع عنه؛ طاعةً لله وكذلك طاعة لوالديك فترة طويلة، فإن وجدت من نفسك قبولاً للخاطب الملتزم فاقبليه وتوكلي على الله وإن لم تجدي قبولاً به فانتظري صالحاً آخر.