10 رجب 1433

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، لدي طفلان، أسكن في منطقة بعيدة عن أهلي، لدي مشكلة؛ حيث عبثت في جوال زوجي ووجدت صور بنات مخلة للأدب والأخلاق، عالجت المشكلة بالخطأ وبعثتها إلى جوالي بقصد إفهام زوجي أني رأيت الصور!! كان بنفس اليوم نسافر لزيارة أهلنا، وفي الطريق أصبحت بعض المشادات حتى أخذ يضربني الضرب المبرح، ولحظة وصولنا أكمل الضرب في بيت أهله، بعدها تدخل أهله في الموضوع وصُدمت من تصرف والديه ضدي، وإصرارهم على كرهي! أرجو إعطائي النصح أو التعامل حتى أدخل على أهل زوجي أو إرجاع علاقتي مع زوجي.. ولكم جزيل الشكر.

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

تتعجب كثير من النساء من تغييرات تطرأ على الزوج بعد الزواج، وتتساءل الكثيرات..ما سر ذلك التغيير؟ وتبدأ تثور كالبحر الهائج كلما التزم الزوج الصمت، وذلك التغير مع رد فعل الزوج السلبي من أكثر وأهم المشكلات التي تواجه الأسرة، حيث كان الزوج يظهر أمام زوجته بصورة الودود الحنون الرقيق حتى إذا تزوجا وجدت منه شخصا آخر، وتتزحزح الثقة في داخلها تجاهه مما يدفعها دفعا إلى التفكير في أمور تعود عليه بالنكد والحزن والعيش المرير.
وتلجأ بعض النساء لسلوك طريق قد حثنا ديننا العظيم بعدم اتباعه ونهى عنه بل حرمه ألا وهو التجسس على الزوج وتضع نفسها كمراقبة لتحركاته وتعد له خطواته وتتابع تصرفاته بكل دقة مع الريبة والشك، وتتابع أحاديثه في الهاتف، وبدلا من أن تتفرغ لرعايته ورعاية أبنائه تتشتت أفكارها وقد يعرضها ذلك معه لكثير من النزاعات والمشكلات خصوصا مع فقدان الثقة بينهما حتى تتطور الأمور وتتحول الحياة الزوجية إلى جحيم.
فإذا وصل الأمر للشك والتجسس فعندئذ حل الشك محل الثقة وفتحنا بابا واسعا للشيطان ليدخل منه في عش الزوجية.
وقد يقع اللوم على الزوج وعلى المرأة معا، فالزوج أحيانا بتصرفاته المريبة وعدم وضوحه يستدعي الشك في قلب زوجته ويدفعها دفعا لسماع وسوسة الشيطان لكي تتجسس عليه، وقد يكون واقعا في فتنة أو معصية نتجت عن غفلة في مراقبة الله سبحانه أو سقطة من سقطات الناس أو معصية اعتادها، وربما يكون والغا في محرمات قد أبعدته عن ربه، فينسى أنه زوج وعليه حقوق تجاه زوجته ومن أهم تلك الحقوق ألا يؤذيها في نفسها.. خصوصا أن تلك العلاقة الزوجية لايمكن أن تستمر إلا مع المودة والمحبة والثقة.
كذلك تزيد أخطاؤه عندما يضع نفسه موضع الشبهات، فهو يعرف عن زوجته كل صغير وكبير من تحركاتها وحياتها، بينما بعض الرجال يحبون إحاطة حياتهم بالغموض سواء في علاقاته الخارجية أو في أعماله أو فيما يتعلق بأهله أو غيرهم، ولا يرضى منها بالسؤال بل ربما يوبخها إذا كررت عليه السؤال لتعرف إلى أين يذهب!
هذه الطريقة السلبية تفتح بابا كبيرا للشك عند الزوجة وهي التي تجلس في بيتها فترات طويلة يساورها الشيطان بوساوس الشك والريبة.
لكن مما يزيد الأمر اشتعالا أن بعض الأزواج يعرف حجم خطئه لكنه يماري ويبدأ بالهجوم والانفعال كخير وسيلة للدفاع عن نفسه كي يغطي على فعلته، لكن هجومه يزداد فوق الطاقة مما قد يعرض البيت للانهيار.
كذلك فالزوجة تتحمل قدرا كبيرا من العتب واللوم، فالخطأ الذي وقعت فيه هو اتباع السلوك الذي لايليق بك كامرأة مسلمة مؤمنة من التلصص خلف زوجك بغير إذنه.
كذلك فالخطأ الآخر الذي وقعت به هو أنك لما علمت خطأه لم تفكري في علاجه بشكل علمي تربوي لكنك اتبعت غيرتك وغضبك فازداد الأمر سوء.
خطأ آخر وقعت به وهو إساءة العلاقة بينك وبين أم زوجك، حتى جعلتها لا تطيقك – بحسب كلامك – فأسلوبك معها ومع أسرة زوجك يبدو أنه أسلوب جاف أو أنك تتبعين منهج الشك وعدم الثقة في التعامل معهم وهو خلق سيئ لا يجمع القلوب بل يفرقها.
وعليك أن تكوني لينة الطبع رفيقة مصدقة للناس إلا إذا جاءك دليل وواضح، وحاولى أن تحسني العلاقة بهم بخطوة أو أكثر ولو تحاملت على نفسك في ذلك في البداية.
واعلمي أن ما حدث من زوجك ليس النهاية بل يمكنك أن تجعلينها بداية صفحة جديدة وعليك تغيير أحوالك مع زوجك لتكوني معه الزوجة الودود، ثم أن تعترفي له بخطأ فتح جواله بغير إذنه، ثم تتخذي خطوات متتابعة لإبعاده عن الذنب فحاولي تجديد أسلوب حديثك وهيأتك واهتمامك بنفسك وأكثري من اهتمامك به، وادعى الله ربك أن يباعد بينه وبين الفتن.