مليشيات "مسيحية" مسلحة بمصر!
15 ذو القعدة 1432
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

اندهش البعض عندما أطلق عدد من "المسيحيين" بمصر النار على قوات الجيش مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفه رفض الجيش الإفصاع عن عددهم, وذلك خلال المظاهرة التي قاموا بها وسط القاهرة ورفعوا فيها الصلبان, والحقيقة أن عددا من الدعاة حذر قبل 25 عاما من جود أسلحة داخل الكنائس وأشار إلى أن السلطات لا تستطيع أن تدخل إلى الكنائس وتقوم بتفتيشها كما تفعل في المساجد, وتحدى أن تتحرك الجهات المعنية لتكذيبه فلم يتحرك أحد وقتها, وفي وقت لاحق انتشرت معلومات عن تنظيمات "مسيحية" تقوم بعمليات مسلحة لإلصاقها بالجماعات الإسلامية لكي تحبط أي محاولات للتهدئة بين هذه الجماعات والدولة في هذا الوقت, وأكد على ذلك عدد من المتهمين في بعض أحداث العنف التي شهدتها البلاد ولكن لم يتحرك أحد من أجل التأكد من المعلومات أو نفيها, وعندما قامت الثورة المصرية التي أطاحت بنظام مبارك كان أول المتصلين بمبارك لكي يؤكد له دعمه لبقائه في الحكم هو زعيم الاقباط ورأس الكنيسة الارثوذكسية في مصر "شنودة" وأعلن ذلك على الملأ في وقت كانت دماء المصريين تجري على أيدي أجهزة أمن مبارك والبلاد تغلي جراء الظلم والفساد..

 

كان نظام مبارك أكبر الداعمين لممارسات الاقباط التي تتسم بالبلطجة لكي ينال ثناء الغرب ودعمه,وكان الاقباط يقومون ببناء مضيفة أو مستوصف في أي مكان ثم يحولونه لكنيسة دون أي تصريح ـ رغم أن المساجد تحتاج إلى ذلك ـ ويفرضون الامر الواقع على الدولة وإذا حاول أحد من المسلمين الاعتراض تم الزج به في المعتقل بدعوى إثارة الفتنة الطائفية, واستمر الاقباط على ذلك طوال فترة حكم مبارك واستخدموا جميع أنواع الابتزاز مع النظام للحصول على ما يريدون وعندما قامت الثورة وشعروا بأن الإسلاميين على أبواب الحكم أو على الاقل سيكون لهم دورا مؤثرا في المرحلة القادمة وأنهم لن يتمكنوا من فرض إرادتهم على النظام سعوا لتخويف الداخل والخارج منهم واستخدموا في ذلك أذرعهم الإعلامية ورجال الاعمال المرتبطين بالكنيسة مثل الملياردير المعروف نجيب ساويرس الذي أسفر عن وجهه الحقيقي عقب الثورة عندما سخر من الإسلام وهاجم التيار الإسلامي بشدة واتهمه "بالرجعية", ويبدو أن حملة التخويف وإثارة الفزع لم تؤت الثمار المرجوة فقرر الاقباط اللجوء للعنف واستغلوا حادث المضيفة التي أرادوا تحويلها إلى كنيسةفي جنوب البلاد رغم إرادة الدولة وقاموا  بتنظيم مظاهرة وسط العاصمة وأطلقوا النيران بغزارة على قوات الجيش التي ردت للدفاع عن نفسها مما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح وتحول المعتدي إلى معتدى عليه وظل الاقباط ينتحبون ويطالبون بالثأر رغم اعتراف الكنيسة بأن عناصر من داخل المظاهرة أطلقت النار على قوات الجيش إلا أنها وصفتها بـ "المندسة", والسؤال لماذا هذه المظاهرة بالتحديد منذ الثورة وكل من فيها من الاقباط يتم إطلاق النار الحي من جانب المتظاهرين؟ ولماذا لم يسيطر المتظاهرون على هذه العناصر حال قيامهم بهذه الافعال؟..

 

دائما ينبه المجلس العسكري على مسؤولية المتظاهرين عن عدم السماح باندساس عناصر تستخدم العنف, ونظم الإسلاميون عددا من المظاهرات تفوق مظاهرات الاقباط عددا ورغم ذلك لم يطلق فيها النار الحي والتزم المتظاهرون بحماية صفوفهم من الاختراق ولكن هذه المظاهرة وضح فيها التحدي والرغبة في تفجير الموقف ويؤكد ذلك تصريحات التهديد بالتدويل والمطالبة بالتدخل الخارجي التي اطلقها عدد من الناشطين الاقباط أضف إلى ذلك تصريحات المسؤولين الامريكيين والاوروبيين والتي تصب في نفس الاتجاه..

 

ما يثير الغيظ هو موقف العلمانيين الحاني على هذه الافعال الصبيانية لتي يقوم بها الاقباط واتهام "عناصر خارجية" بتدبير الاحداث وهو موقف هزلي يدل على خوف من انقطاع التمويل المشبوه الذي يحصل عليه عدد غير قليل من هؤلاء من منظمات غربية تشترط عليهم وضعا مميزا للاقباط داخل برامجهم وأطروحاتهم..

 

تعجبت بشدة من تناقض مواقف العلمانيين الذين أثاروا مخاوف جمة عندما خرج السلفيون غاضبون من أجل احتجاز امرأة في الكنيسة بعد إسلامها وإجبارها على العودة إلى "المسيحية" وسمعنا كلاما كثيرا عن "التطرف" و"الإرهاب", أما وقد فعلها "المسيحيون" الآن فهو "حادث عرضي ينبغي التعامل معه بالحكمة والعقلانية والتهدئة"..

 

تعيش البلاد أوضاعا صعبة تحاول عدة جهات استغلالها خصوصا أصحاب المصالح مع النظام البائد, ويعد الاقباط دون مواربة أو مجاملة وباعتراف كبيرهم من أكبر أصحاب المصالح مع هذا النظام الزائل وإذا لم تقف الدولة بحزم أمام هذه الممارسات لن تخرج البلاد من عثرتها أبدا وسيتم إفشال الانتخابات القادمة بكل الوسائل لأنها أول خطوة على طريق الاستقرار, وعلى جميع القوى الوطنية الآن أن تتفق على الوقوف وراء المجلس العسكري لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وإفشال المخططات الرامية لإفشالها مهما كان حجم اختلافها معا أو معه.