أنت هنا

16 ذو القعدة 1432
المسلم- خاص

بدأ مؤتمر "السلفيون وآفاق المستقبل" أعماله اليوم الخميس في مدينة اسطنبول التركية بحضور عشرات من علماء ودعاة وشيوخ التيار السلفي من مختلف بلدان العالم الإسلامي.
وانعقدت أولى فعاليات المؤتمر اليوم بعدد من الكلمات التي تناولت قضية الانقسام السلفي، واستعراض سبل علاجه، وتقديم توصيات بشأن التقليل من هذه الظاهرة.

 

وافتتح المؤتمر فضيلة الشيخ أحمد الصويان رئيس تحرير مجلة البيان التي ترعى هذا المؤتمر، وشدد في كلمته على أن هذا المؤتمر ليس تحزبا أو إقصاء للآخرين ف"المرحلة أحوج ما تكون للاجتماع والائتلاف والبعد عن الافتراق والاختلاف"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المؤتمر لايمثل كل السلفيين فكثيرمن المشايخ السلفيين لم يتسن لهم الحضور رغم دعوتهم لظروفهم الخاصة.

 

ولفت الشيخ الصويان إلى أن انعقاد هذا المؤتمر جاء لعدة أهداف منها أن الغرب جعل لكل مرحلة من المراحل الماضية في حربه على الإسلام شعارا ، فبعد شعار الحرب على الإرهاب جاءت الدعوة بالحرب على العقائد والأفكار ثم جاءت الحرب على السلفية خصوصا والدعوة إلى إسلام معتدل يمكن للغرب التعامل معه .
كما أن التيارات المناوئة وخاصة الليبراليين صاروا -بحسب راعي المؤتمر –"يتعاملون مع التيار السلفي كأنه فزاعة ويخوفون به الناس، كما نشطت الاتجاهات البدعية في الترويج لنفسها والتسويق لطرحها".

 

وتطرق الشيخ الصويان إلى سبب آخر لمثل هذا المؤتمر وهو أن الثورات العربية فرضت واقعا جديدا على الأنظمة والحكومات والاتجاهات الإسلامية،  والسلفيون كغيرهم وجدوا أنفسهم في بؤرة الأحداث  وهو ما يتطلب رؤية ناضجة بحجم التحديات الإسلامية والفرص التي فتحت للتيار السلفي للتغيير فالاجتماع فرصة للتلاقي والحوار وتلاقح الأفكار وتبادل الخبرات ، بحد قوله.

 

ومن جانبه، أوضح فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر المشرف على موقع المسلم في كلمته أن أي معالجة لمسألة "الانقسام السلفي" يحسن أن تأخذ باعتبارها أن الحديث عن حالة "انقسام" هي في حقيقتها غير دقيقة، لكونها لا تتعاطى مع جسد قد انقسم، وإنما نحن إزاء مقاربات متنوعة لمنهج السلف تحاول أن تقرأه بصورة عصرية تختلف معها الأفهام، وهي في الوقت ذاته ليست منبعثة من جماعة أو حزب أو تجمع سلفي ما، وإنما من اجتهادات هي أصيلة في اقترابها في الأصول واختلافها في الرؤى والاجتهادات.

 

وأشار فضيلته إلى أنه من الطبيعي أن "نجد تنوعاً في الطيف السلفي، واجتهادات تتقارب بعض رؤاها أو تتنافر، لكنها في كل الأحوال لا تمثل جسداً واحداً؛ فالانقسام قد يطرأ على حالة فكرية موحدة أو ينجم عن انشقاقات داخل حركة وكلاهما ليس موجوداً بالمفهوم الحرفي لهما"، بحد قوله

 

وتناول الدكتور محمد يسري إبراهيم الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، أولويات الخطاب السلفي، الذي اعتبره معبراً عن مركب وصفي للدعوة الإسلامية، والبيان الذي يوجه باسم الإسلام للناس، بما يتضمنه من مفهوم واسع للسلفية تتمثل في العقيدة والشريعة، الأخلاق والسلوك، بما يلبي الجوانب الروحية والمادية، والأمور النظرية والعملية.

 

وعزا أهمية الحديث عن أولويات هذا الخطاب في هذا التوقيت بالذات، إلى تدشين الحرب العالمية على السلفية، ووجود ما يسمي بالمراجعات والتراجعات، وما دعاه بالانشقاقات السلفية التي تكاثرت منذ عقد التسعينات، وإلى التسطيح في فكر التغيير، وأخيراً إلى مطالبات التجديد والتطوير التي يلح عليها الخصوم والأشقاء على حد سواء.

 

واختتمت كلمات الجلسة الأولى في اليوم الأول للمؤتمر بكلمة لفضيلة الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم الشيخ، والذي لفت فيها إلى ضرورة النقد الذاتي والتقويم المستمر، متسائلاً عن كيفية التمكن من "مواجهة التحديات الحضارية الكبيرة إذا ما كنا نخفق في النقد الذاتي الداخلي".

 

وذكر فضيلته عدداً من أسباب الانقسام السلفي، منها غياب القيادة العلمية لدى بعض التجمعات، وحصر البعض السلفية في كيانه العضوي، موضحاً أن المنهج السلفي معصوم، لكن من يحمله ليس معصوماً، ومنها قيام بعض الأنظمة بالإيقاع بين بعض التيارات السلفية، مذكراً بدور فضائيات القذافي في استضافة بعض المنسوبين للسلفيين لتأييد القذافي، ومنها انتشار الأثرة وعدم الإيثار في التصدر في القيادة والوجاهة، ومنها الغلو والإرجاء.