هيئة الأمر بالمعروف .. وسائل حديثة لتعزيز الأمن الفكري والاجتماعي
20 ذو القعدة 1432
تقرير إخباري ـ محمد لافي

دأبت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على حماية العقيدة من شوائب الشرك والبدع والخرافات, والحرص على إقامة الواجبات الشرعية، وإظهار شعائر الدين الإسلامي وحفظ الهوية الإسلامية للمجتمع، وصيانة نسيجه الاجتماعي ، وتعزيز وقايته من الانحرافات السلوكية التي تصحب متغيرات الانفتاح على الثقافات الأخرى وذلك ضمن مسعاها لتحقيق خيرية الأمة في القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

وإن كان الضبط الاجتماعي هو من أبرز مهام الهيئة للمحافظة على الشعائر الظاهرة والقيم السائدة والآداب العامة في المجتمع, إلا أن ذلك لم يمنع القائمين على الهيئة من الأخذ بأسباب التطوير والتحسين, باستحداث الوسائل العصرية وتقديم الدراسات المتخصصة, وعمل البرامج التوعوية لتعزيز الأمن الفكري في المجتمع ومنع الجريمة قبل حدوثها, وتعزيز القيم, والمحافظة على التعامل الحسن والأخلاق الحميدة.

 

 

أول دراسة من نوعها عن ظاهرة «هروب الفتيات في المملكة

وكان أول دراسة من نوعها عن ظاهرة «هروب الفتيات في المملكة» هي التي قام بها «مركز البحوث والدراسات بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصدرت في كتابين, الكتاب الأول "دراسة هروب الفتيات، أسبابه وآثاره وعلاجه" والكتاب الثاني "ملخص لدراسة هروب الفتيات، أسبابه وآثاره وعلاجه".

تناولت الدراسة تاريخ المشكلة وحجمها, والنظريات المفسرة لها, والجانب النظامي والإجرائي في علاجها, وبينت جهود الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواجهة تلك الجرائم الأخلاقية, وتميز الكتاب الثاني (ملخص الدراسة) بتضمينه أبرز ما تناولته الدراسة لتمكين الاستفادة منه لجميع فئات المجتمع على اختلاف مستوياتهم.

 

واستهدفت الدراسة تحقيق 14 هدفاً من خلال بحثها للظاهرة، من أبرزها التعرف على حجم مشكلة هروب الفتيات في المجتمع السعودي، وأنواعها في الواقع المعاش وآثارها من النواحي الدينية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وبيان التكييف النظامي والأوصاف الجرمية لدرجات هذا الفعل, والآليات المناسبة للتعامل مع الظاهرة في مختلف مراحلها، وبيان الإحكام الشرعية المتعلقة بها، ورصد نماذج من الإحكام القضائية الخاصة بها، والتعرف على أساليب الشباب في إغراء الفتيات للخروج من منازلهن وأسباب الاستجابة، وطرق وأساليب الدول الأخرى التي نجحت في معالجة الظاهرة، واقتراح الأساليب الممكنة للوقاية والحد من هذه الظاهرة، وكيفية مساعدة الفتيات الهاربات من أجل عودة راشدة إلى مجتمعاتهن، وبرامج عملية للتعامل الأمثل للمجتمع مع هذه الحالات، وجهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه الظاهرة.

وتبرز أهمية الدراسة في أنها من المشكلات ذات الحساسية العالية في المجتمع, بالإضافة إلى أنها بوابة للقضايا الشرعية والأمنية والصحية والاجتماعية, التي تهدد أمن المجتمع الأخلاقي واستقراره.

                                           

 

ملتقى خير أمة

يعد " ملتقى خير أمة "  من أبرز المنشط التي نفذتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مسيرتها لتوطيد العلاقة بين جهاز الهيئة والمجتمع و إيصال الرسالة التوعوية التي تقوم بها الهيئة في خدمة المواطن والمقيم, وتعليم الناس العقيدة الصحيحة ومنهج الوسطية والاعتدال, ومحاربة الأفكار المنحرفة والهدامة وخاصة بين أوساط الشباب, حيث تجمع بين الشباب والعلماء والدعاة المعروفين برصانة علمهم وفقههم وورعهم لينهل الشباب من ينابيع العلم الصافي والعقيدة الصحيحة والمنهج السليم.

ويزخر ملتقى "خير أمة" والذي نفذته الهيئة لثلاث سنوات بمشاركات متميزة لنخبة من أهل العلم والفكر والثقافة, ضمن  فعاليات دعوية وثقافية وتوعوية واجتماعية, وبرامج مصاحبة تستمر طيلة أسبوع كامل تتضمن لقاءات مفتوحة ومحاضرات ودورات تدريبية وأنشطة نسائية.

 

 

برنامج أمننا في إيمانناً

وضمن مناشطها التوعوية لتعزيز للقيم الإيجابية وترسيخ معاني الترابط بين الإيمان كعقيدة والأمن كحاجة وقيمة وأن حفظ الأمن أحد مقومات الإيمان, نفذت الهيئة مشروعا توجيهيا بعنوان "أمننا في إيماننا" بالشراكة مع إدارة أوقاف صالح الراجحي والذي اشتمل على  توزيع 340 لوحة توعوية  في سبعة مدن "الرياض وجدة والدمام ومكة المكرمة والمدينة المنورة والقصيم وأبها".

وتم من خلال المشروع توزيع لوحات إرشادية لجميع شرائح المجتمع.عند الإشارات المرورية في الشوارع الرئيسة.

كما عمدت الرئاسة بالتعاون مع إدارات الملاعب الرياضية والمختصين في رعاية الشباب إلى إطلاق حملة توعوية تستهدف جماهير كرة القدم في الملاعب من خلال بث مواد مرئية وعبارات توعوية موجهة للشباب على شاشات الملاعب خلال المباريات والمناسبات الرياضية.

              

                

حملة النهر الجاري

تم اختيار اسم  "النهر الجاري" كعنوان لحملة دعوية نفذتها الهيئة في الرياض للتأكيد على أهمية الركن الثاني من أركان الإسلام, والسعي إلى تحبيب الناس للخير وأهله على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد استقي اسم الحملة من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم " أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات .." فجاءت هذه الحملة بأسلوب متنوع في الطرح لتلامس جميع الاهتمامات وتقترب من الصغير والكبير من خلال فعاليات اشتملت على قافلة ميدانية للوصل لكافة شرائح المجتمع في الأماكن العامة تقوم بمخاطبة الجمهور في الطرقات, وببث رسائل توجيهية مثل ( صلاتي راحتي ، صلاتي سعادتي ..) في الأسواق وأماكن تجمع الشباب كما تم من خلالها توزيع الهدايا على الشباب.

وتضمنت الحملة معرضاً متنقلاً عبارة عن قاعة متحركة ومجهزه للعرض من الداخل ومن الخارج, ويستضيف المعرض طلاب المدارس لمشاهدة المعروضات والمواد الهادفة على شاشة العرض الخاصة بالمعرض.

 

 

مشروع قيمنا

وضمن مساعيها  لتعزيز القيم الحميدة والأخلاق الفاضلة في نفوس الأجيال وتثقيف المجتمع ببعض القضايا الهامة وتوظيف الإعلان لخدمة القيم والأخلاق أطلقت الهيئة مشروع (قِيَمُنا) الإعلامي التوعوي بمرحلتيه الأولى والثانية وهو عبارة عن حملة إعلانية توعوية تحوي مقاطع مرئية وصوتية ولوحات تم إنتاجها بالكفاءات الفنية العالية التي استقطبتها الرئاسة لمركزها الإعلامي وأنتجت موادها وفق أحدث المواصفات.

انطلقت المرحلة الأولى من هذا المشروع بإنتاج وبث ثلاثة إعلانات مرئية الأول عن الصلاة، والثاني عن التوبة، والثالث عن المعاكسات, أما المرحلة الثانية فتضمنت ثلاثة إعلانات قيمية عن " لسحر، والابتزاز، والدعاء.

وقد بدأ بث هذا المشروع عبر قنوات التلفزيون السعودي كما جرى عرضه في أكثر من 40 قناة فضائية، إضافة إلى عرضه على شاشات الطرق.

 

 

المشاركة في موسم الحج

وتضطلع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعدد من المهام في إطار خدمة ضيوف الرحمن ومساعدتهم على أداء النسك بالوجه المشروع, فهي تساهم في موسم الحج بمنهجية خاصة تتركز على التوجيه والإرشاد بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن, ومنع المخالفات العقدية والسلوكية والأخطاء التعبدية في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة وفق أسلوب حكيم وتعامل رفيع مع الحجيج وضيوف الرحمن بكل حكمه وسكينة.

وتشارك الهيئة في موسم الحج بفرق ميدانية وتوجيهية, ومواد توعوية وتثيقفية تشتمل على المطبوعات والسيديات والأشرطة التي تعدها لجنة التوعية والتوجيه لتوزيعها على الحجيج. إضافة إلى مترجمين للتواصل مع الحجاج من غير الناطقين بالعربية وإرشادهم.