أنت هنا

30 ذو القعدة 1432
المسلم/العربية نت/صحيفة الشروق الجزائرية

 عرضت قنوات ليبية على الإنترنت لقطات لعملية الغسل والتكفين والصلاة على جثمان الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، والتي لم يحضرها سوى أقل من 10 أشخاص قبل نقلها للدفن.

 

وأظهرت اللقطات بداية عملية الغسل التي تمّت داخل ثلاجة التبريد التي كانت جثث القذافي وابنه المعتصم ووزير دفاعه أبو بكر يونس مسجاة فيها، وبدأ الغسل بجثة القذافي ثم أبوبكر يونس وأخيراً المعتصم، وبعد الغسل جرى لفّ كل جثة من الجثث الثلاث في كفن أبيض اللون، وتلاه رشّ ما يبدو أنه مواد مطهرة وروائح عطرية.

 

وخلال عملية التكفين سُمع صوت أحد المشاركين وهو يردد: "يُمهل ولا يهمل".

 

وظهر في مقطع الفيديو الذي بثته قناة الزاوية الليبية إقامة صلاة الجنازة على الجثث وشارك فيها عدد محدود لا يتجاوز 10 أشخاص.

 

 وبدا في الخلفية أشخاص يبدو أنهم من الثوار كانوا مسلحين ويتولون حماية عملية الصلاة ونقل الجثث.

 

من جهته, قال مصدر عسكري حضر جنازة العقيد معمر القذافي وابنه المعتصم ووزير دفاعه أبو بكر يونس أن جثث المعنيين دفنت في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء بحضور شخصيات معتقلة في سجون سرية بمدينة مصراتة كمنصور ضو وموسى إبراهيم، من أجل الشهادة على دفن جثة العقيد معمر القذافي ومرافقيه.

 

وعن تفاصيل أخرى حول عملية دفن جثمان معمر القذافي ، فقد أكد المتحدث أن الأمر تمثل في تعليمات جاءت منتصف ظهيرة يوم الإثنين، بضرورة التوقف عن عرض جثث المعنيين أمام الآلاف من الوافدين من مختلف المدن الليبية من أجل إلقاء النظرة الأخيرة لها، وبعدها تم إعداد الجثث الثلاث بتكفينها جيدا، وأخذ صور فوتوغرافية لها إضافة إلى حضور ممثل عن المجلس الانتقالي من العاصمة طرابلس وآخر من المجلس المحلي لمصراتة وشخص آخر من جهة أمنية عسكرية بمصراتة.
وأضاف أنه تم أخذ العهد من المسؤولين الذين حضروا الجنازة بعدم الكشف عن مكان القذافي، وأقسموا على المصحف والقرآن الكريم بعدم الكشف عن هذا السر، لأنه قد يهدد استقرار ليبيا في حال الكشف عن المكان.

 

وتابع: إن ثلاث سيارات رباعية الدفع قامت بالتحرك عند منتصف الليل، إنطلاقا من ثلاجة الخضر والفواكه بسوق التوانسة التي ظلت فيها جثث العقيد معمر القذافي ونجله المعتصم ووزير الدفاع أبو بكر يونس، حيث أخذوا هذه الجثث الثلاث في توابيت مجموعة في سيارة واحدة، وخلال كل الطريق توسطت هذه السيارة السيارتين الأخريين.
وقال المسؤول العسكري "اقتصرت السيارات التي نقلت جثث القذافي ومن معه على شخص ومسؤول بالمجلس الانتقالي ومسؤول بالمجلس المحلي لمصراتة، وثلاثة حراس وثلاثة سائقين تم استقدامهم من طرابلس لعدم معرفتهم المنطقة جيدا، حتى لا يستطيعوا أن يهتدوا إلى المنطقة التي تدفن فيها الجثث، ولا تنبش قبورهم".

 

وزاد في حديث لصحيفة الشروق الجزائرية "وضعت على أعين منصور الضو وموسى إبراهيم قطع قماش سوداء لحجب رؤية أي مكان يدفن فيه القذافي، كما أنهم كانوا في صناديق خلفية في السيارات ومقيدين خوفا من تخطيطهما لعملية فرار قد تحدث إضافة إلى أن الإنارة الأمامية للسيارات كانت متوقفة لإحترازات أمنية وكذا من أجل الحيلولة للاهتداء لمكان الدفن".

 

وحول مكان الدفن، قال "أنها كانت تبعد عن مصراتة بحوالي ساعتين ونصف على الطريق المعبد، ثم اتجهنا إلى منطقة صحراء وادي جارف، حيث سارت السيارات حوالي 150 كلم، ثم حملنا الجثث على الأكتاف وسرنا بها مسافة معتبرة، وبعدها قام الحرس بحفر حفرة عميقة نوعا ما، ثم نزع الغطاء على أعين الشهود من نظام القذافي منصور الضو وأحمد إبراهيم للدلالة على أن الجثث دفنت حقا، كما وضعوا على الجثث في الحفرة مادة كيميائية أعتقد أنها تمنع من انتشار الرائحة أو خروجها من الحفرة إلى الأرض حتى لا تنبشها الكلاب ولا يهتدي إليها أحد في الخلاء".

 

واستطرد : بعدها قام المعنيون بتسوية التراب جيدا مع الأرض، حتى لا يظهر أن الأرض حفرت قبل ساعات أو أيام، وهذا كله من أجل الوقوف في وجه من يريد الوصول إلى قبر القذافي وانتشال جثته والتمثيل بها في الطرقات والشوارع.
من جهته, صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الليبية العقيد طيار أحمد باني بأن العقيد المقتول معمر القذافي "لا يعد أسير حرب بل هو مجرم حرب".

 

وقال باني : "إن القذافي يعد مجرم حرب، والدليل على ذلك أنه مطلوب دوليا من جانب محكمة الجنايات الدولية".

 

مؤكدا في الوقت نفسه أن جثة القذافي ونجله المعتصم بالله ووزير دفاعه أبو بكر يونس قد دفنوا فى مكان غير معلوم بالصحراء الليبية.

وأوضح أن هناك أعضاء من المجلس الوطنى الانتقالى حضروا مراسم دفن الجثث للتأكد من أن الجثث دفنت في المكان المتفق عليه، مشيرا إلى أن رئيس المجلس الانتقالى مصطفى عبدالجليل أكد أنه سيتم تشكيل لجنة للتحقيق في هذه الواقعة.

 

وحول جمع الأسلحة المنتشرة في الشارع الليبى، أكد باني أنه بالقانون والإجراءات التشريعية سيتم جمع السلاح من الجميع، من لم ينضو تحت راية وزارة الدفاع أو الداخلية الليبية وأن هناك إرهاصات لهذا العمل ظهرت في بنغازي ومصراتة.