أنت هنا

1 ذو الحجه 1432
وكالات/ المركز السوداني للخدمات الصحفية

عرضت دولة جنوب السودان على السودان أموالا ونفطا مقابل تخليها عن حقها في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الجانبين، في تصريحات ستثير غضب الكثير من أبناء السودان. يأتي ذلك بينما اعترف جنوب السودان بتلقي الدعم من "إسرائيل" منذ ستينيات القرن الماضي.

وقال كبير مفاوضي جوبا باقان أموم إن جنوب السودان يعرض الآن على الخرطوم بيعها النفط بسعر مخفض ومبلغا لم يكشف عنه من الأموال بالإضافة إلى الإعفاء من جميع المتأخرات من حصة النفط التي يطالب بها الجنوب عن فترة ما قبل الاستقلال.

وأضاف: "هذه حزمة مقابل أن تضمن حكومة السودان سلامة أراضي جنوب السودان بالموافقة على نقل أبيي إلى الجنوب"، على حد وصفه.

وأوضح أن العرض يشترط كذلك تخلي السودان أيضا "عن أي مطالب بشأن مناطق على حدود جنوب السودان يطالبون بها".

كما يشمل العرض أن تدفع جوبا أيضا رسم عبور لاستخدام منشات الشمال النفطية بمجرد أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق.

وانهارت المحادثات الثنائية بين الشمال والجنوب في أغسطس الماضي بعد أن طالب الشمال بمبلغ 32 دولارا رسوم تصدير البرميل الواحد عبر خطوطه، وهو ما رفضته جوبا. وقال أموم: "حتى الآن الجنوب يبيع نفطه بدون رسم عبور. آمل أن نتوصل إلى اتفاق قريبا لكن الأمر كله يتوقف على الإرادة السياسية خاصة في الخرطوم".

ويريد جنوب السودان ضم منطقة أبيي المتنازع عليها وهي منطقة فاصلة بين الجانبين تحتوي على أراض خصبة للرعي وتعيش فيها قبائل متنقلة.

وتشرف قوات حفظ سلام إثيوبية تابعة للأمم المتحدة على وقف إطلاق النار منذ يوليو. وكان من المقرر أن تجري منطقة أبيي استفتاء مثل جنوب السودان لكن هذه الخطوة لم تتم بسبب خلاف بين الجانبين على التعداد السكاني وإصرار الجنوب على استبعاد قبائل المسيرية من التصويت لأنها قبائل متنقلة.

وأصبح جنوب السودان أحدث دولة إفريقية في يوليو بعد التصويت في استفتاء أجري بموجب اتفاق السلام الذي أبرم بين شمال وجنوب السودان عام 2005. لكن ظلت عدة قضايا عالقة متعلقة بالحدود ومنطقة أبيي والعملة وعائدات النفط.

وأصبحت دولة جنوب السودان التي ليست لها منافذ على البحر تسيطر على ثلثي إنتاج النفط السوداني أي حوالي 500 ألف برميل يوميا لكنها تحتاج إلى الشمال لاستخدام منشاته للتصدير. ولم تدفع جوبا أي مبالغ حتى الآن منذ أن أخفق الجانبان في التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم.

وأدى فقدان الشمال لعائدات النفط إلى اضطراب اقتصاده مع ارتفاع نسبة التضخم بالبلاد. وأصبحت الواردات أكثر غلاء بسبب نقص عائدات النفط مما تسبب في اندلاع احتجاجات صغيرة مناهضة للحكومة.

من ناحية أخرى، ذكر المركز السوداني للخدمات الصحفية يوم الخميس أن القيادي في جنبو السودان جوزيف لاقو اعترف بتقديم "إسرائيل" دعما لوجستيا وعسكريا للجنوب منذ ستينيات القرن الماضي، مقرا بتلقي دعم من "إسرائيل" لحركته الانفصالية (الأنانيا) في شكل معونات مالية وعسكرية.

وفي محاضرة ألقاها بجوبا اعترف لاقو بالسماح لـ"إسرائيل" من قبل دولة مجاورة بإنشاء معسكرات تدريب على أراضيها، موضحاً أن التدريب شمل عدداً من قادة الحركة الشعبية من بينهم جون قرنق زعيم الجنوب السابق، وسلفاكير ميارديت رئيس الجنبو الحالي، بجانب عدد من الضباط والجنود.

وكانت القناة العاشرة "الإسرائيلية" قد بثت فيلماً وثائقياً تحدث فيه لاقو عن الدعم "الإسرائيلي" لدولة الجنوب منذ العام 1968م لمنع السودان من مساندة الجيش المصري في حربه مع "إسرائيل" إبان توليه منصب نائب الرئيس السوداني جعفر نميري بجانب تقوية العتاد العسكري للحركة المتمردة في الجنوب تمهيداً للانفصال.

وبحسب الفيلم فإن جوزيف لاقو سافر إلى ايطاليا في العام 1968م بجواز سفر مزور ودخل بعدها لـ"إسرائيل" للقاء غولدا مائير التي وعدته بدعم جيش التمرد بجنوب السودان، وبدأ تدفق السلاح "الإسرائيلي" للجنوب جواً عبر إسقاطها في مناطق متفق عليها لبناء القوة العسكرية للمتمردين من الحركة الشعبية.