خطيئة المعلم أم الذين شجعوه؟!
28 ذو الحجه 1432
منذر الأسعد

في يوم الأحد24م12/1432هـ الموافق20/11م2011م أطل على الشاشات الفضائية  وليد المعلم-وزير خارجية بشار الأسد-، من خلال مؤتمر صحفي، يجدر اتخاذه "نموذجاً" لإعلام التضليل في أحطّ دركاته من حيث موضوعه والظروف والملابسات التي عُقِدَ المؤتمر الكاريكاتيري فيها، وشهود الزور الحاضرين، وكذلك وقائعه التي يختلط فيها الجِدّ بأعلى مستويات الهزل الأسود، فما أقسى الضحك في محضر شلالات الدماء التي يريقها أزلام النظام في شوارع سوريا من القامشلي شمالاً حتى درعا جنوباً.

 

جاء توقيت المؤتمر/المسرحية بعد ساعات من رفض جامعة الدول العربية "التعديلات" التي طلب نظام بشار إدخالها على البروتوكول الذي قرر وزراء الخارجية العرب توقيعه بين دمشق والجامعة لتنظيم عمل فرق المراقبين في سوريا لتقويم الأوضاع على الأرض.

 

واكتملت عناصر الكوميديا في مسرحية المعلم من خلال شهود الزور الذين تختارهم أجهزة الاستخبارات الأسدية بعناية لا تخطئها العين.ففي الصف الأول جلس من "الإعلاميين" الأكثر أهمية، عدد لا يجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.وإذا كان الصف الأول دلالة على مكانة أهله في المبدأ، فإن الأهمية تتضاعف هنا لأن الصف المذكور لم يكن يخص الصحافيين وإنما اختير الأزلام المميزون ليجلسوا إلى جانب كبار المسؤولين الرسميين مثل نائب وزير الخارجية فيصل المقداد وسفير آل الأسد في الجامعة العربية يوسف أحمد...!!

 

وبالرغم من الخبث المتأصل في وليد المعلم والذي ازداد مكراً خلال عمله سفيراً سنوات طوالاً للنظام لدى الشيطان الأكبر –بالمصطلح الصفوي السائد عند سادة الهلال الرافضي في قم-، بالرغم من الخبث الأصيل  والمكتسب فإن المعلم خانه ذكاؤه ففضح نفسه لأنه كان يختار الصحافيين الذين يوجهون الأسئلة إليه وكان يناديهم بأسمائهم الأولى!!

 

علماً بأن الجميع يمثلون وسائل إعلامية من جوقة المطبلين للنظام في الداخل والخارج، باستثناء مراسل قناة العربية الذي كان من سكان الصف الأول بل إنه الشخص الذي "حظي" بـ"شرف"توجيه السؤال الافتتاحي للوزير!!وكل هذا يستحق التأمل لأن الصورة عصية على الفهم، فالعربية تنال شتائم أبواق النظام ليل نهار بالدرجة التي تنالها قناة الجزيرة أو أقل قليلاً، فكيف يتم منع الجزيرة من أي حضور في سوريا ويتاح للعربية الاستمرار في النشاط كل هذه الشهور الدموية، ثم المشاركة في مؤتمر لوزير الخارجية لم يحضره سوى"أهل البيت" من الطبول المنافقة؟

 

ولذلك لم يكن في المؤتمر أي سؤال يستحق هذا الاسم، فالصحافيون يتنافسون في الخطابة دفاعاً عن النظام وأكاذيبه المزرية وفي هجاء خصومه العرب والسوريين، وكان يمكن الحصول على إخراج أفضل لو كانت الأسئلة أسئلة ولو بطريقة أنصاف الحقائق بثياب اعتراض على الرواية الرسمية الساقطة ليتمكن الوزير من الالتفاف عليها.

 

المعلم –مثلاً-يصر على أن سوريا لن تشهد حرباً أهلية، وراح يشتم وزيرة الخارجية الأمريكية ووزير خارجية تركيا اللذين اتهمهما بالسعي إلى إشعال فتنة طائفية في سوريا، مستغلاً تصريحات قام بتحريفها عن سياقها.ولو كان في المؤتمر/المسرحية صحافي واحد لوجب عليه تذكير المعلم بأن أول طرف خارجي عمد إلى التهويل من حرب طائفية في سوريا هو حليفهم وراعيهم الروسي!!وعارضه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قبل أن تعاكس كلينتون الناطق باسمها فتنضم إلى الفزاعة الروسية!!

 

أما أول من تحدث عن الفتنة  الطائفية  في المطلق فهو النظام السوري على أعلى مستويات السلطة وفي وقت مبكر جداً من ثورة الشعب السوري، فالجميع يذكرون حديث بثينة شعبان عن الفتنة الطائفية في الأيام الأولى للثورة السلمية في درعا ثم تلاها رأس النظام بعد أيام ليكرر الفرية الكبرى في ما يسمى مجلس الشعب !!

 

وليت النظام اكتفى بالكلام عن الطائفية وإنما حاول تأجيجها بأقصى طاقاته وبكل السبل الممكنة، الأمر الذي يذهل الفكر، فلولا الله تعالى لما استطاع الشعب السوري الصبور أن يضبط أعصابه حتى الآن أمام الممارسات الطائفية الاستفزازية الرهيبة من قصف المآذن وتدنيس المساجد وإهانة الخطباء والدعاة والتطاول على  مقدسات الإسلام وإجبار الضحايا على تأليه الطاغية فضلاً عن تسليط الشبيحة من لون طائفي محدد على القرى السنية تحديداً..

 

=الجامعة تستحق الشتم لأنها تركت للنظام فرصة ذهبية لذلك بسبب رعبها منه وذلها له.
=المعلم غير مستعجل ولذلك يبدي دهشته من تسرع العرب وحرصهم على تضييق المهل الزمنية؟