أنت هنا

8 محرم 1433
المسلم/ الرياض

أكد إمام المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس، أن إدراك الأمن في مجالات الحياة كلها لا يتوفر إلا حينما يتحقق الإيمان الخالص الذي يقود إلى الحذر من الموبقات والفحشاء والمنكرات.

 

وقال فضيلته "إن الأمة في أحوج ما تكون إلى معرفة المبادئ التي يتحقق بها الأمن من المخاوف والأمان من الشرور والمخاطر، مؤكدا أن هذه المبادئ لا تكون إلا بأن تعيش الأمة حلاوة الإيمان الصادق الذي يصدقه العمل بشريعة الرحمن والوقوف عند حدود القرآن والتقيد بهدي النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.

 

وبين آل الشيخ أنه في العام المنصرم عانت الأمة من محن وفتن وقاست مصاعب ولا تزال مصابة في كثير من أبنائها وبلدانها ، وأنه لا مخرج من هذه المصاعب التي تتلاحق بالأمة ولا مخلص من هذا العناء والشقاء السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلا بتوبة صادقة إلى الله ورجعة جادة إلى مبادئ الإسلام وقيمه وثوابته.

 

وقال فضيلته" يوم تقف الأمة بصدق وإخلاص محكمة شرع ربها مهدية بهدي رسولها صلى الله عليه وسلم، فلن تجد إلى الشقاء سبيل ولا إلى الضعف والهوان طريقه وفي الحديث الصحيح "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي" فمن أقام حياته على المنهج الإسلامي والتزم بالشرع الإلهي واعتصم بالهدي النبوي فهو محروس بإذن الله من المخاطر معصوم من الفتن والشرور".

 

وأكد فضيلته أن انصرام الأعوام لعبرة وأن في تجدد الأزمان لمدكر فالسعيد من اغتنم مواسم هذه الدنيا وتقرب فيها بطاعة المولى فالحياة الحقيقية هي ما صرفت في ذكرى الله جل وعلا وفي طاعته والتقرب إليه فالغاية الكبرى من خلق هذه الدنيا تحقيق العبودية لله جل وعلا وإخلاص الطاعة له سبحانه وتعالى فعلى المسلم أن يكون محقق هذه الغاية العظمى وهذا الهدف الأسمى .

 

وحذر فضيلته الغافلين والمعرضين عن طاعة الرحمن بأن لهم الويل والحسرة والخسران قال الله تعالى ( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) .

 

وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أنه من السعادة أن يطول عمر المسلم وهو إلى طاعة ربه مسارع والى التقوى مبادر فقال الرسول عليه الصلاة والسلام ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ  أَوْ قَالَ أَجَلُهُ ، وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلا خَيْرًا ) فعلى المؤمن أن يغتنم حياته قبل موته وشبابه قبل هرمه وصحته قبل مرضه وفراغه قبل شغله فإن الفلاح الذي هو الظفر بالمطلوب والهرب من المرهوب إنما يكون لأهل الإيمان والتقوى.