أنت هنا

15 محرم 1433
المسلم ـ خاص

حيا الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر الأمين العام لرابطة علماء المسلمين صمود الشعب السوري في وجه آلة النظام السوري القمعية، ودعا جموع المسلمين إلى نصرة أهلنا في سوريا.
واعتبر د.العمر الذي كان يتحدث هاتفياً إلى حملة النصرة لإغاثة الشعب السوري في مطالبته بإسقاط النظام السوري ورئيسه التي انطلقت من العاصمة المصرية القاهرة أن "الشعب السوري قد تمالأ عليه من هم أخبث من اليهود والنصارى من الباطنية الذين قال عنهم ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية".

 

وسرد فضيلته في مداخلته ليلة الأحد جملة من الأدلة على حكمة الله سبحانه في تمحيص المؤمنين قبل انتصارهم، ومنها قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، وقوله سبحانه: {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}، وقوله عز وجل: { وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ}.
ولفت الشيخ العمر إلى تشابه بين قصة موسى عليه السلام في عاشوراء والربيع العربي الذي صار خريفاً للطغاة تتساقط فيه عروشهم واحداً تلو الآخر؛ فسقطت به أنظمة مصر وتونس وليبيا، واقتربت في سوريا واليمن.

 

واستعار فضيلته النصيحة ذاتها التي وجهها النبي موسى عليه السلام لقومه حين قال: {قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَْرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}؛ فالصبر وسلامة المنهاج والأخذ بالأسباب ووحدة الكلمة هي الأسباب الموصلة للنصر، يقول الله عز وجل: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

 

ووجه فضيلته كلمة إلى جموع المسلمين في سياق الحملة التي عدد من المؤسسات الخيرية بأن "يقف كل واحد منهم موقفاً مشرفاً حيال ما يحصل في سوريا، لاسيما ما يدبر لأهل حمص التي تواجه مجزرة وشيكة، بإعداد البرامج بكل ما نستطيع".
ودعا الأمين العام لرابطة علماء المسلمين إخوانه من العلماء والدعاة للاهتمام بما يحصل في سوريا، منوهاً إلى أن كلمات العلماء كما كان يذكر الثوار الليبيون "كان لها أثر كبير لدى الشعب الليبي".
وحذر فضيلته من المرجفين الذين يخذلون بما يلقونه من أراجيف بقصد إضعاف روح السوريين، مذكراً بقول الله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلا}.

 

واستنكر الشيخ ناصر العمر موقف كثير من المسلمين من مجازر سوريا، قائلاً: "ألا تقرؤون كتاب الله"؟!، ودعا المسلمين إلى الدعاء والقنوت، مثلما يحصل في مساجد المملكة السعودية، وإلى النظر فيما يقدمونه في هذا الصدد.
وساق البشارة الإلهية في ختام كلمته والتي استمدها من قصة نجاة موسى وقومه من فرعون وجنوده في عاشوراء، وثقته بنصر الله في أصعب الظروف بقوله لقومه والمتشككين بالنصر: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:62]