كيف ترى "إسرائيل" انتخابات مصر؟
22 محرم 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

 ما بين تخوف تارة وحذر تارة أخرى، ترقب "إسرائيل" بقلق أول انتخابات برلمانية تجري في مصر بعد الإطاحة بصديقها الحميم "حسني مبارك" والتي يحقق فيها الإسلاميون خاصة حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين تقدما كبيرا مطيحا بالقوى العلمانية التي تحاول أن تجد لها موطأ قدم على الساحة بعد الثورة.

 

ماذا سيحصل في أعقاب الانتخابات في مصر؟.. تساؤل طرحته صحيفة يديعوت إحرونوت العبرية وأخذت تستطلع آراء المجتمع الصهيوني خاصة فيما يتعلق بمستقبل اتفاقية السلام مع مصر، مشيرة إلى أن قلة صغيرة فقط تعتقد بأنه مع صعود القوى الإسلامية إلى الحكم سيبقى اتفاق السلام مع "إسرائيل" كما هو، بينما قال الأغلبية ممن استطلعت آراؤهم إن الاتفاق لن يلغى رسميا ولكن العلاقات ستتدهور، فيما ذهب آخرون إلى أن الاتفاق سيلغى رسميا وإما أن ينشأ وضع "اللا سلام واللا حرب"، أو تندلع حربا بالفعل مع الكيان الصهيوني.

 

لكن صحيفة "هآارتس" اعتبرت أن أي محاولة تدخل من جانب "إسرائيل" في الشئون المصرية في تلك المرحلة الانتقالية ستكون ضارة، وستحمل "إسرائيل" ما لا تطيق في هذا الوقت، ونقلت عن الكاتب "الإسرائيلي" "أنشيل فيفر" قوله "أى محاولة "إسرائيلية" للتدخل فى الأحداث ستضر أكثر مما تنفع"، مضيفا: "فقط علينا المراقبة من بعيد وفهم ما يحدث"، مؤكدا عدم خوفه من فوز الإسلاميين الذي اعتبره أمرا طبيعيا بعد عقود طويلة من الظلم على يد النظام السابق.

 

وذهب مركز "حاييم هيرتسوغ" لبحوث الشرق الأوسط والدبلوماسية بجامعة "بن جورين" إلى أن حزب الحرية والعدالة تحديدا سيكون مطالبا بخطط عملية لإنعاش الوضع الاقتصادي والمالي الخطير، لحل مشاكل البطالة والأوضاع المعيشية الصعبة ،مشيرا إلى أن مواقف جماعة الإخوان تجاه "إسرائيل" معادية ولكن زعماءها واعون أيضا لحقيقة أن اتفاق السلام معها منسوج بشبكة من المصالح الأمنية، الاقتصادية والسياسية التي تخدم مصر.

 

وخلص المركز الصهيوني إلى أن ما حققه "الإخوان المسلمين" في الانتخابات حتى الآن يدل على التغيير الدراماتيكي الجاري في مصر، ولكن ليس فيها ما يدل على أن تنتهي إلى "جمهورية إسلامية متطرفة" تغير من سياستها الخارجية والأمنية، بحد زعمه.

 

في المقابل هناك بعض الكتاب "الإسرائيليين" الذين اعتبروا الانتخابات الجارية في مصر وما ستؤول إليه من فوز ساحق للإسلاميين "مقدمة لإمكانية توالد وبناء نظام ديمقراطي حقيقي" وهو ما يخيف "إسرائيل" بالطبع، التي اعتادت التعامل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع أنظمة استبدادية لا دور للناس ولا رأي للشارع فيها.

 

وهناك من رأى في تلك التحولات عودة لـ"فوبيا الإسلام والإرهاب"، وما تسمية مراكز القرار الأمني والسياسي "الإسرائيلي" بـ"البعبع الإسلامي"، وهو ما حدا بأحد الكتاب المتطرفين للزعم بأن "الإسلام المتطرف والعاصفة الإسلامية هي التي تسود الآن" وليس ربيعا عربيا.

 

وبحسب محللين "إسرائيليين" فإن القلق من التحولات الجارية في مصر يرجع لدورها التاريخي في العالم العربي، ولثقلها وتأثيرها، فضلاً عن الخوف من إمكانية تداعي معاهدة كامب ديفيد الموقعة عام 1979، حيث يخشون من نظام إسلامي يصر على مواجهة السلطة السابقة وحليفتيها الولايات المتحدة و"إسرائيل"، ويعمل على إلغاء معاهدة كامب ديفيد، وهو أمر سيجلب بحد وصفهم "الكوارث على "إسرائيل" وهو ما جعلهم يحذرون من زيادة نفوذ ما وصفوه بالمنظمات الأصولية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط.