11 جمادى الثانية 1433

السؤال

أنا مغربية أعيش في إيطاليا، زوجي ألباني، حسن الخلق، ملتزم بحبل الله، أبواه يعيشان معنا، هما يؤمنان بالله؛ لكن لا يؤمنان بما جاء به الإسلام من صلاة، الصوم، الحجاب... إلخ! في غرفة الجلوس كل يوم أغاني وأفلام ساقطة، مما يجعلني أجلس طوال اليوم في غرفتي، ويحتفلون برأس السنة، يأتون بتلك الأضواء.. إلخ، تكلمت مع زوجي لكي لا يقومان بفعل تلك الأشياء في بيت مسلم.. أنا خائفة أن يؤثر هذا في تربية الأولاد، زوجي يقول إنهما لن يفهما ما أطلبه منهما، ولنتركهما يعيشان!! ماذا يجب أن أفعل؟ أنا لست راضية عن هذه البيئة.. جزاكم الله خيراً.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخت الكريمة
يمكننا أن نضع شكواك في نقطتين أساسيتين هما:
- خوفك على دينك بسبب خلطتك مع والدي زوجك
- عدم تفهم زوجك للقضية كما ينبغي
ونستطيع أن نصف لك بعض النقاط المهمة لتعينك على مواجهة المشكلة:
أولا: يجب أن تضعي لنفسك هدفا مرحليا وهدفا عاما لحل مشكلتك، فأما الهدف العام فهو تحسين البيئة التي تعيشين بها إلى بيئة إسلامية إيمانية يتربى فيها أولادك وتعيشين بها في أمان وبالتالي فلتجمعي لذلك كل ما يمكن أن يعينك فيه لأدائه ولتضعينه نصب عينيك في كل ما يمر بك،، وأما الهدف المرحلي فهو محاولة إصلاح المفاهيم عند والدي زوجك ومن ثم التدرج في الإصلاح وبالتالي تحاولين الاستفادة من البيئة من حولك في تفهيمهم وتعديل سلوكهم
ثانيا: يجب أن تتحدثي بكل وضوح مع زوجك في القضية، لكن مع ملاحظة أهمية والديه بالنسبة له، فيجب أن يكون الحوار رفيقا وتبدين له حرصك عليهما، لكن حرصك على دينك أكثر، يمكنكما أن تخرجا بحلول هادئة ومتدرجة
ثالثا: يمكنك الاستعانة ببعض القريبين من زوجك والمؤثرين فيه لمناقشة الموقف بشرط ألا يثيره ذلك ويغضبه، ويمكن أن يكون هذا الشخص ذا قيمة علمية أو دينية مؤثرة.
رابعا: تحببك وحسن معاملتك لوالديه سيجعلهما يحبانك ويقبلان منك التوجيه والتعليم، ولتعتبري ذلك دعوة إلى الله سبحانه ولك الثواب والأجر الكبيرين، ويجب أن يكون صدرك واسعا وأن تصبري في دعوتهما، وألا تتعجلي فتغيير المفاهيم يحتاج وقتا طويلا ويكون متدرجا، فلتحدثيهم حول ما يفهمونه من الإيمان بالله سبحانه، ثم لتسمعيهم بعض النصائح المناسبة لهما وهكذا.
خامسا: لو شعرت بفشلك في الإصلاح، وكان أثر سلوكهم سلبيا عليك من جهة دينك وعلى دين أولادك فلك الحق عندئذ على وقوف موقف حاسم مع الزوج للانفصال عنهم خوفا على دينك، وليكن هذا ايضا بهدوء وبإقناع للزوج.
سادسا: عليك الاستعانة بالله سبحانه في ذلك وكثرة الدعاء والرجاء له سبحانه أن يصلحهم أو يفصل بينك وبينهم.