أنت هنا

15 صفر 1433
المسلم/صحف/العربية نت

 روى قناص كان تابعا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ثم انشق عليه,  كيف كان يرى المتظاهرين يسقطون قتلى في الشوارع على أيدي زملائه.

 

وقال محمد إسماعيل (23 عاماً) : إنه كان يتمركز على أسطح المباني في مدينة حماة، مهدداً سكان المدينة مع بندقيته الصينية الصنع.

 

وكان يراقب الجميع من أعلى المباني، فيشاهد من خلال بندقيته المزودة بعدسة تلسكوبية كيف يركض الرجال والنساء والأطفال في ذعر بعد أن يسمعوا أزيز طلقاته. كانوا يتركون لافتاتتهم المعادية للنظام ويهرعون ليختبئوا في المباني والأزقة المجاورة.

 

وأضاف: : إنه يتلقى الأوامر مراراً وتكراراً من الضباط الذين يطلبون منه إطلاق النار على المتظاهرين. كان يتفرج فيما كانت الشرطة السرية تعتقل المتظاهرين وتضرب الناس بوحشية في الشوارع تحت قيادته.

 

ويقول انه استمع إلى حفنة من رفاقه، انصار النظام ، يتفاخرون ببراعتهم في إصابة أهدافهم بشكل دقيق، ويسجلون احصاءات القتلى من المتظاهرين الذين، كانوا يعتقدون، أنهم عملاء يتلقون مبلغ 100 دولار في اليوم من قبل "إسرائيل" وغيرها من أعداء سوريا.

 

وتابع في حديث إلى صحيفة الـ “تليغراف”،: “في البداية صدّقنا الضباط عندما قالوا اننا نقاتل ضد أعداء سوريا. لم يسمحوا لنا بمشاهدة التلفزيون وأخذوا هواتفنا النقالة بعيداً، لذلك لم نكن نفهم ما كان يحدث في بلدنا”.

 

وزاد “كنا نشعر بالحماس. أردنا أن نقوم بواجبنا ونقاتل الارهابيين. لكن البعض منا سرعان ما أدركوا أن الحشود كانت مجرد مجموعة من الناس العاديين، وهم يهتفون للحرية”.

 

وأوضح أنه لم يكن يتجرأ على رفض أوامر الضباط بإطلاق النار، فكان يعلم أنه إذا فعل ذلك يمكن أن يُقتل. بدلاً من ذلك، كما يقول، كان يحرص دائما على إخطاء الأهداف المرسومة له: يصوب أعلى من الهدف بقليل، ويصلي بصمت ألا تصيب الرصاصة أحداً، وبعد ذلك يضغط على الزناد. ويدعي اسماعيل انه لم ير أحداً من المتظاهرين يسقط برصاصه.

 

وأشار إسماعيل إلى أنه قرر الفرار عندما قرر الضباط إعادة نشر وحدته بالقرب من الحدود اللبنانية, لكن عندما كان يحاول الهرب، أصيب برصاصة في كتفه، ويعتقد بشدة أن الضابط المسؤول عنه هو الذي أطلق عليه النار. كان اسماعيل ينزف بغزارة الى أن تمكن بعض اللاجئين من سحبه إلى بر الأمان.

 

ويؤكد يعتقد اسماعيل انه “في حال توفر الدعم المناسب، سينشق آلاف الجنود عن الجيش السوري، وسيقتلون الجنرالات المتشددين الذين ما زالوا يؤيدون الرئيس بشار الأسد.

من جهة أخرى, اعتبر المعارض السوري محيي الدين اللاذقاني في تعليقه على تقرير لجنة المراقبين العرب في سوريا "أن هذا ما كان يريده النظام السوري.

 

وقال إن "النظام السوري كان يريد من الدابي أن يقول إن هناك أسلحة وعنف من الطرفين، وبالتالي النظام السوري يسحب بعض مسؤولياته عن القتل الحاصل في الشوارع".

 

وأشار اللاذقاني إلى أن الدابي مدد عمل البعثة بتصريحاته الصحافية قبل أن يصل تقريره إلى الجامعة العربية ومكتب الأمين العام.

 

وأضاف اللاذقاني أن "الأمين العام للجامعة نبيل العربي كان منذ اسبوع يسعى الى تأجيل مناقشته للتقرير حتى 19 من الشهر الجاري، وكأن الشارع السوري بحاجة للمزيد من الدماء".

 

ووصف الجامعة العربية بأنها شريك أساسي في القتل قائلاً: "أي تمديد لمهلة الجامعة العربية دون الاستعانة بالأمم المتحدة، ودون الاستعانة بمن يستطيع تنفيذ هذا القرار فهو مشارك في الدم السوري".

 

واعتبر أن نبيل العربي ليس أكثر من سكرتير إداري لوزراء الخارجية العرب، و"كان عليه أن يطلب دعوة عاجلة للمجلس الوزاري حتى يتخذ مثل هذه القرارات".

 

وأضاف: "أما أن يجعل من نفسه وصياً على الشعب السوري والقتلى يتزايدون يومياً ويسقطون بالعشرات، فهذه مسألة مرفوضة تماماً، وغير مقبولة، ويجب ألا يتم السماح بها لا شعبياً ولا سياسياً لا في سوريا ولا في أي مكان بالعالم".