الجيش السوري الحر.. ماذا بعد كسر بشار بالزبداني؟
25 صفر 1433
تقرير إخباري ـ إيمان الشرقاوي

بشكل لم يكن يتوقعه الكثير من السوريين الذي يذوقون الويلات منذ 10 أشهر على يد النظام القمعي للرئيس بشار استطاع الجيش السوري الحر الذي يضم الآلاف من المنشقين عن الجيش النظامي أن يفرض حمايته على بلدة سورية بل ويوقف الحملة العسكرية الذي شنها جيش بشار عليها من خلال إجباره على الدخول في مفاوضات والتوصل لهدنة لوقف حملته وسط تساؤلات عما إذا كانت دمشق ستفي بالاتفاق أم لا ومدى قدرة الجيش السوري على تكرار هذا السيناريو في بلدات ومدن أخرى.

 

فبعد حملة عسكرية ضخمة استمرت عدة أيام انسحب الجيش السوري من بلدة الزبداني بريف دمشق قرب الحدود اللبنانية ، بموجب اتفاق هدنة مع عناصر الجيش السوري الحر الذي أعلن أن المعارك الذي استمرت 5 أيام أسفرت عن تدمير دبابات ومدرعات وقتل أكثر من 100 شبيح والسيطرة على أسلحة خفيفة ومتوسطة وذخيرة.

 

وبحسب ماهر إسماعيل وهو متحدث باسم الجيش السوري الحر فإن النظام وافق على الهدنة لأنه يعلم أنه بسبب الأراضي الجبلية التي تتسم بها الزبداني فإن قواته إذا خاضت قتالا فستمنى بخسائر فادحة أكثر من المقاومين رغم الفرق في الأسلحة، لكنه توقع أن يقوم رجال بشار بالتخطيط لاستراتيجية جديدة للهجوم والضغط من أجل تسليم المقاومين لأسلحتهم، خاصة مع وجود دبابات للجيش السوري على أطراف البلدة التي يقطنها 40 ألف نسمة.

 

وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين زعماء البلدة ونائب وزير الدفاع اصف شوكت زوج شقيقة الأسد، فإن قوات الجيش السوري الحر تنسحب من الشوارع وتنسحب قوات بشار قوات التي تهيمن عليها الفرقة الرابعة المدرعة التي يقودها ماهر شقيق الأسد.

 

 

وكان مقاتلون في الزبداني قد توعدوا قبل سريان الاتفاق بمقاتلة الجيش من شارع إلى شارع إذا اقتحم البلدة ، وذلك بعد أن قصفها الجيش بالأسلحة والمدفعية الثقيلة ، مع قطع الكهرباء والاتصالات مما تسبب في نزوح العديد من العائلات إلى مناطق عدة بعد سقوط العديد من الجرحى في القصف.

 

وتشهد الزبداني السنية  باعتبارها واحدة من البلدات التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر تصاعدا في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام ولكن بعدد قليل من القتلى خلافا لمدن أخرى حيث إنها تعتبر منطقة محررة تقع تحت حماية الجيش السوري الحر وهو ما يدل أيضا على فقدان السيطرة الأمنية من جانب النظام على بعض المناطق مثل الزبداني.
وتحولت الزبداني التي كانت منتجعا سياحيا إلى مركز للانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري، كما أنها سببا في تزايد عدد الجنود المنشقين عن الجيش النظامي بعد الممارسات الأخيرة للنظام الذي اجتاح البلدة ب50 دبابة وهدم الكثير من المنازل وأصاب 40 شخصا، فيما وصف بأنه الهجوم الأكبر الذي يشنه بشار منذ وصول بعثة المراقبين العرب الذي لم يأبه بها الطاغية واستمر في جرائمه الوحشية.

 

ووصل حتى الآن عدد قوات الجيش السوري الحر إلى أكثر من 50 ألف عنصر وأكثر من 200 ضابط من قوات الجيش والشرطة، بحسب العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري الحر ، مؤكدا أن الجيش سيواصل عملياته حتى الإطاحة بالنظام وتحرير المدن السورية بأكملها.

 

وبعد الانكسار الذي لاقاه جيش بشار في الزبداني، هل ينقض اتفاق الهدنة ويعاود الكرة في هجوم عنيف على البلدة بالنظر إلى تاريخ حاكم دمشق ووالده في نقض العهود والاتفاقيات في لبنان وحتى في سوريا نفسها؟ ..وبالنسبة للجيش السوري الحر هل يعاود الكرة بدوره ويكسر شوكة الجيش النظامي ولكن في بلدات ومدن سورية أخرى خاصة مع تزايد عدد المنشقين وتعاظم قوته .. فيأيها الجيش الحر ماذا بعد الزبداني؟