فيلم V for Vandetta يقود مخطط حرق مصر يوم 25 يناير
27 صفر 1433
جمال عرفة

تجري حاليا حملة موسعة من قبل بعض الفوضويين من المنتمين لفكرة (الأناركية) الفوضوية التي سبق أن حذرنا منها.. من الذين يدعون لهدم المؤسسات وكسر الجيش.. للترويج لفكرة لبس قناع لرجل ضاحك يشبه البلياتشو مقتبسة من فيلم أمريكي يروج لفكرة الثأر، وذلك يوم 25 يناير المقبل في ميدان التحرير.

 

القناع – الذي يباع علي الانترنت وفي بعض المحال – يسمي قناع "فانديتا Vendetta"، وهو قناع أشتهر منذ عام 2006 عندما تم عرض فيلم (في فور فانديتا) (V for Vendetta) وهو فيلم خيال علمي أمريكي تدور أحداثه في لندن في المستقبل القريب، وهو يقوم علي نفس فكرة (الأناركية) الفوضوية التي تدعو للثورة الدائمة والثأر من خلال شخصية (في) وهو شخص غامض مقنع - علي طريقة أفلام زورو - يسعى إلى تغيير الواقع السياسي في الدولة ولكن بطريقة الثأر والانقلاب علي النظام الموجود.

 

ويستمد الفيلم رمزيته من أحداث حقيقية لمحاولة الانقلاب على الملك جيمس الأول بواسطة مجموعة من المتمردين يرتدون هذا القناع، ولكن الذين يقتبسون الفكرة ينسون أن النظام الذي يتشكل حاليا ويرغبون في الانقلاب عليه جاء نتيجة انتخابات حرة واختيار الشعب، ولكن لأن الاناركيون يعتبرون أنفسهم "الطليعة" ويجب أن يكونوا هم من يقود مرحلة الثورة، فهم يثورون علي الواقع الذي يأتي بغيرهم، بالفوضى والتخريب بدعاوي المقاومة والثأر والتغيير!.

 

ولو دققتم النظر في الصور التي توزع لهذا القناع ستجدون عليه شعار (الاناركية) الشهير وهو مثلث ودائرة باللون الأحمر ولكن بالمقلوب!
فكلمة "أناركي" (Anarchy) استخدمت كثيرا في الثقافة الغربية بمعنى المخربين والفوضويين، وبعض المراجع تصفها بأنها: "أي فعل يستخدم وسائل عنيفة لتخريب تنظيم المجتمعات"، والملفت أن شعارات الأناركية توجد في الرموز الماسونية بمعنى: "افعل ما يحلو لك.. وهي عقيدة الشيطان حيث الحرية الكاملة وانتفاء الديانات والشرائع والحدود"!.

 

وقد أكد بعض المنتمين لهذا الفكر الأناركي أنهم سيخرجون بالفعل في 25 يناير مرتدين قناع فانديتا، وقال نشطاء آخرون أنهم سيخرجون مرتدين أقنعة بعضها لصور شهداء الثورة.

 

والمخاوف نابعة ليست فقط من الترويج لهذا القناع الذي يرمز للفكر الأناركي الفوضوي ولكن أيضا من إحتمال لبس بعض البلطجية أو (الطرف الثالث) لهذه الأقنعة وبالتالي صعوبة التمييز بين الثوار والبلطجية في الميدان لو حدث ما يهدد الميدان مثل هجوم بعض هؤلاء الفوضويين علي قوات الأمن والجيش وبعض المنشآت وصعوبة كشف شخصية من يرتكب أعمال عنف إجرامية لأنه يخفي وجهه بهذا القناع ويصعب معرفة شخصيته حتي لو صورته الكاميرات بعكس ما جري في أحداث سابقة وجري التوصل لبعض مرتكبيها ومحاكمتهم بموجب الصور الملتقطة لوجوههم ولقطات الفيديو.

 

وبرغم ذلك انتشرت صفحات بيع هذا القناع على الفيس بوك بأسعار مختلفة تبدأ من 50 جنيها حتى 100 جنيه للقناع الواحد، كما انتشرت علي فيس بوك وتويتر صور قناع فانديتا، كما انتشرت الصفحات التي تروج لبيعه بأرخص الأسعار بعد استيراده بكميات كبيرة من الخارج كما يدعي أصحابها، وبعض تجار أقنعة رأس السنة بدؤوا أيضا في تصنيعه كنوع من التجارة، وأصبح هذا القناع الضاحك أحدث وسيلة للتجارة بمناسبة ذكري ثورة 25 يناير المقبل مثلما كانت تباع شعارات الثورة والأعلام خلال فترة الثورة.

 

وهناك العديد من التساؤلات حاليا علي المواقع المختلفة تسأل: "منين أجيب ماسك فانديتا؟"، وقيل أنه يباع في بعض محطات البنزين وأيضا في محال بعينها يعرفها الشباب في أحد المولات الشهيرة بمدينة نصر في سرية تامة، وهو ما كان يحدث من قبل عندما كانت نفس هذه المحال تقريبا تبيع ملابس سوداء للشباب أنصار فكرة "عبدة الشيطان" الذين ألقي القبض عليهم لاحقا وتبين تقليدهم لهذا الفكر السوداوي القادم من الغرب!.

 

قصة قناع "فانديتا"

V for Vendetta هو فيلم خيال علمي أمريكي من إنتاج 2006 مقتبس عن قصة مصورة صدرت بنفس الاسم من تأليف آلان مور، وتدور أحداثه حول (في) الشخص الغامض المقنع الذي يسعى إلى تغيير الواقع السياسي في الدولة وفي الوقت نفسه يسعى للثأر، ومجموعة من المتمردين أشهرهم جاي فوكس والذي يرتدي بطل الفيلم قناعه في أحداث الفيلم.

 

جاءت الدعوة لارتداء قناع "جاي فوكس- فانديتا" بعدما تحول إلى شعار للتظاهرات الشبابية التي اجتاحت عدة مدن في أنحاء العالم، واكتسب القناع شهرة أكبر بعد ظهور مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانغ في مظاهرة بلندن مرتدياً القناع ليدافع عن حق الناشطين والمتظاهرين في الحفاظ على سرية هوياتهم في الحياة الحقيقية بارتداء الأقنعة.

 

"جاي فوكس" يسعي في الفيلم – بحسب قصة الفيلم عام 1606 لتفجير مبنى البرلمان الانجليزي بالتعاون مع مجموعة من الثوار، لكن السلطات اكتشفت مخططه قبلها بساعات وقبضت عليه وتم تعذيبه وإعدامه، وقد ألهمت شخصية فوكس المخرجين لتأليف فيلم "V for Vendetta"، وهو الفيلم الذي روج لقناع فوكس بشكله الحالي.

 

وقد أصبح الفيلم مصدر إلهام للكثير من الحركات الاحتجاجية حول العالم، ومنها ثورات تونس ومصر، كما اتخذه المتظاهرون شعاراً لهم في الاحتجاجات والاعتصامات التي اجتاحت مدن وعواصم غربية كثيرة وأخرها حركة "أحتلوا وول ستريت".

 

ما هي علاقة الأناركية بقناع فانديتا؟

من شاهد فيلم V For Vendetta سيفهم فكر الأناركيين جيدا فالفيلم الذي قام بكتابة السيناريو له " الأخوان واتشوسكى اليهوديان " كاتبا ومخرجا سلسلة أفلام الماتريكس الشهيرة التى تتحدث عن مملكة بني صهيون والمخابرات الأمريكية المركزية، بحسب موقع "ثورات وحقائق سرية"؟

 

إذ ان فيلم V for Vandetta هو تمثيل للأناركية حيث البطل الفوضوي (الأناركي) الذي يقوم بإحداث ثورة أو فوضي في المجتمع من خلف قناع مبتسم ويتم تصوير الحرق والعنف والخروج على الشرعية والقوانين في الفيلم على أنه بطولة!.

 

في الفيلم كان هناك مشهد بسقوط قطع الدومينو كلها بمجرد سقوط قطعة واحدة ولكن تبقى قطعة دومينو في النهاية لم تسقط بعد سقوط جميع القطع الأخرى وأخذها البطل في الفيلم وتأملها كثيراً والبعض أعتبر هذا إشارة لسقوط كل الدول ما عدا دولة واحدة في النهاية ستبقى بحسب رؤية الفيلم – هي الدولة الصهيونية - وهو ما يتوافق مع بروتوكولات صهيون!.

 

والغريب أن هذا الشعار أخذه بعض ثوار مصر دون دراية بمعناه أو خلفياته، وفي يوليو 2010 اختار مسئولي صفحة "كلنا خالد سعيد " شعار فيلم "V for Vendetta " لتعبئة المعجبين بالصفحة تحت شعار (استعنا علي الشقا بالله!) ضمن عمليات تحريض الجمهور الدعوة للتظاهر

 

مخطط إسقاط مصر

ويقوم مخطط إسقاط مصر الذي يروج له بعض هؤلاء الاناركيين يوم 25 يناير – ولن يمكنهم الشعب المصري من هذا - علي ارتداء جماعات الأناركيين هذا القناع الخاص بـ"بانديتا" خصوصا في حالات الاشخاص الذين يمكن أن يقوموا – كما حذرت صفحة "أدمن المجلس الأعلي للقوات المسلحة "- بمهاجمة مؤسسات في الدولة وقيادات وربما السعي لإحراق أليات عسكرية ضمن فكرة الفوضي التي يدعون لها.

 

أيضا هناك توقعات نشرت علي الانترنت تزعم قيام جماعات بالتشبه بالإسلاميين ولبس نقاب ويربوا اللحى ويقوموا بمهاجمة مؤسسات حكومية وربما دور عبادة لافتعال فتن طائفية، بجانب قيام مجموعات منهم- من جماعة الانونيمس الذين يأخذون نفس شعارات بانديتا والأناركية – بعمليات قرصنة (هاكرز) علي مواقع حكومية وإغلاق صفحات ومواقع وطنية، وأخيرا قيام عملاء من خارج الثوار باستغلال هذه الفوضي المقصودة في أعمال قنص وقتل وافتعال الصدام المسلح مع القوات المسلحة لنبدأ سيناريو جديد مثل سوريا وليبيا واليمن.

 

إذ أن حركة الهاكرز العالمية أنونيمس تضع ماسك فيلم V for Vandetta كشعار لها أيضا وتحمل نفس معاني الثأر التي يروج لها الفيلم وشعارهم باللغة الانجليزية هو: (نحن أنونيمس، نحن الحشود، نحن لا نسامح، نحن لا ننسى.. انتظرونا)!.

 

وبعض هؤلاء الأن يدعمون الثورات والفوضى العالمية وقاموا بالقرصنة علي عدة مواقع حكومية وإسقاط الشبكات الدولية ضمن مسلسل الفوضي وأخره القرصنة علي حسابات البنوك والمواقع الحكومية لضرب السلطة وخلق فوضى عالمية.