سوريا واثقة بفيتو روسيا وطائراتها
1 ربيع الأول 1433
تقرير إخباري ـ نسيبة داود

عكست تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم التي أدلى بها يوم الثلاثاء ثقة النظام السوري بأنه في منأى عن أي محاسبة دولية على جرائمه بحق الشعب السوري، حيث أكد المعلم أن روسيا لن تقبل بأي تدخل أجنبي في سوريا.

 

وجاءت هذه التصريحات لتؤكد التقارير التي وردت في بعض الصحف عن بيع روسيا طائرات تدريب حربية إلى سوريا، وهي الصفقة التي أثارت قلقا لدى المعارضة السورية كما لدى الغرب الذي سلم الشعب السوري إلى قاتله.

 

المعلم وفي مؤتمر صحفي في دمشق قال بملئ فيه: "روسيا لا يمكن ان توافق على التدخل الخارجي بشؤون سوريا. هذا خط أحمر". وشدد كذلك على أن أحدا لا يستطيع أن يشكك بالعلاقة السورية الروسية "لأن لهذه العلاقة مقومات وجذور تاريخية وتخدم مصالح الجانبين".

 

وبدت تصريحات المعلم كنوع من الضغط تمارسه سوريا على حليفها الروسي الذي نفض يده أمس الاثنين من "المحاولات" الصورية لحل الأزمة في سوريا، حيث قال مسؤول كبير في الكرملين إن روسيا لا يمكنها فعل المزيد للرئيس بشار الأسد.

 

ونقلت وكالة إيتار تاس للأنباء عن ميخائيل مارجيلوف المشرع البارز والمبعوث الخاص للرئيس ديمتري ميدفيدف إلى إفريقيا قوله إن روسيا لم يعد في جعبتها شيء على الصعيد الدبلوماسي.

 

ونقلت الوكالة الحكومية عنه قوله "استخدامنا حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي كان آخر أداة للسماح للرئيس بشار الأسد بالحفاظ على الوضع القائم على الساحة الدولية".

 

وأضاف مارجيلوف وهو أيضا رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد وهو المجلس الأعلى بالبرلمان إن الفيتو "كان إشارة جادة للرئيس من روسيا... هذا الفيتو استنفد ما في جعبتنا من مثل هذه الموارد".

 

المبعوث رأى أنه ينبغي للأسد "أن يقرأ هذا الموقف بوضوح.. الإصلاحات وإنهاء العنف والانتخابات الحرة.. هذا هو ما ينبغي أن تفعله القيادة السورية فورا اليوم".

 

وبالطبع لم يطرح المبعوث فكرة رحيل الأسد على السلطة كحل للأزمة، رغم أنه المطلب الرئيسي لحركة الاحتجاج التي انطلقت في 15 مارس الماضي.

 

هذا الموقف الجديد/ القديم لروسيا بعد محاولاتها المستميتة إتاحة الفرص لذلك النظام لممارسة المزيد من القتل والقمع بحق شعبه، جاء بعدما طالبت الجامعة العربية بتنحي الأسد وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو الطلب الذي رفضته سوريا ولم تعلق روسيا عليه.

 

لكن ما تثيره حقا تصريحات المعلم، هو المدى الذي يمكن أن تصل إليه الجهود الروسية للمحافظة على بقاء الأسد في الحكم، خاصة بعد الكشف عن صفقة الطائرات العسكرية المخصصة لتدريب القوات الجوية.

 

هذه الصفقة تشمل، حسبما رشح من معلومات أوردتها صحيفة "كومرسانت" الروسية، على 36 طائرة تدريب عسكرية روسية من طراز ياك-130 . وستدخل الصفقة حيز التنفيذ حالما تقوم سوريا يتسديد دفعة أولى.

 

هذه المعلومات استندت الصحيفة إلى مصدر مقرب من الوكالة العامة الروسية لتصدير الأسلحة المعروفة باسم "روسوبورون-إكسبورت"، قال إن قيمة الصفقة بلغت حوالى 550 مليون دولار.

 

وكانت سفينة روسية وصلت إلى سوريا في 13 يناير محملة بـ 60 طنا من الأسلحة والتجهيزات العسكرية.

 

إذا الدعم الذي قدمته روسيا إلى سوريا لم يقتصر على غض الطرف عن دماء 5000 مدني، أو استخدام الفيتو ضد قرار حول سوريا، بل تخطى إلى إرسال مساعدات عسكرية لنظام الأسد ليستخدمها في سحق حركة الاحتجاجات ضده.

 

كل هذا الدعم الدبلوماسي والعسكري يحصل عليه الأسد من روسيا تحت مرأى ومسمع العالم، وفي ظل استمرار الزيارات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا التي لن يكون آخرها زيارة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان إلى موسكو التي بدأها أمس الاثنين والتي ستكون سوريا على "رأس" المسائل التي سيجرى مناقشتها.