21 ذو القعدة 1433

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا ادري من اين ابدا ولا ادي كيف اكتب وقلبي يخفق ودمعي يسيل حبيت بنت خالتي، من صغرنا، ثم انقطعت عنها وخلال زيارات امي واختي لخالتي اسمع عن البنت كل حسن وهذا ما جعلني انظر اليها كشريكة لي في الحياة، وخلال اليومين الماضيين سمعت انفجار دوى بقلبي واذني بخطوبيتها وهي موافقة على من تقدم لها، بكيت دما, وبعدها فكرت قليلا فقلت اذا فاتحت الموضع مع امي واختى وتعلم خالتي وتعلم البنت باني احبها واريدها زوجة لي وهي الآن مخطوبه الان لآخر وقد رغبت في الاخر (قلت ربما افسد سعادتها),وهذا مالا اتمناه الا الخير والسعادة لها. ففوضت أمري لله تعالى، الى الله اشكو حزني., صدقوني تعبت نفسيا احاول انساها ما قدرت لكن بلحظة اسمع شؤون زفافها من امي اخرج من منزلنا وانا ابكي ولا اريد خبرا بحبي يوصل للبنت وافسد حياتي للانني تفاجات بخطبتها وموعد زفافها. تعبت والله تعبت ولا اقدر انساهاانصحوني ابغى الرد بسرعه ايش اسوى بارك الله فيكم.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

تتمثل مشكلتك ايها السائل في كونك ارتبطت بابنة خالتك من الصغر، ولاتزال الذكريات التي في مخيلتك تاركة الأثر بالتعلق بها مع الصفات الحسنة التي يحكونها عنها، وأنها قد ارتبطت بغيرك وارتضت به وأنت في حيرة من أمرك لا تدري ماذا تفعل!
الأخ الكريم: كثير من الشباب يقعون في مثل تلك المواقف السلبية، ويكون ذلك نتيجة للاختلاط في البيوت أو في الأماكن المختلفة، مع عدم غض البصر من الطرفين، فيستغل الشيطان ذلك ويوقع التعلق، ولو أن الشاب والفتاة اتقيا الله ربهما وغضا أبصارهما ولم يختلطا لما حدث مثل ذلك ولما تجرأ الشيطان أن يوقعهما في تلك المشاعر الجياشة المؤذية.
الأخ السائل، هون عليك لوعتك وآلامك فالأمر أقل من ذلك كثيرا، إنما الحادثة التي ذكرتها تتكرر مرارا وتكرارا، وقد قضى الله أمرا، وقد تمت موافقة وليها على الزوج وموافقتها على الزوج ولايصح أن تتقدم إليها إذ لايصح أن يخطب المرء على خطبة أخيه، خصوصا وأنها قد وافقت وتقول أنها صارت سعيدة بذلك، وهم يقومون الآن بترتيبات الزفاف.
أعلم بما يمكن أن يعانيه الشباب في أمثال تلك الحالات، لكن يجب أن تكون واقعيا ومؤمنا في مواجهة المشكلة، فأما الواقعية فهي من جهة كونها قد ارتضت بزوج آخر غيرك، وارتضى وليها، فلايمكنك تغيير الأمر بحال، وأما الإيمانية، فلكونك يجب عليك ألا تصير بهذا المستوى من الضعف الذي بدا لنا في رسالتك، فالمؤمن مؤتنس بالله سبحانه، قلبه يمتلأ بعقيدته والإيمان به، ولايترك في قلبه فراغا لهذا القدر من الارتباط بأحد من الخلق فيفسد عليه عيشه.
إنها ثورة أيام أخي السائل وستنسى إن شاء الله، ودورة الأيام كفيلة بالنسيان، وستصير بالنسبة لك ذكريات مواقف وحسب، فلا تكثر الأسى فتقع في معصية الله بالتعلق بالصور.
استمر في طريقك وابحث عن زوجة مناسبة لك تتصف بالإيمان والخلق الحسن، ولعل الله أن يرزقك بمن أفضل من تلك التي تأسى عليها.
لاتترك نفسك وحيدا نهبا لتلك الأفكار، لكن أنصحك أن تشغل نفسك بالمنافع في دينك ودنياك وبصحبة الصالحين وبحضور مجالس العلم، وبالبقاء في المساجد لذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن.
واستغفر ربك من هذا التعلق السلبي، وادعه سبحانه أن يرزقك " الهدى والتقى والعفاف والغنى "، كما أوصيك أن تدعوه بدعاء ذهاب الكروب والأحزان في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال .