قصة سياسي للإيجار
23 جمادى الأول 1433
منذر الأسعد

مَنْ منا لا يعرف مشعان الجبوري، ذلك العراقي ضخم الجثة جهوري الصوت، سليط اللسان!!
إنه نموذج للسياسي المتلون كالحرباء المتقلب كالزئبق. جاء مع ساسة العراق الجدد من عملاء بريمر على متن الدبابة الأمريكية الغازية، فالتخلص من نظام صدام حسين –على ديكتاتورية هذا ورعونته- عند هؤلاء الخونة مسألة أساسية في حياتهم حتى لو كان الثمن تدمير العراق على أيدي المحتل الصليبي وشريكه الصفوي!! فالغاية-التسلط على رقاب العراقيين لحساب الغزاة- تبرر الوسيلة غير الشريفة لدى الأحرار في كل زمان ومكان!!

 

وعندما حانت ساعة "اقتسام الغنائم" دب الخلاف المرير بين اللصوص، فإذا برئيس حكومة الاحتلالين: الغربي والإيراني نور المالكي يلجأ إلى القضاء الذي أخضعه لسلطانه فيلاحق الجبوري بتهمة الفساد ونهب المال العام ورعاية الإرهاب!!

 

هرب الجبوري لأنه لا يملك أدوات المالكي طفل خامنئي المدلل، بينما مشعان سني ناصبي- بتعريفات أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي- وهذا يعني أنه هدف للتصفية في أقرب فرصة سانحة، مهما كان رصيده السابق في خدمة المشروع الصفوي.
فأهميته تنتهي بانتهاء الحاجة إليه كالجوارب المثقوبة أكرمكم الله.

 

كانت دمشق بشار ملاذ الجبوري الخائب، في زمن التنافر بين الأسد والمالكي وهو تنافر يديره خامنئي لحسابه، لأنه سيد الاثنين معاً، ولذلك يقرر لكل منهما الأدوار ويرسم له ما يقول وما يفعل.وهذه الخلفية غابت عن الجبوري الغائب عن الحقيقة مثله مثل سائر التائهين من المنتسبين إلى أهل السنة!!

 

الآن قرر الولي الفقيه ضرورة الخروج بعلاقات دمشق وبغداد من مرحلة التنازع المحدد بدقة، إلى التحالف العلني لمواجهة الثورة الشعبية السورية الجارفة والتي باتت تهدد المشروع الصفوي بكسر عموده الفقري في الشام.

 

وهنا لم يعد أمام الجبوري من مفر سوى التوبة عما فعله في حق وكيل خامنئي في عراق الاحتلالين، الأمر الذي أتاح له العودة مؤخراً إلى بغداد طائعاً ذليلاً، يدبج المدائح للمالكي بعد أن كان يتهمه بأنه عميل للأمريكيين وأنه صنيعة الصفويين لذبح العراق والعراقيين.

 

ولم يكن من اللائق بعد "استبصار" الجبوري و"انكشاف العمى عن بصيرته" ألا يعيد المالكي له منزله الذي سبق اغتصابه في فترة هروبه، لفائدة وزير الداخلية الأسبق جواد البولاني!!فنحن في العراق الجديد الذي يحكمه ائتلاف "دولة القانون"!!!

 

وكعادته، عاد مشعان مستديراً بزاوية قدرها 180 درجة، فهو لا يقبل سوى الانتقال من النقيض إلى النقيض، فلم يقف عند حد تناسي ماضيه القريب، وتحويل ألقاب الوطنية والخيانة بحسب تبديله موقعه وكذلك الذين يحبهم والذين يكرههم!!

 

إن أول هدية ثمينة جاء بها السياسي المتاجر بالمبادئ، هي دعوته الوقحة إلى سلخ كردستان العراق عن بلده الأم!! كل ذلك لإكمال ذبح العراق وتمزيق أهل السنة بين عرب وكرد، فالمالكي اليوم ساخط على حلفائه السابقين من الزعامات الكردية الشريكة في المشروع الأثيم منذ البداية، والسبب أن حسابات الأكراد اليوم اختلفت عن فترة 2003م وما تلاها، ولذلك يُظْهِرون الآن تقارباً مزعوماً مع العرب من أهل السنة.

*******

 

"نِعْمَ" الشاهد

سبحان مالك المُلْك الذي يخزي الظالمين الكذابين فيوقعهم في شر أعمالهم!!
وكالة الأنباء السورية الرسمية(سانا) لم تجد وسيلة للافتراء على دولة قطر، غير زعيمة اليمين العنصري المتطرف في فرنسا ماري لوبن، والتي يتبرأ الساسة اليمينيون الفرنسيون من مبالغتها في العنصرية إلى حد شديد الوقاحة، ، وبسبب حقدها الفج على العرب والمسلمين وبخاصة الذين يقيمون منهم في فرنسا!!

 

سانا تتباهى بخبر من باريس يقول –في يوم 23 /3/2012 م- عنوانه:

قطر ساعدت الجهاديين الأصوليين في ليبيا

وفي متن الخبر تضيف سانا:

.....وانتقدت لوبن أمس الدور القطري في دعم الأصولية الإسلامية والعمل على نشرها في الدول الاخرى وبينها فرنسا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن لوبن قولها في مقابلة إذاعية إن قطر ساعدت جهاديين في ليبيا وانها تستثمر بكثافة في الضواحي الفرنسية مع نوايا خفية تثير لدينا قلقا شديداً.
ولفتت لوبن إلى وجود تأثير شديد لدول أجنبية على رأسها قطر تريد نشر الأصولية الإسلامية وأجد من المثير للاستغراب للغاية علاقات الصداقة بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير قطر الذي سمح له باستثمار خمسين مليون يورو في الضواحي الفرنسية.

 

فالحمد لله الذي فضح حقيقة نظام بشار تاجر العروبة الكذاب الأشر، وألجأه إلى الجهر بكراهيته للمهاجرين العرب في فرنسا، إلى جوار ماري لوبن، ويشاركها الاستياء من استثمارات عربية تسعى إلى تحسين ظروف المعيشة لهؤلاء المساكين المُهَمّشين!!