28 جمادى الأول 1434

السؤال

مشكلتي هي عندي وسواس قهري، وأيضاً كلما نظرت لأحد نظرت وثبت عيني، فأراه يأخذ عني فكرة غير جيدة، وكلما نظرت لأي رجل وأنا أنظر دون إعجاب لكنه يبدو علي كأنني معجبة به، فإنني أعمل وقد يوجد بذلك العمل رجال، وللأسف نظرت لزميل لي في العمل فظن أني معجبة به مع الرغم إنه خاطب وبعد ذلك قال لزملائه إني معجبة به وفضحني، وهو دائماً ينظر لي نظرات غريبة، ويعاملني معاملة جافة، وكأنني حشرة وكأنني لست من مستواه!! لقد تعبت من حياتي.. هل أترك ذلك العمل؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

لا شك أن شرعنا أباح العمل للمرأة عند الحاجة بشرط أن يكون عملا مضبوطا بضوابط الشريعة، ممنوعا من الاختلاط، حافظا لحرمة المرأة وكرامتها، وأعطى لها حق الخروج إذا كانت في حاجة إلى ذلك مع المحافظة على الضوابط الشرعية، وللأسف ففي كثير من البلاد صار مكان العمل مكانا مختلطا يعج فيه المنكرات، وعلى المرأة العاملة - مادامت تعمل لحاجة تدفعها لذلك - عليها أن تعلم أن كل حركة محسوبة عليها، وربها من فوقها سميع بها عليم بحالها يراها، ولابد للمرأة أيضا ألا تضع نفسها مكان الشبهات بالقول أو بالفعل.
إن مكان العمل إنما جاء لهدف العمل فقط لا لهدف القيل والقال واختراع المشكلات أو الوقوع في المحظورات التي لا يرضاها الله سبحانه، فالله تعالى رزقنا بنعمة البصر والكلام والسمع والقلب ولم يرزقنا بهم هباء بل يجب علينا أن نراقب الله تعالى فيهم، يقول الله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء: من الآية36].
أما الأمر الرباني العام للرجال والنساء فهو غض البصر ففي قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30- 31].
السائلة الكريمة:
إن المرأة تستطيع أن تكسب احترام الناس أجمعين من خلال سلوكياتها، لذلك عليك إتباع الأسلوب الجاد في عملك مع مراعاة أن لا يتبع ذلك الأسلوب العنف والغلظة والشدة في المعاملة فإن الدين المعاملة.
وأنصحك ههنا بعدة نصائح:
- أن تسألي الله العون في تبيين صحة موقفك وإظهار صوابك.
- أن تجمعي زميلاتك وتوضحي لهن شفافية نيتك وبراءتك مما يظنونه بك.
- أن تجهدي نفسك قدر استطاعتك بتحويل بصرك والسيطرة على ناظريك وتستعيني بالله في ذلك.
أما بالنسبة لذلك الوسواس القهري الذي تعانين منه، فالوسوسة هذه تكون من الشيطان اللعين، فعليك بكثرة الاستعاذة بالله تعالي من ذلك الشيطان الرجيم، وأحسني الظن بالله الكريم وانظري للدنيا نظرة المتفائل واطلبي الأمل فيما عند الله تعالي وأعلمي أن ما يزيل همك ويريح بالك ويسعد قلبك هو اللجوء لله تعالي، فواصلي بينك وبينه سبحانه، بالاهتمام بالصلاة في مواعيدها، وكثرة الدعاء، والاستغفار،وكثرة التضرع له تعالي، وطلب العلم الشرعي ومعرفة العدو الحقيقي وهو الشيطان، كما عليك بقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، وعدم الفراغ ومتابعة الأذكار اليومية، والاشتغال بالأعمال الصالحة، فذلك هو العلاج للخروج مما أنت فيه من أحزان.