7 جمادى الثانية 1433

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
خطيبتي مقتنعة بالنقاب ولكنها لا تريد لبسه، وأنا دعوتها لارتداء النقاب ولكني تركت الحرية لها في ارتدائه لأنها تأخذ بالقول القائل بأن النقاب مستحب وأنا قد عقدت عليها؛ فهل من الشرع أن ألزمها بالنقاب أم أترك لها الحرية في كشف الوجه أم ألزمها بتغطيته؟ أرجو الإفادة منكم لو سمحتم؟ جزاكم الله خيرا...

أجاب عنها:
إبراهيم الأزرق

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فأذن لي أولاً أن أعتب عليك عدم حسمك لهذا الأمر قبل العقد، حتى يكون ارتباطها بك عن بينة فلا يتغير قلبها تجاهك إذا طالبتها بتغطية وجهها، وحتى لا تجد أنت حرجاً في التعامل معها بعد العقد إذا خرجت معك أو دخلت وقد ألزمتها بما أخبرتها بأنك سوف تلزمها به.
وبهذه المناسبة نصيحتي لكل من أقبل على خطبة فتاة وكان يرى وجوب النقاب وكانت لا تراه، أن يحسم هذا الموضوع قبل العقد وأن لا يتهاون فيه فربما سبب تهاونه مشاكل كبيرة بعد، فإن أخذت به المخطوبة قبل العقد فذاك، وإن لم تأخذ به دخلت في عقد معك على بينة، فعذرتك على الأقل في بعض تصرفاتك، إن تحرجت من صحبتها معك في مناسبات رأيت أن صحبتها سافرة فيها لا تحل لك، وكذلك إن طالبتها بتغطية وجهها إلزاماً في حالات.
أما الآن وقد عقدت مع علمك برأيها وتوجهها، فأنصحك بمحاولة إقناعها لا إلزامها لأن الإلزام بالنقاب متعذر أو عسرٌ في مثل بلدك، لا تأذن لك فيه الأنظمة حسب علمي، ولعل هذه الأخت ما تركت النقاب إلا تحرجاً من المجتمع وضغطه، ومثل من كانت هذه حالها تحتاج إلى قناعة راسخة لتعتز أمام العالمين بحجابها، أما الإلزام فيزيد حرجها وربما نمى بغضها لك وظنت أنك قد خدعتها بالانقلاب على ما رضيت به، والأخطر أن ينمي بغضها للشريعة أعني شريعة تغطية الوجه.
ومما يعينك على إقناعها:
= علمك بحكم تغطية الوجه، وأدلة وجوبه، وما ألف في ذلك، ومحاولة إقناعها به، ولاسيما في أزمنة الفتن فكلمة الفقهاء تجتمع على وجوب التغطية فيها.
= ندبها للسنة، وبيان فضلها، وفضل الأخذ بها وإن قدر إنها ليست واجبة، وظني بها أنها تعمل بسنن إما نوافل صيام أو صدقات أو صلوات أو سنن في داخل الصلاة المكتوبة أو غيرها، وتحافظ عليها مع أنها ليست واجبة، فكيف بأمر مختلف على وجوبه بل وجوبه هو الأظهر أليس الأولى بها أن تعمل به؟
= الحرص على تعريفها بأخوات صالحات ملتزمات بغطاء الوجه، فتصحبهن وهذا يهون عليها كثيراً الالتزام بما التزمن به.
= أن تصارحها في الأوقات المناسبة برغبتك في تغطيتها وجهها، وأن تبين لها أن تركها للتغطية يسبب لك من الحرج أمام نفسك وعند ربك أكثر مما تسببه لها التغطية في مجتمعها.
= علمها بلطف وحكمة أيضاً أن مراعتها لك أولى من مراعتها للناس، وسماعها كلامك أولى من سماعها للآخرين، فكيف إذا كنت أنت تريد وتطلب صراحة، والآخرون لم يتكلموا!
= سلها هل ترضين لي أن أطلق بصري في وجوه السافرات الحسناوات؟ وقل لها: كذلك لا أرضى بأن يطلق الناس أبصارهم فيك ولا حيلة لي بمنعهم ولكن الحيلة لك بتغطية وجهك!
وقبل الختام أجدني مضطراً لتنبيهك إن كنت رجلاً شديد الغيرة -وهذه إن شاء الله غيرة محمودة-، لا تطيق صبراً على محاولات الإقناع التي قد تستغرق زمناً، فأنصحك أن تقف إلى هنا، وأن تتريث قبل الدخول، وأن تشاور من هم أبصر بحالك، أو تحاول حسم الأمر مع المعقود عليها منذ الآن.
وختاما أسأل الله أن يصلح زوجك، وأن يرزقها الالتزام بالحجاب والحشمة، وأن يجنبها ونساء المسلمين السفور وحب الظهور، والله يسددك ويعينك.