20 صفر 1434

السؤال

أنا رجل قد رزقني الله - ولله الحمد - بزوجة صالحة، وهي حافظة للقرآن ومتخرجة من كلية الشريعة الإسلامية، وبعد الملكة أمرتني أمي أن آتي بزوجتي كل يوم لزيارتها بالبيت، ولكن زوجتي وأمها رفضوا هذا الموضوع في البداية، ثم بعد ذلك صاروا يزورونها بين فتره وأخرى، إلا أن أمي صارت تكره زوجتي، وبعد زواجنا طلبت مني أن أزورها أنا وهي يوميا من الساعة السابعة إلى 11 ليلا، فأخبرتها بأن في هذا مشقة علي، لأنني أعود من عملي متعب جدا وأحتاج للراحة قليلا، فصرنا نزورها كل يوم بعد العشاء، فأجلس أنا برفقتها وزوجتي تقوم بمساعدة أخواتي، ولكن للأسف لم تتقبل أمي هذا الوضع وأصرت على موقفها، وبدأت تسيء لزوجتي وتجرحها، وتهينها ببذيء الكلام، وتتهمها في عرضها، ولما قالت لها زوجتي: اذكري ربك يا خاله وتعوذي من الشيطان، وبعدها غادرنا البيت تضايق إخواني وأخواتي وأمي، وتطور الأمر بيننا حتى وصل الأمر بنا للطلاق بسببهم، لكنني والحمد لله رجعت إليها وأنجبت منها ولدا، وعندما كانت زوجتي حاملا بشرت أمي بذلك لأسعدها، إلا أنها قالت لي: أنظر أولا مع من حملت زوجتك، فبكيت يومها، وبعدما أنجبت زوجتي، أخذت ابني معي وزرت أمي فأحبته وتعلقت به، وصارت ترغب بزيارتي لها بصحبته كل يوم من بعد ما أنتهي من الدوام لغاية الساعة العاشرة، فطلبت من زوجتي أن ترافقني في زيارتي لأهلي مره بالشهر فرفضت، حتى يأتي أحد من أهلي ويعتذر لها فغضبت منها..
فما هي توجيهاتكم لي وهل أطلقها..

أجاب عنها:
صفية الودغيري

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: أخي السائل الكريم، بداية بارك الله في ولدك وزوجتك، ووفقني الله لمساعدتك في الحفاظ على بيتك، أما مشكلتك فألخصها فيما يلي:
- إلحاح والدتك على زيارتك لها برفقة زوجتك يوميا وفي توقيت يسبب لكما عنتا ومشقة..
- إساءة والدتك لزوجتك وإهانتها ببذِيء الكلام والنَّيل من عِرضها وشرفها..
- تدخُّل أسرتك في حياتك الزوجية والتأثير عليك في اتِّخاذ قرار الطلاق..
- تكرار المشكلة بعد مراجعة زوجتك وإنجابها لابنك..
- عدم اقتناع زوجتك برغبتك في زيارتها لوالدتك كل شهر، واشتراطها عليك لقبول الصُّلح اعتذار أحد أفراد أسرتك منها..
- عَجْزُك في التَّوفيق بين والدتك وزوجتك، وفشلك في الوصول إلى حَلٍّ لمشاكلك الزَّوجية والأسريَّة، مما سيجعلك تفكِّر بالطلاق للمرة الثانية..
اعْلَم أخي الفاضل أنه ما من بيت تكتمل فيه السعادة، وما من بيت مثالي يخلو من المشاكل ومنغِّصات العيش، ومشكلتك هي أهون بالمقارنة مع غيرها، كما أن الله سبحانه قد مَنَّ عليك بمِنَّة عظيمة، هي الزوجة الصالحة، والحافظة للقرآن، والمتعلمة التعليم الشرعي، وهذه صفات طيبة، ومميزات خاصة لا تتوفر في كل النساء..
ومثل هذه المشكلات الأسرية لا تُحَل بالطلاق، بل بالتفكير الصحيح وحسن القيادة، وسياسة رشيدة وحكيمة، والبحث عن الحلول المناسبة لتحقيق الاستقرار داخل البيت والأسرة، وبكل الحالات أنت لا تجعل من غاياتك تحقيق رضى كل الأطراف لأنها غاية لا تُدْرَك، ولكن الغاية هو الإصلاح ما استطعت لذلك سبيلا..
وبداية أقول لأخي الكريم: لقد تعجَّلت في اتِّخاذك قرار الطلاق في المرة الأولى وبالتفكير بهذا للمرة الثانية، وتغافلت عن واجبك كزوج وكأب، عليك اتجاههما حفظ حقوقهما والوفاء بالعهد وبالميثاق الغليظ الذي بينكما، واخترت أسهل حل وأبغض الحلال عند الله، وقد صدق المثل القائل:
أوردها سعد وسعد مشتمل ** ما هكذا يا سعد تورد الإبل
فما هكذا أخي الكريم تكون سياستك في حَلِّ المشاكل وما هكذا تعالج الأمور، بل أنت بهذا تغرق نفسك في مشكلة أعظم خطراً، تضاف إلى قائمة مشاكلك..
والحلول التي أقدمها لك هي كالتالي:
أولا: أخي الكريم إن الأصل في الزواج تحقيق الاستقرار الأسري، بالاستقلال عن الأهل في السَّكَن وتخصيص وقت محدَّد للزيارة، وصلة الأرحام لا تكون على حساب راحة وهدوء وترابط الزوجين، بل الصَّواب أن تسعى لتكوين الأسرة النَّواة المنفصلة عن الأسرة الممتدَّة، وهكذا كان حال الصحابة - رضوان الله عليهمْ أجمعين – يعيشون حياة زوجية في بيوت منفصلة عنْ ذويهم وآبائِهِم وأُمَّهاتهم، ولكن نظرا لأن الأعراف صارت تحكمنا وتفرض سلطتها علينا، نجد أن الآباء والأمهات ما زالوا يتدخَّلون بحياة أبنائهم، ويتحكَّمون في قراراتهم واختياراتهم، وحتى في طريقة وأسلوب معيشتهم، وفي كيفية إدارتهم لشؤون حياتهم، وإلزامهم بالتَّواصل معهم بالصورة العُرْفيَّة حتى مع انْفِصالهم عنهم بالمَبيت والمسكن، وهذا في الغالب يتسبَّب في تمزيق العلاقات الزَّوجية، ولذلك كره جمهور الفقهاء الجمع بين الزوجة وأقارب الزوج في مَسكن واحد..
لذا يبدأ حلُّ مشكلتك بالاستِقلال عن والدتك وإخوانك وأخواتك، ليس في السَّكن فحسب، بل حتى في عدد الزِّيارات ووقتها، لأنه ليس من البر أن تَصِلَهُم يوميا وفي توقيت تحدِّده والدتك، على حساب راحَتِك وحقوق زوجتك، بل عليك أن تُعَوِّدهم على غيابك، واسْتِقْلالك عنهم بحياتك، وفي البداية ستجد معارضة شديدة ولكن تأكَّد أن تصميمك على اختياراتك وقراراتك ستفرض نفسها حتى على أقرب الناس إليك، وسيتفهَّمون بأنك انتقلت بزواجك لمرحلة جديدة منفصلة عن حياتك معهم قبل الزواج، وزرهم مثلا يوما ويوما لا، ثم اجْعَل المدة أطول حتى تصل لزيارة أسبوعية، كيوم إجازتك مثلا أو أي يوم تراه مناسبا، فهذه أعدُّها أهم خطوة لحَلِّ مشكلتك، كي لا تخسرَ زوجتك التي تحمَّلت إساءتك إليها، وصبرها على أذى أهلِكَ، واتِّهام أمك لها والنَّيْلِ من عِرْضِها وشرفها، ولو كانت غيرها ما كانت ستردُّ على أمك ذاك الردَّ الجميل، ولما كانت ستصبر عليها، ولكن حُبُّها لك جعلها تتنازل وتسامحك وتعود إليك، وإن لم تستطع أن تنسى الألم والجرح الذي سبَّبَه أهلك لها.
ثانيا: عليك لحَلِّ الخلافات التي بينك وبين زوجتك أن تبحث عن أسباب حدوثها، وأسباب كراهية أمك لزوجتك، وبحسب ما جاء في رسالتك أرى أن من أبرزها:
- رفض زوجتك لزيارة والدتك بعد الملكة من بداية العلاقة..
- الغيرة التي هي من طبائع النساء فد تكون سببا في خلق نوع من التنافس بين زوجتك ووالدتك، فوالدتك لا تريد أن تفقد مكانتها في قلبك، أو استلاب حبك منها، وزوجتك لا تريد أن تنافسها أية امرأة أخرى وإن كانت والدتك في حب زوجها، وكلتاهما تجتهد في امتلاكك، والانتصار على الأخرى في هذه المعركة الشرسة..
- شعور والدتك بوجود من تنافسها حبك، قد يكون سببا في قسوتها والإساءة لزوجتك، لأنها نجحت في امتلاك قلبك، وأنت قطعة منها لم تكن تفارقها، وسكنت في أحشائها وتغذَّيت من دمائها، ثم صرت رضيعا تتغذَّى من لبنها، ورَعَتْك وسهرت على راحتك حتى استوى عودك واستقام، وكانت دائما هي السلطانة داخل البيت، وهي من تختار وتقرر في كل شؤون حياتك، فكيف ترضى بعد ذلك أن تتنازل عنك بسهولة لمرأة لم تحملك ولم ترضعك ولم ترعاك كرعايتها لك، وتأخذ مكانها وتصير هي السلطانة..
- جهل زوجتك كما سائر الزوجات الحديثات عهد بالزواج بطبائع أهل الزوج وعاداتهم وتقاليدهم، وأسلوب التعامل مع أمهات أزواجهن، وكيفية كسب مودتهن ونيل حبهن واحترامهن، يعد من أسباب وقوع مثل هذه المشكلات..
- كذلك قد تكون مشكلتك متعلِّقة بطبيعة شخصيتك أخي الكريم، فمن أسباب فشل الزوج في حَلِّ مثل هذه مشاكله الزوجية والأسرية: ضعف شخصيته، وسوء إدارته، وقلة حكمته في تصريف أمور حياته، وعجزه عن تحقيق التوازن بين محبته لزوجته ومحبته لأمه وأقاربه، والميل لطرف على حساب الطرف الثاني..
لذا أرى أن عليك أخي الكريم أن تستوعب هذه الأسباب التي ذكرتها لك، وأن تحاول أن تكتشف بنفسك الأسباب التي جعلتك تفشل في تحقيق الاستقرار ببيتك، وأقترح عليك بعض الطرُق للتعامل مع زوجتك ووالدتك العزيزة وكيفية الإصلاح ما بينهما:
- لا تركِّز أخي الكريم خلال هذه المرحلة على ضرورة زيارة زوجتك لوالدتك، حتَّى تهدأ العاصفة وتصفو النفوس وتضمد الجراح، والزمن كفيل بأن يعيد المياه العذبة لمجاريها، وواظِبْ على زيارتك لها بصحبة ابنك زيارات متكرِّرة ومنتظمة، بحسب ما يتناسب مع ظروف عملك وبيتك، وواصِلْ بِرَّها وإكرامها والإحسان إليها، وتقرَّبْ إليها ببعض الهدايا التي تسعدها، أو قدِّمْ إليها بعض ما تحتاجه من مستلزمات البيت، وحَدِّثْها بأحاديث تسُرُّها كما كنتما قبل الزواج، وبين فترة وأخرى خُذْها معك في نزهة جميلة أو فسحة قصيرة بالسيارة أو مشيا، وأَنْصِت لكلامها وحكاياتها وأخبارها ولو كانت تافهة أو مكرَّرَة أو مملة، حتَّى تكسب ثقتها، وتطمئن نفسها، وتتأكَّد من أنَّ ارتباطك بزوجتك لم يؤثر على حبِّك لها واهتمامك بشؤونها.
- اعْمَل على توجيه زوجتك وإقناعها بالحكمة والموعظة الحسنة لزيارة والدتك، واطلب منها أن تنسى صفحة الماضي بكل ما فيها من أحزان، وأن تصفح وتغفر لوالدتك، وتبدأ بفتح صفحة جديدة ملؤها المودة والحب والاحترام، وذكِّرها بأن حقَّ الأم أعظم من كل الحقوق، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك)، وساعِدْها على جعل العلاقة بينها وبين والدتك علاقة وُدِّية وعلاقة أم ببنتها، وعرِّفْها بطرق وأساليب كسب محبَّتها واحترامها وتقديرها، وكيفية ملاطفتها، وخفض الجناح لها، واستشاراتها، وامتلاك مفاتيح شخصيتها، وفهم طباعها، وطريقة تفكيرها وعاداتها، وأن هذا سيساعدكما على التَّغَلُّب على مشاكلكما الداخلية، وتربية ولدكما تربية حسنة في جو أسري طيب ومستقر..
- أَحْسِنْ معاملة زوجتك فهي امرأة صالحة، حافظة لكتاب الله، لم تسئ لوالدتك ولا لأحد من أهلك، بل هي من تعرَّضت للإهانة والإساءة والأذى العظيم في نفسها وعرضها، وهذا ليس هيِّنا على زوجة طاهرة عفيفة شريفة، فالواجب عليك أن تضمِّدْ جراحها، وتَرْفِق بها، وتلتمس لها العذر، وتمنحها الأمان والحب والمودة والرحمة، وتعيد إليها ثقتها بك، فقد خذلتها مرة بالطلاق وتخلَّيْت عنها، ولم تنصت لشكواها بل عاملتها كمجرمة، وعاقبتها بالطلاق، وأنت اليوم تريد أن تكرر الخطأ نفسه، ومِلْت كُلَّ المَيْل لوالدتك ولأهلك، واعْتقدت بأنَّك بطلاقها تبرُّ بأمك وتَصِل رَحِمك، فبادِرْ إلى إنقاذ بيتك من الانهيار، واكْسِب وُدَّ زوجتك وامْتَلِكْ قلبها، وتأكَّد بأنك بأسلوبك الجميل في التعامل معها، وصبرك عليها وتحملها، هي مع الزمن ستبادر إلى إرضائِك والعفو عن والدتك ومصالحة أهلك كرامة لك ومحبة فيك.
-عالج غيرة والدتك وزوجتك إن كان سبب مشكلتك ناتج عن غيرة بينهما، بأن تتجنَّبْ كل عمل يثير غيرتهن، وبأن تذكِّر زوجتك بأن حبك لوالدتك لا يتعارض مع حبِّك لها، وأن لكل منهما مكانته في قلبك، واطْلُب منها أن تواصل صبرها وعطاءها، وأن تعينك على بر والدتك والإحسان إليها حتى يرضى الله عنكما، كذلك اجْلس مع أمك على انفراد، وحاول أن تتعرَّف منها على الأسباب الحقيقية لإساءتها وكرهها لزوجتك، وأن تنصحها بأسلوب جميل وحكيم، واطلب منها أن تحسن لزوجتك وتعاملها كإحدى بناتها، وأنها كما لا ترضى لهن بالظلم والإهانة فكذلك زوجتك، وأن عليك أن تحسن عشرتها وتعاملها بالمعروف كما تعاملها وتبرُّ بها، وكما أن لها حقوقا فكذلك لزوجتك حقوقا عليك، ومن تعظيم حقوقها إكرامها، والرفق بها، والشفقة عليها، وعدم إهانتها، امتثالا لأمر الله ورسوله. قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بغض المرأة بسبب خلق لم يرض به فقال: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر"، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن خير المسلمين خيرهم لأهله فقال: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
- بالطبع رضا الأم مقدم دوماً وعلى كل حال، لكن في موقفك هذا وبعد حكايتك عن حسن خلق زوجتك مع ما عبرت عنه من إيذاء أمك لها، فأنصحك هنا بأن تكون مُحايدًا ولا تَمِلْ لا لزوجتك ولا لوالدتك في هذا الموقف بالذات، ولا تقف في صفِّ إحداهما، ولا تتدخَّل بينهما في كل الحالات، وتدقِّقْ في المشكلات القائمة بينهما، وتدافع عن إحداهما وتحسِّن صورتها أمام الثانية، أو تنصت لأحاديثهما وشكواهما فتقع في حيرة بينهما، من الظالمة ومن المظلومة، ومن الصادقة ومن الكاذبة، ولا تجعل من بِرِّك بأمك أو حُبِّك لزوجتك يسْلُبُك حكمتك ورجاحة عقلك، وتميل إلى تصديق إحداهما وتستعجل الحكم من غير إثبات ولا دليل، فكثيراً ما تدفع غيرة الأم أو الزوجة إلى اتهام إحداهما للأخرى زورا أو الكذب عليها بالباطل، حتى تنتقم منها وتنال منها، ولكي تدافع عن نفسها، فلا تهدم بيتك وتفرِّق شمله بتصديق هذه أو تلك.

- اُطْلُب الدَّعم والمساعدة من أحد أقاربك أو ممن لهم معزة خاصة لدى والدتك، ومم هي تقدرهم وتحترمهم، وتنصت لحديثهم ومشورتهم، وتسمع لنصيحتهم، فمثل هؤلاء بإمكانهم إصلاح ذات البين، وأن يلينوا قلب والدتك لتتفهم ظروفك، وتقدر مسؤولياتك، وتراعي أنك صرت زوجا وأبا.
وختاما: أقول لأخي الكريم حافظ على بيتك وأَبْقِ على زوجتك ولا تطلقها، ما دمت تحبها وهي تسعدك وتتقي الله فيك، وتحسن عشرتك، ولم تظلم أمك ولم تسئ إليها بشيء، كما لا تغضب والدتك واصبر عليها صبرا جميلا، واعْلم بأنك بين نارين، وبين حبين، وبين حقين، فكن عادلا منصفا، ووفِّقْ بينهما ما اسْتَطعت لذلك سبيلا، واعلم بأن التغيير ليس سهلا، والتوفيق بين النساء من أصعب المهمات، خاصَّةً إذا كانْت نفْسيَّاتهم وشخصيَّاتهم مختلفة، ولا تتصوَّر أن تنسى زوجتك بسهولة ما تعرضت له من أذى والدتك، وأنك طلقتها بسببها وسبب أهلك، بل هذا يحتاج لصبر طويل، كما يحتاج لمساعدة والدتك الكريمة وتغيير معاملتها لها، وأن تتَّقي الله فيها،
وتذكَّر أخي الكريم أنه لا مناص منَ الأَلَم مِن أقرب وأحب الناس إلينا، فعليك بالصبر على تحمُّل الأذى، ولا تنسى القيام في جوف الليل والصلاة والابتهال بالدعاء لهما بالهداية والصلاح والاستقامة على الحق، وأن يؤلف قلوبهما، وأن يصلح ما بينهما. والْزَم هذا الدعاء الجميل: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)..
أسأل الله العلي القدير أن تغلب حكمتك وعقلك عاطفتك، وأن يصلح حالك، ويهدي زوجتك ووالدتك، ويرزقكما الأمن والأمان، وأن ينشر بينكما الحب والصفاء، ويبعد عنكما الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفقك لبر والدتك والحفاظ على بيتك وأسرتك، ويهديك سواء السبيل.