20 محرم 1434

السؤال

ما هو الهدف الأساس من التربية عامة ومن التربية الإسلامية خاصة؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فهدف التربية عامة هو تكوين الإنسان (الناجح، المتميز، النافع، المتوازن)، فتسعى المناهج التربوية العالمية نحو إخراج أفراد ناجحين في حياتهم على مستوى الإنجاز، متميزين في مجالاتهم التي هم بصدد المشاركة فيها أو العمل أو التخصص فيها، نافعين لأنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم، متوازنين على المستوى النفسي والشعوري.

وهدف التربية الإسلامية هدف أعم واشمل، فهو يشمل جميع أهداف التربية عموما، مضافا إليها الصلاح والإيمان.
فبالتالي تهدف التربية في منهج الإسلام إلى إيجاد الإنسان المؤمن الصالح المتميز الناجح النافع المتوازن، وهي صفات مجمعة ندب إليها الشرع الحنيف.
والتربية الإيمانية كذلك تهدف إلى إيجاد القلوب السليمة (وهي الموحدة البعيدة عن الشرك، المستسلمة لأمر الله، الطاهرة النقية، الصالحة المصلحة، التي سلمت فصارت بعيدة عن الشبهات والشهوات) والإبقاء على سلامتها حتى تلقى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فتنجو، حيث لا ينجو يومها إلا صاحب القلب السليم.
كما تهدف التربية الإيمانية إلى إيجاد صفات لازمة لصاحب القلب السليم لا تنفك عنه غالبًا، إذا أراد أن يكون من عباد الله الصالحين وأوليائه المتقين المقربين.
(وهذه الصفات هي: الإيمان، والعلم، والذكر، والبذل، وحسن الخلق).
فتهدف التربية الإيمانية إلى إيجاد المؤمن العالم الذاكر الباذل الخلوق:
أولاً: الإيمان: فيهدف المنهج التربوي الإيماني أن يُعَلَّم الإنسان الإيمان بربه سبحانه وتوحيده، وبأركان الإيمان وإخلاص العبادة له، وإخلاص قلبه له وتجريد المحبة والخوف والرجاء وسائر العبادة له سبحانه لا شريك له والسير على نهج نبيه صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: العلم: فيهدف أن يعلمه العلم النافع الذي هو علم الكتاب والسنة وأن ينبذ الجهل، وأن يقبل على العلماء ويتعلم منهم وأن يستمر على ذلك - يتعلم ويُعَلم - وينشر ذلك العلم ويطبقه على نفسه وعلى من يستطيع ويبذل في ذلك قدرته وطاقته حتى يلقى ربه.
ثالثًا: الذكر: فيهدف هذا المنهج أن يتعلم المسلم كيف يذكر ربه وكيف يُعود نفسه على ذكر ربه دائمًا حتى يصير ذكر الله غذاءه ودواءه وأن يتحرى في ذلك الثابت الصحيح من السنة.
رابعًا: البذل والعطاء: فيهدف المنهج التربوي الإيماني أن يتعلم المسلم كيف يصير باذلاً معطاءً مضحيًا في سبيل الله بنفسه وماله وبكل ما يحب وأن يتعلم معاني الكرم والجود والسخاء، ومعنى العطاء النفسي من الصبر والرضا، وأن يضيء لغيره الطرق ويبين لهم الإرشادات مهما كان متألمًا، وألا ينحني أو ينثني في الخطوب والابتلاءات، ولا يُسترق لشيء أبدًا، وأن يقدم نفسه لله مقبلاً غير مدبر.
خامسًا: حسن الخلق: فيهدف أن يعلمه كيف يُحسن خلقه مع نفسه ومع ربه ومع الناس، فيتعلم الأخلاق الإسلامية الحسنة، وكيف يعالج أخلاقه السيئة، وكيف يصير نموذجًا أخلاقيًا يُحتذى به، مقتدياً في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم.