أنت هنا

24 جمادى الثانية 1433
المسلم/وكالات

انتشر الجيش اللبناني بمدينة طرابلس بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى في معارك بين السنة والعلويين.

 

 وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن عمليات انتشار وحدات الجيش بمؤازرة من قوى الأمن الداخلي "لم تواجه بأي مقاومة سوى بعض الخروق التي تمثلت بإطلاق النار في منطقة الزاهرية من قوى الأمن على مسلحين كانوا موجودين في الأزقة الداخلية."

 

وأضافت الوكالة أن محاور التماس التقليدية أخليت من المسلحين مع وصول الجيش الذي انتشر بكثافة ونصبت حواجز ثابتة وسيرت دوريات، ورافق انتشار الجيش دخول جرافات عملت على رفع الأتربة والحواجز التي وضعها المسلحون كما عملت الفرق المختصة على سحب القذائف والقنابل غير المنفجرة.

 

من جانبه، قال النائب عن طرابلس، خالد الضاهر، وهو عضو بكتلة "المستقبل" السنية في المدينة إن الانتشار العسكري ما زال في لحظاته الأولى حاليا، ومن الصعب الحكم عليه.

 

وأضاف الضاهر، إن القوى السياسية والشعبية في المدينة كانت متوافقة حول ضرورة قيام الجيش بواجباته، ودعا الحكومة إلى "اتخاذ قرار صارم وحازم وأن يقوم الجيش بدوره بأمانة ودون استنسابية،" مشدداً على ضرورة انتشار القوى الأمنية في المناطق التي تقطنها غالبية علوية أسوة بتلك التي تعيش فيها غالبية سنية.

 

ولدى سؤاله عن سبب تأخر التدخل الرسمي على الأرض قال الضاهر، إن المشكلة تتمثل في أن قائد الجيش، العماد جان قهوجي، "يعد نفسه للانتخابات الرئاسة ويحاول إرضاء الجميع،" ما أدى إلى تردد القوى الأمنية بالتدخل.

 

ولم يستبعد الضاهر وجود أبعاد إقليمية للقضية في المدينة القريبة من الحدود السورية قائلاً: "يبدو أن القيادات حصلت على الضوء الأخضر من بعض الأحزاب والقوى السياسية، ولا أعلم ما إذا كان الأمر قد تطلب الحصول أيضاً على موافقة من سوريا وإيران وحزب الله، لأنه يبدو أن لديهم مصلحة في استمرار الاشتباكات بمدينة هي معقل التأييد لقوى "14 آذار" وللدولة اللبنانية ولمؤسساتها."

 

وتواصلت امس الاشتباكات والمواجهات التي اندلعت فجر الاحد في مدينة طرابلس شمال لبنان، وتصاعدت حدة المواجهات على المحاور كافة بين باب التبانة وجبل محسن، مرورا بالملولة والمنكوبين لجهة البداوي وحي البقار والريفة في القبة، وسط عمليات القنص المتبادل وسماع اصوات رشقات نارية غزيرة ودوي قذائف صاروخية، إضافة الى أصوات مكبرات الصوت في مساجد المنطقة تذيع بضرورة اخلاء الاهالي للطوابق العليا، خوفا من اصابتهم من القذائف التي تتساقط على المنطقة.

 

وترافق ذلك مع انتشار واسع للمظاهر المسلحة في شوارع المنطقة التي بلغت حد إقامة حاجز أمني لمجموعات مسلحة على متن دراجات نارية، لبعض الوقت عند التقاطع المؤدي الى شارع عزمي، مقابل صيدلية علم، لكنها ما لبثت ان رفعته وانسحبت الى الأزقة الداخلية، لترسم ملامح انتشار عسكري واسع، مسببة حالا من الفوضى.