أنت هنا

دور الأسرة في بناء الشخصية السوية للأبناء ..نصائح عملية (2)
3 رجب 1433
اللجنة التربوية

( سبق في الجزء الأول من هذا المقال الحديث عن أهمية دور الأسرة في تنمية الإبداع وتنشئة الشخصية السوية لدى الأبناء وقدمنا عددا من النصائح العملية في ذلك , وفي هذا الجزء نكمل تقديم هذه النصائح العملية .)
41. إن النشاطات العلمية توفر فرصا طيبة تساعد الطفل على أن يدرك أن ليست كل تجربة ناجحة ، وأن عدم نجاحها لا يعني بالضرورة الفشل ، وإن كان من المهم أن نعلمه كيف يتجنب الفشل إذا كان هذا ممكنا ، بل ويعتبره حاجه ملحة إذا تعرضت سلامته للخطر ، غير أن الحرص الزائد عن حده يتجنب الفشل يعيقه عن أن يتصرف بشكل واقعي سليم ، وقد يثبط همته ويسلبه زمام المبادرة .
42. إن الطفل يتعلم الكثير بطريق التجربة والخطأ ومن الضروري له أن يجرب ويفشل ، ثم يعيد التجربة من جديد ، ومع حاجته إلى التوجيه فهو أيضا بحاجة إلى نجاح يحرزه بجهده الخاص . فكم من مرة وقع فيها وتعثر حين حاول المشي لأول مرة ، وكم جرب وعاود التجربة من جديد بدافع ذاتي دون أنن يدركه اليأس والوهن حتى نجح وأصبح قادراً على المشي .
43. حاول أن تكون شريكا لطفلك في ألعاب من شأنها أن تثير تفكيره ، وتنشط خياله ، وكن له معاونا بما تظهره من بشاشة وتشجيع ، لا ناقدا يعد المثالب وأوجه النقص .
44. ضع طفلك في موقف يتطلب منه التأمل ، وإعمال الفكر فتعرض عليه مشكلة مما يتعرض له في حياته ، فتقول له مثلا : ماذا تفعل لو ضللت الطريق إلى البلدة ؟ ماذا تفعل لو أصبحت معلما ؟ ما أقرب طريق تصل بها إلى مدرستك ؟ ماذا تقترح لتجميل حديقة البيت ؟ أو ترتيب غرفتك ؟ كيف تجعل من عيد ميلادك حفلة مرحة ممتعة ؟ فكر في لعبة تتمتع بها مع أصدقائك ؟ .

 

45. لا تدع فرصة تمر بك إلا علمته فيها خبرة جديدة أو توصلت معه إلى حقيقة علمية أو حل لمشكلة معروضة عن طريق الملاحظة أو المناقشة والحوار مثل ظاهرة جمود الماء في الثلاجة ، وذوبانه إذا ترك في الشمس ، أو اختفاء السكر حين وضعه في الماء ، أو سقوط أوراق الشجر في الخريف ، أو نمو البذور إذا توفر لها الماء والحرارة والضوء .
46. وفر للطفل فرصة يخلو فيها إلى نفسه يعمل وحده ويجرب في مكان هادئ ، بعيد عن الرقابة والتدخل ، وبدون ذلك قد لا يتوافر لديه الوقت اللازم للنشاط الإبداعي الفردي .
47. لا تقاطع طفلك إذا كان مستغرقا في فكرة أو عمل حتى ولو كان ذلك منه لمجرد الحصول على ثنائك ورضاك ، وكن حريصا على أن يتابع أفكاره فتساعده على ذلك عن طريق الأسئلة أو بالمشاركة معه ، فتقول : هل يمكن أن تعلمني أن افعل مثلما تفعل ؟ أو هل يمكن لي أن أساعدك في إتمام ما تعمل ؟ وهكذا .
48. لا تقلق إذا كان طفلك يستمتع بالأقاصيص ونسج الخيال أو المحاكاة والتقليد ، ووفر له سببا معقولا يدفعه إلى التجربة والإبداع .
49. لا تعلمه أن يجزئ عمله فيقوم به على دفعات ، بل اترك له فرصة ينمو بها خياله ، ويعمل عقله ، وهذا لا يعني أن تتركه يعمل دون توجيه منك أو إرشاد ولكن علمه المهارات البسيطة كيف يستعمل الفرشاة والدهان مثلا أو يمسك بالقلم ، ويستخدم المقص ، ولكن لا تصر عليه فتمسك بيده كيف يرسم زهرة مثلا أو تقوم بتصحيح ما رسمه بعد أن ينتهي منه .

 

 

50. يمكنك أن تتقدم إليه باقتراحات بناءة إذا ظهر أنه بحاجة إليها ، وغالبا ما يتم ذلك عن طريق أسئلة تثير تفكيره وتقدم إليه أفكارا جديدة ، أو إليها فذلك أفضل بكثير من أن تخبره مباشرة ما يجب عليه عمله ،إن الجهود الإبداعية لا تكون خالصة دون غيرها ، والطفل الذي يخشى التأنيب أو خلط الأشياء التي يعمل بها ، أو إتلاف بعضها أو خلط الصحيح بالخطأ ، لن يشعر بنشوة الإبداع ولذا لا تطلب منه دوما أن يتقيد بالأناقة في عمله ، أو تمنعه من اللعب خشية أن يخلط أدواته أو يكسرها أو يوسخ ثيابه .
51. كافئ الطفل على جهوده الإبداعية بتشجيعه والثناء عليه وبمشاركته سروره ومتعته وتقدير نتائجه الإبداعية حتى ولو لم تصل إلى مستوى الكبار ،فما تبديه من سرور وإعجاب لما ينجزه أو يقوم به يشجعه على الاستمرار في التجربة والمضي فيها . أما إذا قابلته باللامبالاة وعدم الاكتراث فقد تثبط من همته ، وتقلل من احتمال بروق ومضاته الإبداعية .
52. زود طفلك بالكثير من المواد البسيطة النافعة ، وشجعه على استخدامها وتفحصها دون رقابة دائمة ، ونقد مثبط ، أو خوف من أن يؤدي استخدامه لها إلى إتلاف بعضها أو العبث بنظافتها مما يسبب لها التأنيب ، وإذا حفزت طفلك على أن يكون حرا في تصرفه في هذه المواد البسيطة تكونت لديه رقة الشعور ورهافة الإحساس والإطالة في التفكير ، والمرونة في العمل . وهذا كله من ضرورات الفكر المبدع في جميع الحقول والميادين ، وتدريب الطفل على ممارسة النظام حتى وسط الفوضى ، والانتباه إلى اللمسات الفنية في المنزل والمحافظة على أدواته وعدم تدميرها أو تشويهها ، وعدم السماح لطفلك أن يكون عنده وقت فراغ يسبب له بعض الضيق ودعه يبحث عن طريقة ليشغل وقته .
53. من المهم جدا أن تعرف أن قدرات الطفل الإبداعية توجد بالتأكيد عنده قبل أن يلتحق بالمدرسة ، والمعلم غير الواعي قد يعمل على طمسها وضياعها إذا ما كون لديه القناعة بأن تحسنه في المدرسة مرهون بالطاعة التامة لأوامره وتعليماته ، وبعدم اللجوء إلى السؤال والمناقشة .
54. تقبل أفكار الأطفال حتى لو كانت ساذجة ، أما إذا كانت مغرقة في الخيال فيقوم الوالدان بتوجيههم إلى الطريق الذي يجعل الفكرة أكثر واقعية وممكنة التحقيق ، فقد يقول الطفل : سنستخدم سلما للصعود إلى القمر ، أو بعد عامين سيختفي نهر النيل من مصر والسودان ، ففي هذه الحالة يجب أن توجه هذه الأفكار إلى الاتجاه الصحيح

 

 

55. لا تنهر طفلك إذا سألك ماذا تفعل ؟ لأن في سؤاله دليلا على الرغبة في المشاركة ، وهنا ينبغي أن تقول له ببساطة شيئا عما تفعل ، وبذلك تنمي فيه حب الاستطلاع ، وإن كان هناك إمكانية للمشاركة فشجعه على ذلك ولو كانت في أضيق الحدود .
56. يجب ألا تضيق بالأسئلة الكثيرة التي يسألها الطفل والتي تحتاج إلى إجابات عديدة ، بل يجب أن تشجعه على الأسئلة واللعب بها وتحويرها ، فكل ذلك يسهم في توسعة مداركه وزيادة معارفه وقديما قالوا ( السؤال مفتاح المعرفة ) وقد أثبتت بعض البحوث العلمية أن إطلاق الأسئلة بكثرة حتى وإن لم يتلق الطفل إجابة عنها ، يساعده على تنمية الإبداع ، ويعطي الفرصة للفرد للإحاطة بجوانب الموضوع ، فمثلا ، قد يسأل الطفل حينما يشاهد سيارة : ما هذه ( بتاعة مين ـ اشتراها بكام ـ مين بيركبها ـ بيروح فين ) ، ويمكن أن تكون هناك أسئلة أخرى في هذا الموضوع ؟ كم سيارة في المدينة ؟ ما سرعة السيارة ؟ ما نوع الوقود ؟ ما أول سيارة في العالم ؟ وفي أي البلاد كانت ؟ ويمكن أن يرى الطفل حديقة جميلة فيسأل : ما هذه الأشجار ؟ كم عدد الأوراق في كل شجرة ؟ ما أول شجرة نبتت في هذه الحديقة ؟ أين يذهب الماء بعد سقي الحديقة ؟ وهكذا مثل هذه الأسئلة التي قد يلقيها الأطفال ، بل يجب أن يتم تشجيعهم على مثل هذا النوع من التفكير والإجابة عنها بم يناسب عقولهم وسنهم .
57. تحلى الآباء بالصفات والقدرات الابتكارية ، يشجع أطفالهم على أن يقلدوا ويتوحدوا مع آبائهم في هذه القدرات، فالآباء الذين يهمهم تنمية قدرات الابتكار عند أطفالهم غالبا ما ينسون أن بإمكانهم أن يكونوا نماذج في هذا المضمار ، فالطفل الذي يرغب في الوصول إلى أهداف محسوسة ولا يعرف كيف يحققها سوف يحاول التوصل إليها بأن يجعل من نفسه شبيها بمن يكبرونه سنا ولديهم هذه الصفات ، فالقدرات الابتكارية يمكن نقلها عن طريق القدوة الحسنة ، ويمكن القول بأن الآباء الذين يقولون بعدم وجود الابتكار والأصالة لدى أبنائهم لا ينظرون إلى أنفسهم وإلى ممارستهم الفعلية . ما سبق يفرض على الوالدين أن يزيدا من التفاعل مع الأطفال ، وهذا يفرض عليهما عدم الانشغال عن أطفالهما بالأعمال وإقامة المشروعات ، وإلا خسروا شيئا مهما وهو مستقبل الأطفال وإبداعاتهم .
58. أن يهتم الآباء بمناخ الحرية والاحترام والانسجام العائلي ، بتوفير جو من الحب والدفء والحنان ، لأن ذلك يؤدي إلى اطمئنان الأبناء وزيادة دافعيتهم إلى الإبداع، حيث أثبتت بعض البحوث العلمية أن الإبداع يزيد في جو من الأمان النفسي .
59. التقليل من أساليب المحاسبة فالأبناء كثيرو الخطأ ، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك مدعاة للمحاسبة على كل خطأ حتى ولو كان صغيرا ، وعلى الوالدين تشجيع الأطفال للاستفادة من الأخطاء ، وممارسة الحرية للتعبير والتشجيع على ممارستها ، لأن المبدعين أصحاب علاقات دافئة ووثيقة مع آبائهم ، وباقي أفراد أسرهم من الأخوة والأخوات الكبار والأعمام والعمات ، والأخوال والخالات ، وغيرهم .

 

 

60. العمل على تنشئة الطفل المستقل ذاتيا ، فهذا من أساليب تربية المبدعين ويتحقق ذلك حينما نترك الفرصة للطفل أن يختار لعبته بنفسه أو أدوات المدرسة ، أو ملابسه مع شيء من التوجيه البسيط الذي لا يؤثر في الاستقلال الذاتي ، كما يتحقق ذلك حينما يسأل الوالدين طفلهما عن رأيه في موضوع ما ، ويعطونه الإحساس بأن رأيه ذو قيمة وله أهمية خاصة ، كما ينبغي أن يطلب منه أن يعلل أحيانا هذا الرأي .
61. تشجيع الطفل على الملاحظة الهادفة لكل ما يحيط به في البيئة واصطحابه في نزهات إلى الحقول والبيئة بشكل عام ، والتخطيط لعمل رحلات ميدانية في البيئة المحلية ، ودفع الطفل إلى التفكير وجمع بيانات ومعلومات وأشياء من البيئة ، ومحاولة تصنيفها وتبويبها ونقدها ، وإيجاد العلاقات الظاهرة وغير الظاهرة بينها ، وتعويده أنشطة متنوعة تحفز نموه العقلي ، بما يتوافق مع النمو في العلاقات الاجتماعية التي فرضها المجتمع المدرسي الجديد .
62. إمداد الطفل بخبرات مثيرة تتحدى تفكيره ، وتثير اهتمامه ، وتزيد حبه للاستطلاع ، كأن يذكر الوالدان لطفلهما كيفية انطلاق سفن الفضاء ، أو خطوات صناعة السيارات، كذلك تشجيعه على التعلم من خبرات الآخرين ، بحيث لا يترك فرصة تضيع منه دون أن يطلع ويستفيد مما توصل إليه الآخرون من أعمال وخبرات، تجعله يتعرف على مشكلات البيئة معطيا بعض الحلول لها .
63. بتدريب الأطفال على التوقع ، وإثارة العديد من الأسئلة حول الأشياء ، فمثلا إذا كان هناك اتفاق على مشاهدة برنامج تليفزيوني مثل ( عالم الحيوان ) نسأل الطفل عما يتوقع أن يشاهده في هذا البرنامج ، ونطلب منه أن يعبر عن ذلك شفويا ، وأن يكتب مجموعة من الأسئلة ليس بالضرورة أن يجيب عنها ولكن بالضرورة أن يسأل مثل : كم عدد الحيوانات إلى الغابة؟ كم عدد الأشجار الخضراء فيها ؟ متى جاءت الحيوانات إلى الغابة ؟كم عدد الأشجار الخضراء ؟ كم عدد الصيادين في الغابة ؟من أين تأتي المياه إلى الغابة ؟ لماذا تحدث الحرائق في الغابة ؟ وهكذا ، وأن يكتب قصة عن أبرز اللقطات التي شدت انتباهه ، وأن يرسم صورة تعبيرية عما شاهده في البرنامج .
64. تعويد الطفل على التدبر في المناظر الطبيعية وتأمل قدرة الله ، وكذلك تعويده على ذكر الله والاستغفار .وعدم النظر إلى الحرام ، أو التحدث بكلام حرام أو الكذب ، فمن ذلك تحدث حالة نفسية عجيبة وسكينة واطمئنان مما ينتج حافظة هائلة .
65. اللعب هو إحدى الوسائل التي ينمو من خلالها إبداع الأطفال وهو أحد الوسائل التي نتعرف بها على نموهم الإبداعي ومن الضروري أن تسمح الأسرة لهم بمزاولة الألعاب التلقائية الحرة التي يزاولها الطفل وقتما شاء .

 

66. اترك طفلك ينجز أعماله في سهوله وبدون قيد سواء كانت هذه الأعمال إدخال شيئين في بعضهما من الأشكال والمكعبات المختلفة ، أو نقل غطاء من صندوق إلى آخر أو تعديل الوسادة من وضع إلى آخر ، أو إعادة تنظيم كتبه وحاجاته الخاصة أو المساهمة في ترتيب بعض الأدوات المنزلية .
67. وفر لطفلك خامات كالخشب والورق والألوان والصلصال وغيرها ، لكي يستخدمها في إنتاج متنوع ، مع تشجيع هذا الإنتاج حتى لو بدا تافها فمن الممكن أن يعمل مركبا من الخشب ، أو طائرة ورقية ، أو شكل طائر جارح كالحدأة والصقور أو فلاحا يسوق ماشيته في الصباح كل هذه الأعمال قد يعتبرها الكبار غير مفيدة . ولكنها تمثل قيمة جيدة ، ونوعا من أنواع التفكير والإبداع .
68. توفير الألعاب التركيبية ، ودفع الأطفال إلى عمل الصلصال لمزرعة دواجن مثلا أو لمنزل القدماء أو ألعابهم التي كانوا يزاولونها ، أو بناء منزل من قطع الخشب ، أو إعداد عرائس من الورق أو القطن أو الزجاجات الفارغة، أو عمل مبني معين كمبني المطافئ أو مبني البريد أو إدارة المرور أو إعداد بانوراما لوصف أحداث تاريخية أو مشكلات مختلفة ، أو رسم لوحات تعبر عن موضوع معين كإحدى الحروب أو سوق القرية ، أو قوارب الصيد على سطح البحيرة .
69. اهتم برسومات طفلك ، أو ما يقوم به من أعمال بسيطة وبذلك تساعده على الوصول إلى تحسين إنتاجه والاستمرار فيه ، فإذا كان يرسم أشكالا في ورقة أو في لوحة فإنه من المفروض أن تلقي نظرة استحسان وإعجاب بما يفعل .