قطع العلائق عن الخلائق(*)
إنَّ سر الاعتكاف وغايته، الخلوة بالله وتفريغ القلب وقطع علائقه بالخلائق؛ ولهذا كان اللائق بالمعتكف أن يكون مُنهمكا في التنسك والعبادات الخاصة، مقبلا على ربّه بتخلية القلب لله، والإلحاح في طلبِ رضاه، والإلحاف في نيل مغفرته وعفوه، كما قال عطاء: مثل المعتكِف كرجل له حاجة إلى عظيم، فجلس على بابه، يقول: لا أبرح حتى تقضي حاجتي، وكذلك المعتكِف يجلس في بيتِ الله يقول: لا أبرح حتى يُغفر لي»(1).