لغز "إسرائيل" والمحكمة الدستورية!
27 شعبان 1433
جمال عرفة


أول أمس الخميس 12 يوليو ذكر مراسل التليفزيون الإسرائيلى فى واشنطن أن: "أمريكا تعمل سرا وبشكل وثيق مع أوساط قضائية مصرية والمجلس العسكرى من أجل تقليص المناورة أمام مرسى"!
بعده بساعات نقلت الإذاعة العبرية عن وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق بن إليعازر (صديق مبارك الأنتيم) قوله إن: "المحكمة الدستورية فى مصر باتت أكبر ضمان لتقليص الأضرار الناجمة عن ثورة 25 يناير"!!
بعد ذلك بدقائق قال أمنون أبراموفيتش -المعلق فى التليفزيون الإسرائيلى-: "لم يتصور أحد فى إسرائيل أن ينبرى القضاء المصرى تحديدا لمواجهة صعود الإسلاميين برئاسة مرسى"، ثم قال موشيه يعلون -نائب نتنياهو- للإذاعة العبرية: إن المحكمة الدستورية فى مصر تقوم بدور عظيم لمنع تثبيت حكم القوى الظلامية (يقصد الإسلامية) بقيادة مرسى!

 


قبل هذا فى 11 يوليو الجارى ذكرت القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلى أن: "إدارة أوباما طمأنت إسرائيل مسبقا بما ستقدم عليه الجهات القضائية المصرية ضد مرسى"!!
ويوم 10 يوليو الجارى أعلنت الإذاعة العبرية -بحسب نشرة المشهد الإسرائيلى (israeliscene)- أن "واشنطن وتل أبيب احتضنتا جلسات عصف ذهنى طويلة لمسئولين أمريكيين وإسرائيليين حول سبل محاصرة مرسى".
حد فاهم حاجة؟! ماذا يعنى قولهم إن أمريكا تعمل سرا وبشكل وثيق مع أوساط قضائية مصرية والمجلس العسكرى من أجل تقليص المناورة أمام مرسى؟! ومن أين جاءت هذه الثقة لصديق مبارك الأنتيم (إليعازر) من أن المحكمة الدستورية باتت -وفق رؤيته- هى حائط الصد ضد الثورة المصرية؟!.

 


ومن أين حصلت قناة التليفزيون الإسرائيلية الثانية على معلوماتها بأن: (إدارة أوباما طمأنت إسرائيل مسبقا بما ستقدم عليه الجهات القضائية المصرية ضد مرسى)؟!.. هل عرفوا النتيجة من (الكنترول) مثلا قبل أن يعرف المصريون أحكام المحكمة؟ أم أنهم اطلعوا قبل كل المصريين على ما فى أدراج المحكمة، كما سبق أن اطلع عليها الدكتور الجنزورى -من الكنترول أيضا- وهدد رئيس البرلمان د. الكتاتنى بقرار حل البرلمان الذى قال إنه سيتم فقط إخراجه من أدراج المحكمة الدستورية.. وقد كان!.
وهل لتضاعف الصادرات الإسرائيلية لمصر أربع مرات (من 12 مليون دولار إلى 46 مليونا) "فى ظل حكم العسكر" -كما قالت صحيفة (كالكيلست) العبرية إبريل الماضى- له علاقة بهذا الحصار للرئيس مرسى الذى تتحدث عنه إسرائيل وتشجع العسكر والمحكمة الدستورية عليه؟!

 


وهل لهذا علاقة بما قاله نتنياهو لقادة العالم يوم 2 يوليو الجارى: إن (رفض مرسى الرد على مكالمتى يبرز أهمية حفاظ العسكر على معظم الصلاحيات فى مصر)، بحسب التليفزيون الإسرائيلى؟!.
أذكركم فقط بما قاله "يحزكيل درور" -أبو الفكر الإستراتيجى الإسرائيلى- من أن (مرسى كرئيس منتخب يمكن أن يقود مصر نحو نهضة تغير موازين القوى القائمة، ويجب منع ذلك بكل قوة)!!.
هذا ليس تشكيكا فى المحكمة الدستورية المصرية ولا تشكيكا فى المجلس العسكرى، ولكنها تساؤلات أظن أنها تحتاج لإجابات لا أعرف من يجيبنى عنها؟!