هل قرر حزب الله: الأسد أو يحرق البلد
30 رمضان 1433
عبد الغني محمد المصري

ادعاء القضاء اللبناني على كل من الوزير السابق ميشال سماحة، ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، وعقيد في الجيش السوري يدعى عدنان، بتهمة القيام باعمال إرهابية بواسطة عبوات ناسفة تولى سماحة نقلها وتخزينها، كانت عملية قاصمة لإزالة جدار وهم قوة النظام السوري، وسطوته، حيث إن صيغة الادعاء، وبهذه القوة لرئيس مكتب الأمن القومي السوري، والرجل القوي، بعد نفوق أعضاء خلية الأزمة، أدى إلى تهاوي صنم بشار، وعصاباته، في الوعي الإجتماعي اللبناني.

 

ثم كانت عملية اعتقال عضو حزب الله حسان المقداد، والذي كان يعمل عند الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، واعترافه بوصول أكثر من 1500 عنصر من حزب الله إلى لبنان منذ حوالي اسبوعين، أي منذ تصريح وزير الخارجية الإيراني، بأن زوال النظام السوري وهم.

 

ثم كان إعلان آل المقداد، باختطاف باصين لعمال سوريين، ثم اختطاف مواطن تركي، وأخيرا، تهديد كل من السعودية، وقطر، وتركيا، باختطاف قناصلهم، وسفرائهم في لبنان!!!!.

 

من يرسل ابنه لقنص أبناء شعب آخر، هو قاتل، ومجرم، وجزاؤه القتل، لكن يبدو أن طيبة قلب الخاطفين، للقاتل المجرم حسان المقداد، أدت بهم إلى عرضه في فيديو أملا في صفقة ما، عوضا عن قتله، وإرساله في تابوت إلى حزبه، فذلك جزاء المعتدين، على شعب آخر، وهو جزاء كل مساند للعصابات الشاردة على الأرض السورية.

 

بيانات آل المقداد، وإعلانهم عن جيشهم “الجرار”، بجناح عسكري “مخضرم”، تنبئ عن جهة وراء “تكبير” رؤوسهم، جهة تريد إلغاء مظهر الدولة الذي فرضته عملية فرع المعلومات، فأصبح هناك “قبيلة”، أو “عشيرة”، قد لا يزيد تعداد رجالها، عن 300، أو 500 رجل، تعلن عن حرب على عدة دول من داخل لبنان. جهة تعلن أن بيدها أمر الحرب والسلام!!!.

حزب الله، يتذاكى، ويستغبي الآخرين، يريد أن يعيد الهيبة إلى حالة اللادولة، وسيطرة منطق الميلشيا، عبر تحريكه مجموعات تائهة تهدد دولا، وشعبا بطلا، بالانتقام.

 

عملية فرع المعلومات الجريئة في تنفيذها، وبيان ادعاء القضاء اللنباني، ثم تأييد الرئيس اللبناني لها، حقق أمرين مهمين، الأمر الأول: أنه أفصح عن زوال قوة النظام السوري، وبدء التلاشي لتاثيره الإقليمي، ولم يعد مخيفا إلا في خيال عبيده، وتابعيه. أما الأمر الثاني: فقد كشفت العملية عن وجود نواة صلبة لدولة حقيقية قادمة، بعيدة عن منطق العصابات، والمليشياوية.

 

فهل قرأ حزب الله هذه المعطيات، وحرك آل المقداد، بحيث يقوم هو بنفسه، نيابة عن بشار، بإشعال لبنان، على مبدأ، أخيه في الرضاعة “الأسد أو نحرق البلد”.

 

المصدر/ سوريون