21 شوال 1433

السؤال

مشكلتي مع زوجتي تحدث كلما جاء أهلي لزيارتنا , دائماً تختلق المشاكل مع النفور منهم واستقبالهم بشكل غير لائق , وكل مره أحاول تغطيه أخطائها , راجيا من الله أن يصلحها وتغير من طبعها ,رغم أنني أحاول تلبه طلباتها ,مع أنني لا أعامل أهلها بنفس طريقتها .
فقد فاجأني أهلي بالمجئ لزيارتنا ,ففي بدايه الأمر استفسرت عن سبب الزياره فنكرت عليها سؤالها , ثم بعد ذلك طلبت مني أن أعتذر لهم فقالت لي: قل لهم لا يأتوا فأنكرت عليها ذلك .
وعندما دخل والدي ووالدتي المنزل عندي دخلت عليهم زوجتي وانفعلت عليهم بل منعتهم من أخذ حفيدهم , فعندما رأيت الوضع متوتراً أخذت أهلي إلي منزلهم ممسكا بأعصابي ومحاولاً تهدئة والدي , فقمت بهجرها عسي أن تعلم ما فعلته .
وفي ظل ذلك الجو المشحون قامت بختان أبني دون علمي ودون استشارتي ولم أعلم بذالك إلا من عند أختها .
لقد عزمت على طلاقها لكن أخشي علي ولدي من الضياع أهلي يوافقونني علي الطلاق , وأخشي التسرع خصوصاً وأنا غاضب منها.

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

تتغير طبائع النساء ,أحداهن تفهم بالإشارة , فتحاسب نفسها وتعتذر عن خطئها فإن لم تعتذر بالقول فتعتذر بتعديل سلوكها , وأخري تتصف بالعند عندما تجد من زوجها علامات التوبيخ فترسل إليه سلوكيات مضادة بل أكثر شراسة مما يزيد غضب الزوج منها .
أما بالنسبة لزوجتك فإنني أشعر أنك مشترك معها فيما يحدث منها , وذلك أمر لابد أن تعلمه رغم مرارته عن طريق عده أمور أولها :
1- أنك كان ينبغى عليك اختيار الزوجه صاحبة الدين التى تعلم حق الوالدين وطريقه برهما , لكى تعينك على بر والديك بل تعينك من قلبها فى كل شيء يقرب إلي الله
2- قد لاحظت سلبيتك عندما انفعلت هذه الزوجه على والديك ومنعت حفيدهما منهما , فكان من الاولى ان تفسح لوالديك بيتك وتدخلهم معززين مكرمين فان وافقت كان خيرا وان لم توافق فلها العقاب.
3- ان هذه الزوجه تمكنت من التسلط عليك كزوج , وكثيرا ما تفعل المرأة ذلك حينما تجد اللين والضعف من زوجها فى المواقف الجادة
ذلك التسلط الذى دفعها لعدم احترامك واحترام رأيك .
الأخ السائل :إنك تخشى علي ولدك من الطلاق , فليس الحل ذلك , لكنك عليك ان تغير من حالك , فلا بد ان تأتي بهذه الزوجة أمام وليها وأمام أهلها و تصف تلك الصورة التي وضعتك فيها أمام والديك و تقف معها وقفة حازمة فيما فعلت إذ ليس ذلك من شيم النساء الصالحات .
و لابد أن توضح لها أمامهم أنك احترمتها كثيراَ و لم تبادلها المثل في معاملتك لأهلها , بل و توضح لهم كل الأمور التي تضايقك منها .
و تلزمها أمام أهلها باحترام اهلك و تقديرهم و احترام رأيك كما عليك أن تعلمها فأنت الآن راع لها , كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته "
فلابد من بذل الجهد على إصلاح رعيتك وعليك أن تساعدها على بعض الأشياء :1
1- أن تكون محافظة على صلواتها
2- أن تكون محافظة على حجابها
3- أن تكون محافظة على لسانها وأن تساعدها على أن تتقي الله فتبعد وتنتهي عما يسيء لخلقها , وأن تلزمها بالتحلي بخلق الصالحات لقوله صلى الله عليه وسلم " ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق , وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء "

فإن استمرت علي ما هي عليه فحذرها بأنك ربما تضطر لأمر من اثنين , إما أنك ستستغني عنها لإيذاء والديك , وإما أنك ستبحث عن زوجة أخرى تعرف حق الزوج فتحترمه وتحترم أهله ..
وإن عاندت مرة أخرى فهي التي حكمت على نفسها بالعقوبة , أما إن اعترفت بخطئها وقررت العودة معك على هذا كان خيرا فإنك سوف تعطيها آخر فرصة لإصلاح العلاقة بينك وبينها وأيضا إصلاح العلاقة بينها وبين أهلك وعليك أيها الزوج أن تذهب إلى والديك وتعتذر لهما عما حدث وتطلب رضاهما وتطلب منهم أيضا الدعاء بأن يصلح الله لك حياتك ويدخل إلى قلبك السعادة .