رئيس جمعية العون للإقليم الصومالي بإثيوبيا: وضعنا الآن أكثر استقرارا.. المسلمون غالبية حتى بدوننا بإثيوبيا.. نتطلع لمساندة مصرية
8 ذو القعدة 1433
موقع المسلم

أكد الأستاذ إبراهيم محمد حسين رئيس مجلس أمناء جمعية العون والتنمية للإقليم الصومالي في إثيوبيا أن حال المسلمين بالإقليم المعروف باسم الأوجادين في ظل النظام الحالي في إثيوبيا يشهد استقراراً وأمناً.
وأبدى تفاؤله بالتعاون مع الدول العربية لتطوير الإقليم المسلم، لاسيما دول الربيع العربي والخليج.

 

ودعا في حواره مع موقع "المسلم" المصريين إلى أن يكونوا عوناً لهم في نشر الإسلام واللغة العربية، معتبراً أن الأجواء مهيأة لذلك بعد تحسن العلاقات مع مصر بعد الثورة.
وكشف عن أن السعودية اعتبرت هي الدولة الأولى على مستوى العالم من حيث استثماراتها في إثيوبيا قبل عامين

حوار: موقع المسلم

السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته.

 

لا يعلم الكثيرون أنَّ منطقة أوجادين تمثِّل مساحة كبيرة في الصُّومال الكبير، إذ قد تبلغ نحو ربع الصُّومال الحقيقي، وهناك تضارب في مجموع عدد سكانها، فهل من لمحة توضيحيَّة لهذا الجانب؟.
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبينا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
بداية أودُّ أن أستعرض شيئًا من تاريخ هذه التَّسمية، فأوجادين كانت تسمَّى إمارة هرر الإسلاميَّة خلال فترة الخلافة الإسلاميَّة العثمانيَّة، ثم جاء البريطانيون فأطلقوا عليها اسم أوجادين بناء على اسم أكبر قبيلة في المنطقة وهي قبيلة أوجادين، ثمَّ جاء العشر الصُّومالي وأيضًا إخوانهم في جمهوريَّة الصُّومال، فأطلقوا عليها اسم الصُّومال الغربيِّ. فهناك ثلاثة أسماء، وإن كان قد اندثر واحد منها، وهو إمارة هرر الإسلاميَّة، فقد بقي الاسمان الآخران، والأقرب لنا التَّسمية بالصُّومال الغربيِّ، لأنَّنا صوماليون وغرب الصُّومال.

 

وأمَّا أوغادين فهي كلمة أطلقها البريطانيون على البلد بناء على اسم أكبر قبيلة فيها، وهذا يثير فينا مشاكل ونعرات قبليَّة بين الحين والآخر، فلهذا نحن نفضل كلمة الصُّومال الغربيِّ.
كما يتمُّ الاختلاف حول الإحصاء السُّكانيِّ، فالعشر الصُّومالي يعتقد أنَّ فيه ملايين من النَّاس فوق ستَّة ملايين نسمة، في حين تجد الإحصائيَّة من الحكومة الإثيوبيَّة، لا يزيد عن أربعة ملايين، والسَّبب هو عدم وجود إحصائيَّة دقيقة، فالمنطقة شاسعة، وغالب مناطقها ريفي، فلا نستطيع الجزم برقم محدَّد، بيد أنَّ المؤكَّد حاليًا هو في حدود أربعة ملايين نسمة بحسب الإحصائيَّات الرَّسميَّة.

 

خلال الفترة الماضية كان يحدث نوع من المقاومة وإرادة الانفصال، فهل حصل استقرار بعد الاتفاقيَّة الأخيرة؟.
المنطقة –كما هو معلوم- استمرَّ فيها الصِّراع لقرن كامل، وفي العقدين الأخيرين تكوَّنت في السَّاحة جبهة إسلاميَّة اسمها الاتِّحاد الإسلاميُّ.

 

هل كانت هذه الجبهة نواة للمحاكم الإسلاميَّة في السَّابق؟.
لا، الجبهة كان تأسيسها قبل المحاكم الإسلاميَّة.

 

إذًا لم يكن الاتحاد الأوجاديني نواة للمحاكم الإسلاميَّة؟.
نعم تقريبًا، لكن! العنصر الجهاديُّ المسلح في القرن الإفريقيِّ كلِّه، كان في أوجادين، لأنَّها منطقة الصِّراع، على الرَّغم من أن الصُّومال ظهرت فيه جبهات وفصائل مختلفة بعد انهياره، لكن! الجبهة كانت تمثِّل الجهة المجاهدة المنظمة ذات الامتداد الإسلاميِّ.

 

وبعد القتال المستمرِّ بغرض الانفصال عن أثيوبيا، لمدَّة عشرين سنة، قمنا بعمل دراسة عميقة لمسيرة النِّضال في أوجادين، وتوصَّلنا إلى ضرورة التَّصالح مع أثيوبيا بدل التَّصادم والقتال اللامنتهي.
وهذا الذي قرَّرناه في الشَّهر السَّابع من عام 2010م، ووقَّعنا مع أثيوبيا اتِّفاقية السَّلام، بحضور دوليٍّ وإعلاميٍّ، وبواسطة دول أوروبيَّة، وكانت حفلة الختام في أديس أبابا، وحضر فيها الاتِّحاد الأوروبيُّ، والاتِّحاد الإفريقيُّ، وسفراء دول الجوار، والمنظمات المعتمدة في أثيوبيا من غربيَّة وصينيَّة.

 

وعلى ضوء هذه الاتِّفاقيَّة وقَّعنا خمسة بنود: منها حقُّ تقرير المصير لشعبنا إذا طلب سلميًا وفق الدُّستور الإثيوبيِّ، وأيضًا الحريَّات الأساسيَّة: حرية الدِّين، وحرية السِّياسة في داخل الفيدراليَّة الإثيوبيَّة، وحرية التَّعليم، وحرية الاقتصاد، وإطلاق سراح كلِّ السُّجناء السِّياسيين، وقد تمَّ ولله الحمد، وعودة اللاجئين من الخارج، فملايين النَّاس هاجروا إلى الخارج، وعودتهم إلى أوطانهم أمر مهمٌّ جدًا بالنَّسبة لنا.

 

وهل حدثت عودة للمهجَّرين إلى أوطانهم؟.
رجع كثير منهم، لكن! هناك الكثير منهم أيضًا استوطنوا أستراليا وأوروبا وأمريكا، وتعايشوا مع المجتمع هناك، وصار من الصَّعب عودتهم إلى بلدانهم بسبب اندماجهم في تلك المجتمعات، ولكن! من يرغب بالعودة، فالتَّسهيلات موجودة، سواء من الحدود البريَّة، أو المطارات.

 

هل تمَّ السَّماح بالحريات فعليًا؟.
منذ وقَّعنا الاتِّفاقيَّة مع أثيوبيا، تمَّت إزالة الكثير من العراقيل التي تقف في وجه التَّديُّن والالتزام، فالمؤتمرات الدَّعويَّة تعقد، وتمَّ تأسيس أكثر من خمس جمعيَّات خيريَّة دعويَّة، وانتشر الحجاب بين المسلمات بشكل ملفت، والدَّعوة إلى الله في المساجد والمدارس على خير ما يرام ولله الحمد والمنَّة.

 

هل تطلَّعتم إلى دور سياسيٍّ هناك؟.
بالتَّأكيد، لكن! قبل هذا لا بدَّ من التَّمتُّع بحكم ذاتيٍّ، وقبل اتِّفاقية السَّلام كانت الحرب والفوضى تعمُّ أرجاء البلاد، وكان الحكم الذَّاتيُّ موجود، ولكنَّه تحت حكم عسكريٍّ، وبعد اتِّفاقيَّة السَّلام، أصبح لنا برلمان خاصٌّ عدد أعضائه مئتان، وتوجد خمس عشرة وزارة محليَّة، وكذلك توجد ميزانيَّة خاصَّة، كما أنَّنا ندرس بلغتنا في المدارس الابتدائيَّة.

 

هل تعني اللُّغة الصُّوماليَّة؟.
نعم، فاللُّغة الصُّوماليَّة هي اللُّغة الرَّسميَّة في بلادنا، وبعد اتِّفاقيَّة السَّلام حصل تحسُّن كبير في قطاع الحكم المحليِّ، فالحكم الذَّاتيُّ يمثِّل الشَّعب كاملًا، فليس هناك تفرقة بين الجبهة والشَّعب، فالوزير الذي يمثِّل هذا الشَّعب يمثِّلنا نحن، سواء كان من ضمن المقاتلين، أو كان من ضمن من كانوا على الجبهة، أو من ضمن الشَّعب، ونحن لم نشترط أي شروط لتوقيعنا على اتِّفاقيَّة السَّلام.

 

هل كانت اتِّفاقيَّة السَّلام تعبيرًا عن اليأس من جهود توحيد الصُّومال وتماسكه، أم أنَّها رغبة في التَّفاهم مع أثيوبيا وحل هذه المشكلة بغض النَّظر عمَّا يعتمل داخل الصُّومال؟.
أستطيع القول أنَّ عوامل استمرار الحرب، كانت أكثر من عوامل الإحباط، فالسَّاحل الصُّومالي يمتدُّ لثلاثة آلاف وثلاثمائة كيلو متر، وبدون رقابة، ممَّا يسمح بالحصول على السِّلاح بيسر وسهولة، فإمكانيَّة الخروج والدُّخول، وإمكانيَّة التَّدرُّج في الصُّومال ومعسكراتها، بالإضافة إلى وجود جهات مسلحة ضدَّ أثيوبيا تتَّخذ من الصُّومال مقرًا لها، فكلُّ ما سبق عوامل مساعدة على استمرار المعارك، فخيار السَّلام كان خيارًا استراتيجيًا.

 

إضافة إلى هذا فقد حقَّقتم نجاحات عسكريَّة في هذه المرحلة أيضًا. فهل كان كلُّ هذا دافعًا لأثيوبيا للتَّحرُّك؟.
بالتَّأكيد، وأيضًا وجود المحاكم ومن بعدها، فالعوامل المساعدة أكثر من العوامل المحبطة، أمَّا العوامل المحبطة فتمثَّلت في انهيار الصُّومال التي كانت ظهيرًا لقضيتنا، وكذلك الأوضاع المتردِّية لأبناء شعبنا، الذي كان يدفع الضَّريبة لقرن كامل، فلا تعليم، ولا طرق، ولا بنية تحتيَّة.
فبدراسة شاملة لجميع هذه المعطيات قرَّرنا الدُّخول في اتِّفاقيَّة السَّلام، إيمانًا منَّا بجدواها وفائدتها على أبناء شعبنا، والسِّياسة كما يقال: فنُّ الممكن.

 

هل تسبَّبت الاكتشافات النِّفطيَّة في أوجادين في تسريع عمليَّة السَّلام، وهل استفدتم من هذه الثَّروات؟.
اكتشف الغاز الطَّبيعي في أوجادين قديمًا- في الثَّلاثينيَّات تقريبًا- ثمَّ من بعده جاءت اكتشافات الشَّركات الرُّوسيَّة، ولكن! الاكتشاف الفعلي ُّكان في فترة الحكومة الإثيوبيَّة- الحكومة الحاليَّة-، وأستطيع القول: 
إنَّ الطَّمع في الغاز الطَّبيعيِّ واستخراجه من قبل أثيوبيا، لربَّما كان أحد أهم العوامل التي دفعت أثيوبيا للتَّفاوض معنا،حيث كنَّا حجر عثرة-طوال العشرين سنة الماضية- في وجه استخراج هذا الغاز أو تصديره إلى الخارج.

 

كيف تنظر أثيوبيا إلى انفصال أوجادين؟. 
هذا سؤال يجب أن يوجَّه للطَّرف الأثيوبيِّ، لكن من وجهة نظري، فإنَّ انفصال أوجادين ليس بالمسألة السَّهلة بالنِّسبة لأثيوبيا، وذلك لعدَّة عوامل:
أولها: العامل الاستراتيجيُّ العسكريُّ: فأوجادين تمثِّل قابضًا بين دول أربعة، الصُّومال وجيبوتي وكينيا وأثيوبيا، فمن يحكم أوجادين، هو من يدير سياسة القرن الإفريقيِّ.
ثانيها: العامل الاقتصاديُّ: ففي أوجادين أربعة أنهار جارية على مدار السَّنة، إضافة إلى غناها بالغاز الطَّبيعي، ممَّا يجعل من أوجادين أغنى إقليم في أثيوبيا بالنِّسبة للموارد الاقتصاديَّة.
ثالثها: العامل الدِّينيُّ: فلو انفصل إقليم أوجادين، وأعلن دولة مستقلة ذات كيان مسلم سنِّي، فهذا أمر تتخوَّف منه أثيوبيا.
وبالتَّالي، فإنَّ فصل أوجادين عن أثيوبيا أمر هو من الصُّعوبة بمكان، وإن كان الدُّستور الأثيوبيُّ يسمح بذلك.

 

هل يشكِّل المسلمون أغلبيَّة في أثيوبيا، في حال اندماج الصُّومال الغربيِّ معهم؟.
لا يشكِّل المسلمون أغلبيَّة في أثيوبيا بحسب الإحصاءات الرَّسميَّة، لكن! الإحصائيَّة الحقيقيَّة-في نظر المسلمين- أنَّهم هم الأغلبيَّة في أثيوبيا، حتَّى بدون إضافة الصُّومال الغربيِّ إليهم.

 

كيف تنظرون إلى الدَّور العربيِّ والإسلاميِّ في أثيوبيا، حيث أنَّه توجد استثمارات كبيرة لبعض الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة؟.
العالم العربيُّ لم يعد ذا توجُّه واحد، وبالتَّالي يختلف تعامل كلِّ دولة بحسب سياساتها، لكن! على الرَّغم من هذا، فلا نستطيع القول بأنَّ العالم العربيَّ تخلَّى عن المسلمين سواء في الصُّومال أو أوجادين، فأتذكر أيَّام النِّضال ضدَّ أثيوبيا، قطعت دولة قطر علاقاتها مع أثيوبيا لأجل قضيتنا، وقناة الجزيرة ذهبت إلى جبهات القتال، وصوَّرت حلقات عن أوجادين، وبسبب هذا قطعت العلاقات بين قطر وأثيوبيا.

 

أمَّا بالنِّسبة للاستثمارات العربيَّة في أثيوبيا، فنحن نرحِّب بها كثيرًا، بل ويساند المسلمين في أثيوبيا إذا تمَّ استثماره بطريقة صحيحة، وقد زادت هذه الاستثمارات بعد اتِّفاقيَّة السَّلام مع أثيوبيا، وفي عام2010م كانت المملكة العربيَّة السُّعوديَّة أكبر دولة استثمرت في أثيوبيا على مستوى العالم، بالإضافة إلى وجود تركيا والكويت والإمارات، لأنَّ أثيوبيا بلد زراعيٌّ، وفيه ثروة حيوانيَّة، والعالم العربيُّ بحاجة إلى سلَّة غذاء.

 

المعلومات التاريخية تقول إن مصر كانت لها حامية عسكريَّة في هرر سابقًا، فهل هذا صحيح؟.
نعم، هذا صحيح، فإمارة هرر كانت إمارة إسلاميَّة لثلاثة قرون متتالية، وتعاقب عليها أكثر من 50 أميرًا، كان آخرهم الأمير عبد الله بن شكور، والذي أسقط عام 1787م بتعاون البرتغال مع ملك الحبشة آنذاك، وكان انسحاب آخر حامية مصريَّة من هرر سنة 1785م أي قبل سقوط إمارة هرر بسنتين.

 

فإذًا كان في هرر وجود مصري وتركي أيضًا، ففي مدينة هرر ما لا يقل عن أربعين ألف مسلم نسمِّيهم هرريين، من بقايا الخلافة العثمانيَّة، حتَّى أنَّهم ذوو بشرة بيضاء، ولهم لغتهم الخاصَّة، فعند زيارتك لمدينة هرر، تحسُّ وكأنَّك تزور بلدًا عربيًا مسلمًا، فتاريخ هرر له ارتباط وثيق مع العالم العربيِّ والإسلاميِّ.

 

هل تتطلَّعون إلى دور مصري جديد في المنطقة بعد الثَّورة المصريَّة؟. وما الرِّسالة التي توجِّهونها إلى مصر؟.
مصر ترتبط بعلاقات كبيرة مع أثيوبيا لوجود النِّيل في أثيوبيا، فبعد قيام الثَّورة المصريَّة تحسَّنت العلاقات المصريَّة الأثيوبيَّة كثيرًا، خصوصًا أنَّها كانت متأزِّمة خلال فترة النِّظام المصريِّ السَّابق على خلفيَّة ما حدث في أديس أبابا، ونحن نتوقَّع تحسُّن العلاقات المصريَّة الأثيوبيَّة، مما سيؤثِّر علينا إيجابيًا.

 

أمَّا الرِّسالة التي نوجِّهها لإخوتنا في مصر: فنحن ندعوهم لتحسين العلاقات أكثر مع أثيوبيا، وأن يكونوا عونًا لنا لنشر اللُّغة العربيَّة والثَّقافة العربيَّة والإسلاميَّة، وطوال فترة قتالنا ضدَّ أثيوبيا، كان هناك معرض اسمه المعرض المصريُّ الدَّائم في أديس أبابا، وما زال قائمًا حتَّى الآن، فالوجود المصريُّ في أثيوبيا ليس بالجديد.

 

هل تتوقَّع حصول ربيع أفريقيٍّ في منطقة القرن الإفريقيِّ وربَّما وسط أفريقيا؟.
يختلف هذا من منطقة لأخرى، فالصُّومال حصلت فيها انتفاضة، ولكنَّها أثرت سلبًا، وأصبح الوضع أسوأ بكثير ممَّا كان، أمَّا في أثيوبيا فليس الأمر بهذه الصُّورة، فأثيوبيا خلال فترة النِّظام الملكيِّ، وبعده النِّظام الشُّيوعيُّ، كان يتَّسم بالكبت والتَّضييق على الجميع، ولكن! الحكومة الجديدة ومنذ خمسة عشر عامًا، وضعوا الدُّستور الحاليَّ الذي كان سببًا في وجود نوع من الحريَّات، فالمسلم عندما يقارن بين النِّظام السَّابق والنِّظام الحاليِّ، يجد الحال أفضل بكثير ممَّا كان عليه.

 

هل تجدون تحفُّظًا من أثيوبيا لأيِّ محاولة لكم للمِّ شمل مع الصُّومال، أو تحسين أوضاع المسلمين في الإقليم الكينيِّ؟.
هذا نسمِّيه ناسيستا، فالعلاقة بين الصُّوماليين قائمة على الرَّغم من الحدود المصطنعة، فمثلًا حدود أوجادين مع الصُّومال تزيد عن ألف وخمسمائة كيلومتر، وهي حدود مفتوحة، ولا يقدر أحد أن يسيطر عليها، فنحن متداخلون اجتماعيًا وقبليًا، حتَّى في الحياة العامَّة، فبعض المناطق الرِّيفيَّة في داخل أوجادين تستعمل العملة الصُّوماليَّة، فلا تكاد تميِّز: هل أنت في أوجادين أو الصُّومال؟. وكذلك في كينيا، فعلاقتنا معهم متشابكة أيضًا، والحكومة الأثيوبيَّة حاليًا نرى أنَّها لا تمانع هذه العلاقات لأنَّه لا يمكن قطعها أبدًا.

 

بعد حصول الاستقرار في أوجادين، هل تتطلَّعون لتطوير تعليم اللُّغة العربيَّة في المنطقة ؟.
لم يكن تعليم اللُّغة العربيَّة ممنوعًا في الأصل، فالتَّعليم في أثيوبيا نوعان: تعليم أهليٌّ وتعليم حكوميٌّ، فالتَّعليم الأهليُّ يسمح التَّدريس فيه بأيِّ لغة كانت، أمَّا التَّعليم الحكوميُّ فهو يخضع لدولة فيدراليَّة علمانيَّة، والدُّستور الأثيوبيُّ يصرِّح بأنَّ الدَّولة علمانيَّة، لا علاقة لها بالإسلام ولا علاقة لها بالكنيسة، فهم يرون أنَّ التَّدريس باللُّغة العربيَّة له امتداد دينيٌّ للإسلام.
لكن! الحكومة الإثيوبيَّة الفيدراليَّة أقرَّت تدريس اللُّغة العربيَّة في جامعة أديس أبابا، ثمَّ الآن تدرَّس في كليَّة اللُّغة العربيَّة في جامعة جدجيا في أوجادين، فاللُّغة العربيَّة بدأت تدرَّس في الجامعات، ولكن! لم يتم اعتمادها ليتمَّ تدريسها في المراحل الابتدائيَّة.

 

هل أحدث تدريس اللُّغة العربيَّة تغييرًا ؟.
نعم، أحدث تغييرًا كبيرًا، فقد أخبرني المسؤول عن قسم اللُّغة العربيَّة في جامعة أديس أبابا بوجود اهتمام كبير جدًا باللُّغة العربيَّة، وقد تمَّ افتتاح عشرة أقسام للُّغة العربيَّة في الجامعة بسبب الإقبال الشَّديد، فالاهتمام العربيُّ بالمنطقة، والاستثمارات الكثيرة، ووجود السَّفارات، كلُّ هذا جعل الحكومة وقطاعًا كبيرًا من المجتمع يحتاجون إلى اللُّغة العربيَّة.
وقد تمَّ افتتاح قسم للُّغة العربيَّة في ججتيا العاصمة الإقليميَّة في أوجادين، وهناك إقبال شديد عليه، كما أنَّه توجد الكثير من المدارس الأهليَّة تدرِّس المنهج الحكوميَّ مع المنهج الإسلاميِّ المتضمِّن للُّغة العربيَّة.

 

في الختام أتوجَّه بالشُّكر الجزيل على منحكم إيانا هذا اللِّقاء، علَّنا نوصل من خلاله كلمتكم للعالم العربيِّ والإسلاميِّ، وجزاكم الله خيرًا.
جزانا وإياكم