22 محرم 1434

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
أنا فتاة عمري 13 سنة، لدي 8 أخوات كلهن ينتقدنني إلا أختي الكبيرة التي تركتنا وعمري 5 سنوات حيث تزوجت.. أخواتي ينتقدنني في كل شيء: طريقة حديثي، ملابسي... مما جعلني لا أستطيع أن أتكلم معهن عن مشاكلي وآلامي رغم تفوقي في دراستي وكل شيء، إلا أنني أحس أنني منبوذة بينهن، أود أن أكون كصديقتي عندما تلتقي بأختها تقبلها وتتكلم معها بلطف إلا أن هذا لا يحدث في بيتنا للأسف، كما أن أمي هي الأخرى تنتقدني! يعني هناك ضغط من كل الجوانب وكذلك أبي الذي لا أستطيع أن أتحدث معه كأي أب!! كلما سألته شيئا شراءه أو طلبه أو سألته أن نخرج فقط لقضاء وقت ممتع وجميل، يكون رده ليست هناك نقود، ليس لدي وقت.. جملتان اثنتان هما الحوار الدائم بيني وبين أبي. كما أن لي مشاكل في مدرستي أحس أن الكل لا يحبني وأنني منبوذة لكوني ذكية لكن لدي صديقة واحدة فقط، والبقية علاقتي معهم عادية حيث ينتظرون أن يحصل لي شيء حتى يبدؤوا للتكلم فيه والضحك، وبعدها يأتون ويواسونني لكن أعرف أنهم لا يحبونني.. لا أعرف كيف سأعبر عن هذا الشعور عندما كنت في الابتدائية كنت أبكي إذا آلمني أو شتمني أو انتقدني أحد؛ حيث لا أستطيع أن أرد انتقاده فيبدأ الكل بالضحك عليّ، فأبدا أبكي بكاء شديدا بين الجميع مما جعل شخصيتي ضعيفة.. حاولت التغير مرات عديدة لكنني لم أستطع. ما الحل علما أنني عندما أتذكر هذه الأشياء أبدأ بصب نهر من الدموع كحالتي الآن وأنا أكتب هذا.. من الممكن أن تبدو كل الأشياء أعلاه سلبية إلا أنني لم أجد شيئا إيجابيا واحدا حتى الآن!! أحب الذهاب عند أختي الكبيرة فعلى الأقل أشعر بالأمان وأتصرف بحرية ولا تنتقدني النصف..
أرجوكم ساعدوني لأنني على هذه الحال منذ 5 سنوات وشكرا..

أجاب عنها:
د. أحمد فخري

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أهلا وسهلا بك أختي الكريمة..
الأخت الفاضلة أنت فتاة على قدر كبير من الحساسية وقلة الثقة بالنفس على الرغم من تمتعك ببعض الإيجابيات من عواطف جياشة قوية وحب للآخرين ورغبة في لم شمل الأسرة وخلق جو من المشاركة والتفاعل مع الأسرة والأصدقاء وهذا شيء إيجابي.
ولكن أنت تحتاجين إلى تقوية بنائك الشخصي من خلال عدة جوانب حتى تصلي إلى الثقة في ذاتك وتحقيق ذاتك وذلك من خلال الجوانب الاجتماعية أنت تحتاجين أن تتعرفي على جوانب القوة والضعف في شخصيتك وفي تفاعلك مع الآخرين ومن خلال ذلك الفهم عليك بتقوية الجوانب الاجتماعية والتخلص من الجوانب السلبية.
أيضا تحتاجين إلى مشاركة أفراد أسرتك اجتماعيا من خلال التعبير عن مشاعرك إليهم وطلب المساعدة والدعم والتعرف أيضا على مشاكلهم والهموم التي لديهم وتدعيمهم.
ومشاركة الأم في المنزل والتعرف على متاعبها فتعلمي أن الحياة أخذ وعطاء ولا تنظري ماذا سآخذ فقط بل انظري وماذا أعطي أيضاً.
وأنا أرى أن التعبير عن مشاعرك وما يجول بصدرك من أحاسيس ومشاعر عندما يترجم إلى كلمات يستطيع المحيطون التعرف عليك أكثر ويعرف من حولك ما الذي يضايقك وما الذي يريحك.
فدربي نفسك على الإفصاح عما يدور بذهنك ما دام لا يجرح مشاعر أحد أو عيب أو حرام.
أيضا تحاجين الاهتمام بالجانب البدني الصحي من خلال الانتظام في رياضة محببة أو نشاط رياضي مع مجموعه من الأصدقاء أو ممارسة رياضة المشي باستمرار فكل هذا يضفي على شخصيتك جانبا إيجابيا ويزيد من ثقتك بذاتك ويرفع من معنوياتك.
الجانب الروحي وهو من الجوانب الهامة جدا من صلاة ودعاء وذكر للمولى عز وجل تزيد من ثقتك بذاتك وتحسسك بالأمن والأمان الذي تفتقدينه ويشعرك بالراحة الوجدانية العميقة وبهذا تكونين قد حققت بناء نفسيا جيدا واتزانا في جوانب شخصيتك على المستوى الاجتماعي والبدني الصحي والروحاني والنفسي أيضاً.
وهذا يضفي عليك الثقة بذاتك ويقوي بناءك الشخصي ويضفي عليك الطاقة والحيوية النفسية.
تعلمي أيضا التخلص من الأفكار الهدامة للذات التي تقلل من قيمتك لنفسك وتشعرك بالفشل والهزيمة ودربي نفسك على صوت آخر داخلي يتحكم في الصوت السلبي، صوت إيجابي يشجعك دائما ويحثك على التقدم والثقة ويرفع من شأنك ويعمل على تقوية ذاتك ويعمل معك وليس ضدك.
فعندما تتحدثين بروح المتفائل الإيجابي سوف تجدين الحياة أكثر أمنا وسلامة..
الابنة العزيزة لك مني كل التحية والتقدير وتمنياتي لك بالصحة والسعادة وراحة البال..
وعلى أمل التواصل معنا باستمرار..
ونشكرك على ثقتك بنا..