المغمور والمشهور في الانتخابات الأمريكية
22 ذو الحجه 1433
تقرير إخباري ـ نسيبة داود

هل سمعت عن فيرجيل جود وجيمس كلايمر، أو عن جاري جونسون وجيمس بي جراي. من العجيب أننا لم نسمع عنهم رغم أنهم يخوضون سباق الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة؛ الأول والثاني عن حزب "الدستور" على مقعد الرئيس ونائبه والثالث والرابع عن الحزب التحرٌّري على المقعدين نفسيهما.

 

فيرجيل جود كان عضوا في الكونجرس بين عامي 1997 و2009 عن الحزب الديمقراطي ثم ما لبث في 2008 أن انضم للجمهوريين، حتى خسر مقعده في الكونجرس عام 2009، فانتهى به الحال في حزب الدستور، الذي رشحه هذا العام لخوض سباق الرئاسة في مواجهة العملاقان الديمقراطي والجمهوري.

 

أما جاري جونسون فقد شغل منصب حاكم نيو مكسيكو بين عامي 1995 و2003. وهو رجل أعمال عصامي بدأ من الصفر حتى أصبحت شركته واحدة من كبرى الشركات في الولاية، ثم بدأ مشوار العمل السياسي عبر خوض انتخابات حاكم الولاية بناء على خطة لتقليص النفقات وتقليل الضرائب والحد من الجرائم وبالتحالف مع الحزب الجمهوري، حيث تمكن من هزيمة الديمقراطيين في تلك الانتخابات.

 

ويخوض هذه السنة الانتخابات الرئاسية عن الحزب التحرري الذي نشط فيه منذ التسعينيات.

 

لكن الشاهد هنا أن هؤلاء المرشحين بقيا مغمورين إعلاميا إذ لم تفرد لهما مساحات من الرأي والنقاش مثل التي تفرد للمرشحين الآخرين، رغم أن القانون يمنحهما الحق في خوض السباق الرئاسي مع انخفاض عدد مؤيديهم الملحوظ.

 

وتبقى هذه الأحزاب مغمورة بسبب تحكم المال في سير الانتخابات الأمريكية إلى جانب حداثتها النسبية مقارنة بالحزبين الديمقراطي والجمهوري، وقلة أعداد مؤيديها.

 

أما بالنسبة للمنافسين الرئيسين في الانتخابات، فهما الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما المنتمي للحزب الديمقراطي، والمرشح الجمهوري ميت رومني.

 

وتظهر استطلاعات الرأي حتى الآن أن كلا المرشحين يتمتعان بنفس القدر من نوايا التصويت، لكن حظوظ أوباما بالفوز هي في الواقع أكبر بقليل من حظوظ منافسه وذلك بسبب النظام الانتخابي غير المباشر الذي يحكم الانتخابات الرئاسية الأميركية حيث تختزل عشر ولايات أساسية من أصل ولايات البلاد ال50 العملية الانتخابية برمتها وبالتالي فإن الأنظار كلها تنصب عليها.

 

والولاية الأبرز التي ستشد إليها الأنظار مساء الثلاثاء ستكون وبلا منازع ولاية أوهايو (شمال). فما من جمهوري نجح في دخول البيت الأبيض من دون أن يفوز بهذه الولاية، وهي مهمة تبدو صعبة ولكن غير مستحيلة على رومني، فجميع استطلاعات الرأي تظهر أوباما متفوقا على خصمه في هذه الولاية، وإن كان تفوقه بفارق ضئيل.

 

وتشير الحسابات الانتخابية إلى أنه في حال فاز أوباما بكل من أوهايو وفلوريدا (جنوب شرق) وفرجينيا (شرق) وكان فوزه بفارق واضح عن منافسه، فإن العملية ستحسم لصالحه اعتبارا من أولى ساعات المساء.

 

وفي هذا الإطار لا يغيب عن الأذهار السيناريو الكابوسي الذي خيم على الانتخابات الرئاسية في العام 2000 عندما تأخر إعلان اسم الفائز قرابة شهر كامل بسبب طعن بعملية فرز الأصوات في ولاية فلوريدا، ما حتم إعادة جمع الأصوات، وهذا السيناريو على سيئاته لا يستبعد حصوله أي من فريقي الحملة، لا سيما أن كلا منهما جهز جيشا من الحقوقيين والمحامين والخبراء لهذه الغاية.

 

وبعد عطلة نهاية أسبوع محمومة وعشرات التجمعات الانتخابية التي عقدها المرشحان لمنصب نائب الرئيس، واصل أوباما ورومني حملتيهما الاثنين حيث تواجدا بفارق بضع ساعات في نفس المكان قرب كولومبوس في ولاية أوهايو الحاسمة.

 

وبعد ولايات الوسط الثلاث الحاسمة ويسكونسن وأوهايو وأيوا (وسط) التي ظل فيها أوباما حتى مساء الاثنين يقوم بحملة انتخابية، من المقرر أن يعود الرئيس إلى شيكاغو في ايلينوي (شمال) حيث ينضم إلى زوجته ميشال ويتابع النتائج مساء الثلاثاء.

 

ولا يشير جدول أعمال الرئيس المنتهية ولايته إلى أي خطاب علني قبل ذاك المقرر مساء الثلاثاء في قصر المؤتمرات على ضفة بحيرة ميتشيغن، وقد أكد فريق حملته أنه سيقضي الوقت بلعب كرة السلة.

 

ولحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم مبكرا سعى أوباما لأن يكون قدوة في هذا المجال إذ أدلى بصوته نهاية أكتوبر في معقله السياسي.

 

أما رومني فسيصوت الثلاثاء في بيلمونت (ماساتشوستس) حيث يقيم، في حين سيقيم حفل انتظار إعلان النتائج في عاصمة الولاية بوسطن.

 

ولكنه وفي اللحظة الأخيرة قرر استغلال آخر دقائق المعركة الانتخابية حيث سيقوم الثلاثاء، أي نهار الانتخابات، بجولات انتخابية في كل من أوهايو وبنسلفانيا.

 

ولكن ايا يكن الفائز في هذه الانتخابات فهو سيصطدم بالكونغرس القوي المحتمل أن تتغير موازين القوى فيه تماما، كون الانتخابات الرئاسية ترافقها انتخابات تشريعية.

 

فمجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون سيتم تجديده بالكامل في انتخابات الثلاثاء في حين أن ثلث أعضاء مجلس الشيوخ حيث الديموقراطيون هم من يتمتع بالأكثرية سيخوضون معارك تجديد الولاية.

 

وفي انتخابات الثلاثاء أيضا سيدلي الناخبون بأصواتهم في أكثر من 170 استفتاء محليا.