الإعلام الأشد قبحاً في التاريخ
24 ذو الحجه 1433
منذر الأسعد

عرفت البشرية أصنافاً رديئة من الإعلام وبخاصة في العصر الحديث، بعد التقدم الهائل في وسائل الاتصال والنشر وتدفق المعلومات. فكل إعلام إيديولوجي منغلق على ذاته هو نوع من إعلام التضليل الفج، يستوي في ذلك دجل النازية الهتلرية والديكتاتورية الستالينية والنظم العسكريتارية المتوحشة...

 

لكن ذلك التأريخ الأسود كله في كفة، وإعلام أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي في كفة أخرى ترجح سابقتها وتجعلها في مستوى الهواة المبتدئين.

 

ولأننا في هذا الموقع نلتزم الحقيقة بأمانة -إلا من عثرة غير متعمدة- فإننا سوف نقدم شاهداً واقعياً صادقاً يستطيع القارئ الفاضل إخضاعه للتمحيص بهدف التثبت.

 

نأخذ المثال اليوم من التعامل الوضيع الذي تعامل به إعلام ذيول الصفوية في لبنان المختطَف مع جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن اللبناني.

 

فالرجل رجل استخبارات وطني فريد وسجل إنجازاته ناصع ومشرّف من كشف شبكات تجسس صهيونية بما فيها الشبكات العاملة في داخل حزب اللات المتاجر بالمقاومة والممانعة، وإن كان الحسن قد بلغ ذروة تألقه في ظل حكومة ميقاتي الحالية وهي حكومة انقلابية من صناعة طاغية الشام بشار الأسد ومن تنفيذ المجرم الأكبر في لبنان حسن نصر الله، عندما اصطاد بالضربة القاضية الشبيح الأخطبوط ميشال سماحة متلبساً بجلب متفجرات ضخمة لافتعال فتنة طائفية في لبنان يجري اتهام أهل السنة بالاغتيالات التي رسمها له بشار ورئيس أمنه القومي الإرهابي علي مملوك.

 

لقد ظل وسام الحسن شوكة في حلق الهلال الصفوي، منذ أن وضع يديه على أن اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري كان نتيجة تعاون إجرامي فظيع بين استخبارات النصيري الحقود بشار الأسد والمجوسي اللئيم حسن نصر الله.

 

لم يكن عاقل في لبنان والمنطقة يحتاج إلى ذكاء فذ أو خبرة عريقة، لكي يدرك بالبداهة أن تغييب وسام الحسن تم بمؤامرة صفوية نصيرية مشتركة، وبخاصة أن أبواق هذا المشروع الخسيس دأبت على الافتراء على الحسن لمجرد أنه من أهل السنة، وأن الله وفقه إلى إحباط أكثر من خطة جهنمية لتصفية ساسة لبنانيين لا يوافقون على ابتلاع ملالي قم لبلدهم. وقد شارك في الحملة التمهيدية لاغتيال الحسن تيوس مستعارة يأتي ميشيل عون على رأسها، فهؤلاء هددوا الحسن بالتصفية الجسدية ولو كان في لبنان قضاء مستقل-على الأقل مثلما كان قبل الغزو الأسدي للبنان في عام 1976م- لسيق أولئك التافهون إلى المحاكم بتهمة التهديد بالقتل.

 

أما حضيض هذه الأبواق فقد جَسّده في أشد دركاته بشاعةً، الوزير السابق الصليبي سليمان فرنجية، وهو سليل عائلة سبقت جميع الموتورين من الأقليات في حياكة اتفاق مبكر مع الهالك حافظ الأسد لتأسيس تحالف الأقليات برعاية واشنطن لتوفير حماية إستراتيجية للكيان الصهيوني.
فهذا المأفون الصلف أشار بوقاحة إلى أن لعصابة سيده بشار ألف سبب لقتل وسام الحسن!!

 

ووالله لو كان لبنان الآن دولة حقاً لحوكم هذا التافه بتهمة الخيانة العظمى لأنه يبرر لطرف خارجي قتل مواطن لبناني يدير جهازاً أمنياً بكفاءة لحماية أمن الوطن والمواطن.

 

فرنجية نموذج للأرعن الذي يصبح رجل سياسة فقط في بلد مثل لبنان وفي ظل رعاية نظام خسيس عائلي كذلك في الشام تسلط على لبنان لتنفيذ خطط أمريكا والعدو اليهودي. ومن كان لديه ذرة من الشك فليرجع إلى الحوار التهريجي لفرنجية منذ أيام قليلة، حيث كان يقول الشيء ونقيضه بصورة كشفت أنه ليس سوى أراجوز رخيص تحركه خيوط ملالي قم ونصيري الشام، فضلاً عن ركام الحقد على الإسلام وأهله منذ قرون وقرن، وهو الذي دفع أجداد هؤلاء الخونة إلى التآمر مع الغزاة الأجانب ضد المجتمعات التي آوتهم وأحسنت إليهم طويلاً فردوا الجميل بالحقد الذي ينهش صدورهم العليلة.

لذلك يستشعر هؤلاء التائهون خطورة سقوط حاميهم المجرم بشار، لأنه يعني انتهاء فترة صلاحيتهم المزورة أصلاً.