السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاه وأبلغ من العمـــر 20 تعرضت لتحرش من قبل أحد محارمـي ومن خارج العائلة أيضاً في الفترة الأخــيرة بدأت آثار ذلك التحرش يظهــر علي من خلال حالة الحزن والقلق التي أمـــر بها فأصبحت انطوائية أجلس بمفردي وأقلب صفحات الماضي مشكلتي هي أنني أطرح أسئلة على نفسي لا أجد لها إجابة وهي لماذا حدث هذا ولماذا الله ابتلاني في سن صغيرة؟ ومن خلف هذا السؤال لا أعلم ماذا حدث بي أصبحت أصلي بلا خشوع أشعر بأن الله بعيد عني أشعر بأنه لا يستجيب دعائي كذلك أعتقد بأن مشكلة التحرش هي السبب الرئيس خلف هذا فلم يكن إيماني كالسابق لم أعد أقرأ الورد اليومي والأذكار لم أعد أتدبر وأشعر براحة عندما أقرأ القرآن لا أعلم هل ما أنا فيه بسبب حالة القلق والحزن الذي سببه الماضي؟ أم بسبب ضعف إيمانـــي وبعدي عن الله؟ أم هذا شيء طبيعي قد يمر به أي شخص في سني؟
أتمنى أن أجد إجابة واضحة منكم مع الشكـر.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أهلا وسهلا ومرحبا بالأخت الفاضلة..
أختي الكريمة ما حدث لك هو صدمة نفسية من جراء التحرش الجنسي وبعد الصدمة يحدث بعد الأعراض النفسية مثل القلق والاكتئاب والخوف والتوتر والبكاء وعدم القدرة على إتمام الأعمال والشعور بالذنب والخزي طوال الوقت وأفكار سلبية كثيرة ومن المهم في مثل تلك الحالات التوجه بكل السبل للطبيب النفسي لأن حالتك تلزم الدواء لتخفيف أعراض القلق والاكتئاب وجلسات نفسية للتفريغ الانفعالي وإعادة ترتيب الأفكار والمشاعر من جديد بشكل يجعلك تستطيعين التفكير ومباشرة أعمالك من جديد دون توقف..
ابنتي الفاضلة إن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا وأعلم أن الله بجانبك فإن الله عند ظن العبد به فاجعلي يقينك أكيدا بقدرة الله ومساندته لك عليك بالتمسك بالجانب الروحاني في حياتك لأنك في هذه الفترة بحاجة كبيرة للإحساس بالخالق بجانبك ويشملك بعطفه ورعايته.
الأخت الفاضلة أكثري من الدعاء والاستغفار (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وواظبي على الصلوات في مواعيدها وخاصة صلاة الفجر وقراءة القرآن الكريم ولا تنتظري بشارة أو علامة بل اعملي ما أمرت به دون انتظار المكافأة فالله يعلم ونحن لا نعلم..
ركزي أيضا على بقية جوانب حياتك فأنت فتاة صغيرة تحتاجين إلى تعلم أشياء كثيرة والتعرف على العالم من حولك.
اقرئي وتعلمي وشاهدي وكوني علاقات اجتماعية إيجابية تطوعي ببعض الوقت لخدمة المحتاجين والمساكين رعاية مريض أو مسن في حاجة إليك من الأسرة أو من خارجها احمدي الله سبحانه وتعالى على نعمة الابتلاء وانظري إلى الجزء المستفاد من تلك الخبرة أو الحدث فهناك أشياء لا ننظر لها ونركز على الجانب الأسود من الخبرة فقط لا انظري إلى الدروس المستفادة والعبرة وسوف تتعلمين أشياء كثيرة تمنع وقوعك في الحفرة مرة ثانية وتجعلك تحتاطين وتكوني حذرة بدون خوف أو رعب وكما نقول لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
توبي إلى الله والاستغفار كثيرا وانظري إلى الأمام ولا تلتفتي إلى الخلف حتى لا تقعين مرة ثانية..
تمنياتي لك بكل التوفيق والصحة والسعادة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
