27 ربيع الثاني 1434

السؤال

طلبت مني إحدى المؤسسات أن أسجل لديهم ببطاقتي الشخصية موظفا لدى المؤسسة من غير أعمل عندهم وتعطيني المؤسسة ألف ريال نهاية كل شهر وهدف المؤسسة أن يحتسب اسمي لدى وزارة العمل ضمن المواطنين الذين قامت المؤسسة بتوظيفهم فما حكم عملي هذا وهل تحل لي الأجرة التي أتقاضاها ؟

أجاب عنها:
د. سعد الخثلان

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده .. أما بعد.
فهذا العمل محرم بالنسبة لك ولصاحب المؤسسة ، ولا تحل لك الأجرة التي تتقاضاها وذلك لما اشتمل عليه من محاذير شرعية ، منها :
أن فيه التفافا على الأنظمة التي وضعت لمصلحة المجتمع فإن الغرض من إلزام المؤسسات بتوظيف المواطنين هوالمصلحة العامة و القضاء على البطالة في صفوف الشباب وإيجاد فرص عمل لهم .. وقبولك لتسجيل اسمك لدى هذه المؤسسة وأنت لاتعمل سيكون على حساب توظيف شاب عاطل عن العمل..
ثم إن فيه مخالفة لولي الأمر الذي أمر الله تعالى بطاعته في قوله سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وإلزام ولي الأمر للمؤسسات بتوظيف المواطنين هو من المعروف الذي تجب طاعة ولي الأمر فيه>
ثم إن في هذا التصرف كذبا واحتيالا فتظهر للدولة أنك موظف لدى هذه المؤسسة ويظهر صاحب المؤسسة أنه قام بتوظيف مواطن والواقع بخلاف ذلك.
ثم إن فيه أكلا للمال بالباطل فما الذي يبيح لك أن تأخذ هذا الأجر نهاية كل شهر وأنت لاتعمل لدى المؤسسة وصاحب المؤسسة لم يهب لك هذا الأجر بطيب نفس وإنما أعطاك إياه ليتخلص من مسؤولية طلبها منه ولي الأمر للمصلحة العامة ..
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.