تكذيب رب العالمين أصبح من "الفروع"!!!!
24 جمادى الأول 1434
منذر الأسعد

ليس ها هنا المكان الملائم لتقويم الحزبية وموقف الشرع المطهر منها، لكن ما نلمسه حتى الآن من رزاياها يكفي للحذر الشديد منها والنفور من عواقبها السيئة على الأمة في معادها ومعاشها.

 

أحد المحامين المصريين المعروفين بالانتماء إلى جماعة إسلامية كبرى في مصر، وجد نفسه في زاوية ضيقة أمام تدفق الغضب من لدن العلماء والدعاة وعامة المسلمين في بلاده إزاء التغلغل الصفوي الذي أخذ ينشب مخالبه في أرض الكنانة. فبدلاً من أن يجهر بالحق ولو أسخط رؤساءه في الحزب "الإسلامي" أو التهرب من الإجابة حياء من تبني الباطل، هجم الرجل باستخفاف مريب على عقيدة أهل السنة والجماعة، فادعى أن الاختلاف بين أهل السنة والشيعة اختلافات فقهية في الفروع!!

 

والفقير إلى الله ما زال في حيرة من أمر هذا المجترئ على ثوابت الأمة: أهو جاهل اقتحم ميداناً ليس أهلاً له، وهذه مصيبة لأن الجاهل يسأل أهل الذكر عما لا يعلم أو عن أمر أشكل عليه، أم أنه ميكيافيللي التفكير يركب أي وسيلة توصله إلى غايته، حتى لو كانت على حساب الدين؟

 

فهل طَعْن الرافضة في كتاب الله تعالى مسألة فرعية عند المحامي الجهول أو الكذوب تشبه المسح على الخفين مثلاً؟ وهل التكذيب الوضيع لرب العالمين جل جلاله الذي زكّى المهاجرين والأنصار، بينما المجوس الجدد يكفرونهم –والعياذ بالله- هل أصبح مسألة يسوغ الاختلاف فيها؟

 

وهل التطاول على عرض خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم لا يتجاوز الاختلافات الفرعية بين الشافعي وأبي حنيفة أو بين مالك وأحمد؟

 

الحمد لله أن في مصر الحبيبة علماء فضلاء ودعاة أجلاء، تصدوا لهذا البهتان البائس، ونحن هنا قمنا بواجب المُقِلّ بياناً للحق ونصرة له وتوثيقاً لقضية شديدة الأهمية، لأنها تتصل بعقيدتنا الغالية وتتعلق بهويتنا.