خطى إيمانية
28 جمادى الأول 1434
د. خالد رُوشه

إنها نصيحته صلى الله عليه وسلم ووصيته , يقدمها لكل مؤمن اراد الثواب الجزيل والأجر العميم المستمر غير المنقطع , ولمن أراد الصدقة الجارية , والعلم النافع الذي يتركه لينتفع به في الحياة وبعد موته ..

وصيته صلى الله عليه وسلم لعلي ابن ابي طالب عندما أعطاه الراية يوم خيبر إذ قال له : " فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " البخاري

انها نصيحة استنفار لكل صادق يرجو ثواب الله , ويريد نشر فكرته النورانية الوضاءة , فالداعية إلى الله يخطو إلى الجنة بكل خطوة يخطوها بينما هو يدعو إلى الإسلام وقيمه ومبادئه وعقيدته وشريعته .

انه كذلك يرتقي بفعله الذي هو الدعوة إلى الله رقيا لايدانية رقي , فمهما عمل المدعو من عمل صالح كان قد علمه له الداعية فللداعية مثل أجره , فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول صلى الله عليه وسلم -: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم ، و قوله - صلى الله عليه وسلم - : (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ) رواه مسلم

فالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صفة المرسلين قال الله تعالى:"هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"

والعبد الصالح يرتجي صلاح مجتمعه وإخراجه من عبودية المادة إلى عبودية الله الواحد القهار , حيث سعة الدنيا والآخرة , وحيث الخير الظاهر والباطن , وهي رسالة النبي صلى الله عليه وسلم سيد الدعاة إلى الله , قال سبحانه وتعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته، ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة.." الآيات ..............

وقال تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} ..

وقال تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً}

إنها رسالة الشرف والعزة , ووظيفة الأنقياء الأتقياء , مهما لقوا من عنت ومهما قابلوا من آلام , ومهما أعرض الناس عنهم , قال صلى الله عليه وسلم: [يجيء النبي ومعه الرجلان ويجيء النبي ومعه الثلاثة، وأكثر من ذلك.. الحديث] رواه أحمد وابن ماجه

والداعية إلى الله مقامه مقام خير اينما حل , فيتقزم الباطل ويزهق , ويعظم الحق ويظهر , قال سبحانه {فلولا كان من القـرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم.. الآية}

وقال تعالى: {وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون})..
وقال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}

لقد جاءت رسالة رسولنا الخاتمة بالأمر بكل معروف، والنهي عن كل منكر، والبعد عن كل فساد في الأرض قال تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}

إن حركة الدعاة إلى الله عبر القرون قد أفادت العالم كل العالم , وتعاليم الإسلام التي جاءت بالفضيلة والإحسان، ونبذ الظلم، وإقامة العدل قد استفاد منها كثير من الأمم والشعوب , فاصابوا مااصابوا من إنجازات وتقدم وجدير بأمتنا عبر الدعم الكامل واللامحدود لحركة الدعوة إلى الله في ربوع الأرض أن تعود لمكانتها الرائدة على مستوى القيم والمبادىء والتنفيذ والتطبيق لمفاهيم الإصلاح المأمورة به في دينها ............